«ذكريات كويتية» تُذكر الجيل الجديد بتاريخ الكويت
في محاضرة بعنوان "ذكريات كويتية"، أقامها بمكتبة الكويت الوطنية، تناول الباحث في التراث فؤاد المقهوي عدة جوانب من تاريخ الكويت وتراثها، مبيناً أن الحديث عن التراث والتاريخ يساهم في تعزيز الروابط بين الماضي والحاضر والمستقبل. وقال المقهوي إن أهمية تلك المحاضرات تكمن في تذكير الجيل الحالي بتاريخ وماضي الكويت العريق، وخصوصا إذا قام المحاضر بطرح التاريخ بطريقة سرد تجذب السامعين.في البداية تحدث عن بعض المقتطفات المهمة والحوادث في عهود شيوخ دولة الكويت، فاستهل حديثه بالشيخ مبارك بن صباح الصباح، المولود في الكويت عام 1840، والمتوفى عام 1915، وهو الحاكم السابع والمؤسس الحقيقي لدولة الكويت، فقد تولى الحكم في 17 مايو 1896، ولُقب بـ"مبارك الكبير"، حيث ترك بصمات راسخة في تاريخ الكويت الحديث.
ولفت المقهوي إلى أن الشيخ مبارك تميز بشخصية قوية، وخاض العديد من المعارك ومنها معركة هدية التي وقعت في 10 يونيو عام 1910، وكان جيش الكويت بقيادة جابر المبارك الصباح وعبد العزيز بن سعود أمام جيش رئيس المنتفق ابن سعدون، وقد هزم جيش الكويت في تلك المعركة، وقد استطاع جيش المنتفق أن يأخذ أمتعة الجيش الكويتي بكل سهولة وسميت بذلك معركة هدية. ثم تحدث عن الشيخ جابر المبارك وهو حاكم الكويت الثامن، وهو أكبر أبناء الشيخ مبارك الصباح فقد تولى حكم الكويت بعد وفاة أبيه، وذلك من 28 نوفمبر 1915 إلى وفاته في 5 فبراير 1917، وعلى الرغم من أن فترة حكمه كانت قصيرة إلا أنه قام بعدة أمور جعلت الشعب يحبه، مشيرا إلى أن أحد الإنجازات في حكمه هو وضع نظام البرقيات "التيل".
عهد الرخاء
وذكر أن الشيخ سالم المبارك الصباح (1864 -23 فبراير 1921)، حاكم الكويت التاسع، تولى الحكم في 5 فبراير 1917 بعد وفاة أخيه الشيخ جابر المبارك الصباح، مشيراً إلى أن الأمن كان مستتبا في عهده، باستثناء حدوث حرب الجهراء التي وقعت في 10 أكتوبر سنة 1920، والتي دارت رحاها في القصر الأحمر. وأضاف المقهوي أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ترأس الشيخ سالم المبارك وفدا لتهنئة الحكومة البريطانية بانتصار بلادها، وقابلوا المسؤولين هناك، وحضر الوفد جلسة في مجلس العموم، وأعجبت فكرة مجلس العموم الشيخ أحمد الجابر، وبعد وفاة الشيخ سالم المبارك أسس مجلساً وهو يعد أول عمل يقوم به بعد توليه مقاليد الحكم بشهر أبريل 1921 بعد وفاة عمه الشيخ سالم المبارك الصباح، لكن أعمال المجلس لم تستمر طويلاً بسبب عدم تفرغ أعضائه لشؤونه لذلك أنهى أعماله بعد شهرين من إنشائه ليؤسس المجلس التشريعي بعام 1938.كلمات قديمة
من ناحية أخرى تحدث المقهوي عن بعض الكلمات القديمة وقال ان التراث الكويتي غني جدا بالكلمات القديمة التي توارثها الأجداد وهناك كلمات كثيرة انتقلت من جيل الى جيل، ومنها "بو دوارة" وهي بئر كبيرة كان يأخذ منها سكان منطقة دسمان، أما كلمة "الدو" فهي تشير إلى طريق قديم من الكويت إلى السعودية.