في محاولة لإنشاء تحالف أوروبي لليمينيين المتطرفين لتغيير السياسة الأوروبية، التي تسيطر عليها أحزاب يسار الوسط ويمين الوسط والأحزاب الليبرالية، عقدت، أمس، الأحزاب اليمينية المتطرفة من كل أنحاء أوروبا، اجتماعاً حاشداً في ميلانو من أجل الانتخابات الأوروبية استضافه نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الايطالي ماتيو سالفيني.

وفي مقطع فيديو على "فيسبوك" عشية الاجتماع الذي انعقد أمام "كاتدائية دومو" الشهيرة في ميلانو، قال سالفيني، زعيم "حزب الرابطة" القومي المتطرّف، "نحن نغير تاريخ أوروبا، نحن نستعيد المستقبل بأيدينا بالنيابة عن أطفالنا"، معتبراً أن "المتشككين في الاتحاد الأوروبي هم هؤلاء الذين يحكمون أوروبا الآن. المناهضون للأوروبيين هم الاشتراكيون وتيار يمين الوسط، الذين حوّلوا حلما إلى كابوس وقفص، إن أعداء أوروبا هم هؤلاء الذين يتولون السلطة الآن،لا الشعبويين". وفي حديثه إلى "جمعية الصحافة الأجنبية" في ميلانو، قال سالفيني، "إذا خرجت في الشارع الآن وسألت 10 أشخاص: هل توافق على الاتحاد الأوروبي كما هو، هل يعجبك؟ فسيقول لك ثمانية منهم غالبا: لا شكرا".

Ad

ومن بين المتحدثين الرئيسيين في الاجتماع الحاشد، زعيمة المعارضة الفرنسية ورئيسة "حزب التجمع الوطني" اليميني المتطرّف مارين لوبن، وزعيم "الحزب الشعبوي الهولندي" غيرت فيلدرز، وزعيم "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف يورغ مويتن الذي أكد أن حزبه سيسعى إلى الحصول على أعلى المناصب في الاتحاد الأوروبي.

وقال مويتن: "بطبيعة الحال سنطالب بتمثيل كاف، بما في ذلك داخل السلطة التنفيذية، وسنكون مجانين إن لم نفعل ذلك".

وأعربت لوبن عن رغبتها في تشكيل «فصيل خارق» مع غيرها من الأحزاب ذات الفكر المتشابه في البرلمان الأوروبي المقبل.

وقالت، إن مثل هذا التحالف من شأنه أن يغير هيكل الاتحاد الأوروبي «للمرة الأولى خلال عقود».

ومن المتوقع أن يحقق اليمين المتطرف نتائج جيدة في انتخابات البرلمان الأوروبي المقرر أن تُجرى في الفترة من 23 حتى 26 مايو الجاري، لكن محاولة توحيدهم في تحالف واحد تواجه صعوبات.

ورئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان من بين أبرز الغائبين عن أجتماع ميلانو. ومن المرجح أن يسفر الاجتماع الحاشد عن إطلاق دعوات لفرض ضوابط اكثر صرامة على الهجرة والانشطة الإرهابية من جانب متطرّفين.

في المقابل، تم أيضا تنظيم مظاهرة مناهضة للتجمع اليميني المتطرف وعُلّقت لافتات على واجهات مبان، تنتقد سالفيني، وهو نوع من الاحتجاج يحظى بشعبية في إيطاليا.

وفي فضيحة مدوية لأحد أبرز قيادات اليمين المتشدد في القارة العجوز، أعلن نائب المستشار النمساوي هاينز كريستيان شتراخه (يمين قومي)، أمس، استقالته بعد الكشف عن محاولته الحصول على دعم مالي من روسيا في 2017.

وقال شتراخه (49 عاما) في مؤتمر صحافي في فيينا «قدمت للمستشار سيباستيان كورتس استقالتي من مهامي كنائب مستشار وقبلها».

وأضاف شتراخه، الذي كان شكل حكومة مع المستشار المحافظ كورتس في نهاية 2017، «ارتكبت هفوة ولا أريد أن يشكل ذلك ذريعة لإضعاف التحالف».