وثيقة لها تاريخ : سليمان وفهد الفهد باعا ملكهما في «الفداغية» لسالم العتيقي عام 1929م
ارتبط الكويتيون منذ زمن بعيد بالتجارة مع مدينة البصرة وما حولها من قرى وأراضٍ زراعية، وكذلك في منطقة الفاو العراقية المعروفة. وربما يكون أقدم ارتباط موثق بالفاو والبصرة عندما اشترى التاجر عبدالله بن عيسى الإبراهيم (والد الشيخ يوسف الإبراهيم) مقاطعة "الزين" التابعة للبصرة، كما ذكر قاضي البصرة أحمد نوري الأنصاري عام 1803م، في تقرير له لوالي بغداد العثماني منيب باشا، واشترى كذلك في الوقت نفسه جزيرة صغيرة مقابلة لها. ويشير نفس المصدر إلى أن "دورة الدواسر" القريبة من "الزين" يملكها أيضاً التاجر عبدالله بن عيسى بن إبراهيم، وأن "الفاو" تنسب لأهل الكويت. ووردت تأكيدات على بعض أملاك الكويتيين في نصوص موثقة لقضاة الكويت يمكن الاطلاع عليها في كتابي "موسوعة الوثائق العدسانية الجزء الأول". ويروى في مصادر موثقة أن الشيخ راشد السعدون قدم ثلاثة أحواز في منطقة "الفاو" في عام 1226هـ (1811م) هدية للشيخ جابر العيش، الذي قام بتأجيرها على المير عبدالله الدورقي، فعمرها بالنخيل، كما ورد في كتاب التحفة النبهانية. ويعزز هذا القول ما ورد في وثيقة عدسانية من أن الشيخ دعيج بن جابر العيش أعطى لزوجته في عام 1863م نصف "جريب" (الجريب 3967م) من أرض له في الفاو تسمى بـ "جريب بخيت". وخلال بحثي في الأرشيف البريطاني عثرت على وثائق كثيرة تشير وتؤكد تملك الكويتيين لمزارع وأراضٍ في البصرة والفاو وما حولهما. هذه الوثائق معظمها وكالات شرعية من تجار من الكويت لأقربائهم أو أشخاص آخرين للتصرف في أملاكهم في العراق، ورأيت أنه من المفيد أن أنشر بعضا منها ليطلع عليها المهتمون والمتابعون لهذا الأمر.
نبدأ هذا الموضوع في مقال اليوم بوثيقة توضح أن سليمان الفهد باع على سالم العتيقي مزرعة نخيل في "شلهة الفداغية" في عام 1929م. وإليكم نص الوثيقة:"الموجب لتحريره هو أنه قد باع سليمان بن عبدالمحسن الفهد، أصالة عن نفسه وبوكالته عن أخيه فهد، من حامل هذا الكتاب سالم بن عبدالله العتيقي، وهو أيضا قد اشترى منه ما هو ملكه وملك موكله، وهو استحقاق عايشة بنت محمد بن رزق، الموروث لها من زوجها عبدالوهاب الخشرم، الموهوب لهما منها بعد إخراج ثلثها من ذلك، وهو سبعة أسهم من اعتبار اثنين وثلاثين سهما من النخل الواقع في شلهة الفداغية المحدود النخل كله قبلة الخرم الفاصل بينه وبين الدواسر، وشمالاً النهر وشمال النهر قاع غانم الحميد، وشرقاً الشط الجاري، وجنوباً قاع حسن الخشنام. باع سليمان المذكور استحقاق عايشة المزبورة مع ثلثها على سالم المرقوم بثمن قدره وعدده ثلاثة آلاف وتسعماية وسبعة وسبعين ربية ونصف، والثمن المذكور داخل عليهما عن طلب لسالم المزبور، فبموجب ما ذكر صار استحقاق عايشة مع ثلثها من النخل المذكور مالاً وملكاً للمشتري سالم بن عبدالله العتيقي يتصرف فيه بما شاء حتى لا يخفى، تحريراً في 2 صفر سنة 1348".