روحاني: نحن المتضررون من الحرب وردُّنا لا يؤثر على أميركا ودول الخليج
دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الجمعة الماضي عدداً من النخب السياسية من مختلف المشارب والتيارات السياسية، على الإفطار، في جلسة خاصة تم خلالها بحث التطورات التي تعيشها البلاد.وطلب الرئيس من الحضور عدم تسريب مضمون اللقاء، والالتزام بالمقتطفات التي ستنشرها وسائل الإعلام الرسمية، لكن "الجريدة" اطلعت من أحد الذين حضروا الاجتماع على أجزاء مهمة لم تنشر الكلمة. وكان روحاني قال، حسب وسائل الإعلام، إن الوضع في البلاد أخطر مما كان عليه خلال الحرب مع العراق، ودعا الى عدم الاستخفاف بالتحركات الأميركية في المنطقة، موضحا أنه تكفي شرارة صغيرة كي يتم إشعال فتيل الحرب.
لكن "الجريدة" علمت أن الرئيس الإيراني أكد للحضور أيضاً أنه إذا وقعت الحرب فإن الجميع سيتضرر، لكن إيران ستكون المتضرر الأكبر.وأوضح أن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تهتمان كثيراً للرد الإيراني على أي هجوم سيشن عليها، لأنهما تحضران لهذه المعركة منذ سنوات عدة، وتعرفان تماما كلفة الحرب، وأضاف أن الدول الخليجية العربية كذلك لا تهتم كثيرا إذا قصف الإيرانيون بناها التحتية، وهي تستطيع إعادة بنائها بيسر، بل وتوفر فرص عمل كبيرة. وبحسب المصدر، فقد اشتكى روحاني من أن يدي الحكومة مكبلة في عدد كبير من الأمور بينها السياسة الخارجية، وأوضح أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما طلب عقد لقاء مباشر معه 19 مرة، لكن منع من ذلك بسبب الاعتراضات داخل النظام، مضيفا أنه لو جرى هذا اللقاء لكانت تغيّرت أمور كثيرة. وعن إمكان لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أكد روحاني أن اللقاء في هذه الظروف لن يكون لمصلحة إيران، لكنه جدد دعمه للتفاوض، مشيرا في الوقت نفسه الى أن الطرف المقابل لا يتمتع بمصداقية، وأن المفاوضات في ظل الظروف الحالية قد يفسر على أنه انصياع للعقوبات. ولم ينف روحاني وجود وساطات خلف الكواليس لحل الخلاف مع الأميركيين، وأكد للمجتمعين أن السياسة تفرض ألا يتم إقفال جميع الأبواب، وأن الظروف يجب أن تكون مهيأة لأي مفاوضات مباشرة، لافتاً الى أن البعض في الإدارة الأميركية يسعون لإقفال أبواب التفاوض وإشعال الحرب.وأكد روحاني للمجتمعين أنه يعتقد أن السبيل الوحيد لمواجهة العقوبات والضغوط الأميركية هو توحيد الصف ودعوة الشعب لمناصرة الحكومة، وإلا فإن كل شيء ممكن أن ينهار على رؤوس الجميع. وأضاف أنه يتوقع ظروف صعبة جدا، وأن تصريحات الشخصيات السياسية والعسكرية يجب أن تكون دقيقة ومدروسة.من جهة أخرى، حذر روحاني من خطورة الأوضاع الاقتصادية، موضحا أن الحكومة حسبت ميزانيتها للعام الحالي على أساس بيع مليون وخمسمئة ألف برميل يوميا، في حين أنها بالكاد تستطيع أن تبيع البترول.وأضاف أنه على الرغم من أن الحكومة كانت تعول على بيع منتجات البتروكيماويات والصلب وحتى المواد الغذائية، فإن الأميركيين أقفلوا جميع المنافذ لأي دخل. ولفت الى أن الحكومة تحتاج إلى أن تدفع حوالي 22 مليار دولار رواتب فقط للموظفين الحكوميين، ولا يمكنها طبع العملة، لأن هذا سيؤدي الى زيادة التضخم.