شوشرة: صراع وثرثرة

نعود مجددا إلى المربع الأول أمام دوامة انتخابات بعض الجمعيات التعاونية، وما تشهد من ثرثرة بعض الغربان التي تخرج عادة في هذه الأوقات لإدخال أبناء المناطق في صراع لا ينتهي، رغم أن هؤلاء الذين ينهقون خارج السرب هم من ساهموا في دعم بعض الفاسدين، بل هم من صوتوا لهم وساهموا في تكبد بعض الجمعيات التعاونية سرقات لا تنتهي مقابل الاستفادة من المال الحرام، وهؤلاء الغربان لا يجتمعون إلا عندما يتحالفون لتشكيل طابور خامس هدفه بث الشائعات أو محاولة زعزعة الأمور وتفريق الناس لا جمعهم، لأنهم اعتادوا على النميمة.

ورغم أن العمل التعاوني يفترض أن يكون أداة مساعدة لدعم المناطق فإنه تحول إلى أداة هدم في بعضها، فالمصالح الشخصية طغت على كل شيء، خصوصا أن الهرج والمرج واللغط أصبحت وسائل يستخدمها البعض لضرب الآخرين لتحقيق الغايات التي هم يعلمونها جيدا، وللأسف الشديد عندما تغيب الحكمة والعقل فإن نتائج تداخل الأمور تكون سلبية وصعبة.

وهناك من لا يفقه في العمل التعاوني صار عرافا يحلل ويحدد ماهية كل شيء، لكن تدخل بعض العقلاء في تهدئة الأمور يساهم في بناء مجالس إدارات إصلاحية تعمل لمناطق نموذجية وتسعى إلى جمع أبناء المنطقة لا تفريقهم.

فالعمل التعاوني أصبح اليوم على الهاوية في الكثير من الجمعيات التعاونية، في ظل الضعف الكبير من وزارة الشؤون وقطاعها المختص الذي ينظر للأمور من عين واحدة، ويفطر عادة قبل موعد مدفع الإفطار.

فعلى الجميع الوقوف بمسافة واحدة أمام هذه الانتخابات في ظل منافسة شريفة بعيدا عن المهاترات، مادمنا نؤمن بالديمقراطية التي لا يعرف بعض الشراذم عنها شيئا، فارتقوا بأخلاقكم وحولوا الانتخابات إلى منافسة شريفة، فكلكم في نهاية الأمر جيران وأبناء منطقة واحدة، ويوم الانتخاب سينتهي، وستعود الجرذان إلى مخابئها التي اعتادت عليها في مجارير الصرف الصحي.

حان موعد الإمساك بانتظار مدفع الإفطار، فصوما مباركا وإفطاراً شهيا بعيدا عن تلوث الأسماع بما يردده المندسون بيننا، وكل التوفيق للمصلحين الذين سيخوضون الانتخابات بروح ديمقراطية ومنافسة شريفة.