إعادة انتشار أميركي بري وبحري في الخليج
• تحذير للطائرات التجارية
• إيران تسحب صواريخ... وظريف: لا حرب
على وقع مؤشرات «بورصة» التوتر الأميركي ـ الإيراني، لا تزال المنطقة تحبس أنفاسها، إذ عادت احتمالات التصعيد لترتفع بعد إعلان الولايات المتحدة إعادة انتشار قواتها في بعض الدول الخليجية، وتحذيرها للطائرات التجارية من التحليق فوق المنطقة، رغم تقارير عن سحب طهران صواريخ نصبتها على قوارب صغيرة، كانت أحد أسباب التوتر. وكشفت وسائل إعلام سعودية أمس عن موافقة المملكة، ودول خليجية لم تسمها، على طلب واشنطن إعادة انتشار قواتها العسكرية في مياه الخليج وعلى أراضي تلك الدول.وأضافت تلك الوسائل، نقلاً عن مصادر، أن الهدف من تلك الخطوة «ليس الدخول في حرب مع إيران، بل ردعها عن أي محاولة لتصعيد الموقف عسكرياً أو مهاجمة دول الخليج أو مصالح الولايات المتحدة في المنطقة».
في السياق، أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية تحذيراً تدعو فيه الخطوط الجوية التجارية في الولايات المتحدة إلى ضرورة الانتباه والحذر أثناء تحليق الطائرات فوق مياه الخليج العربي وخليج عُمان.وفي تطورين ميدانيين، أجْلت شركة إكسون موبيل الأميركية المتعددة الجنسيات جميع موظفيها الأجانب من حقل غرب القرنة 1 النفطي في العراق ونقلتهم إلى دبي، في حين حذرت المنامة رعاياها من السفر إلى العراق بسبب المخاطر، داعية الموجودين هناك إلى ضرورة المغادرة. في المقابل، وفي خطوة قد تحمل مؤشراً لتخفيف حدة التوتر، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، بأن السلطات الإيرانية أزالت من بعض قواربها صواريخ مجنحة، كان تركيبها على تلك القوارب سبباً للتصعيد الأخير.وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس في ختام زيارته لبكين: «لن تكون هناك حرب، لأننا لا نريدها، ولا يملك أي شخص فكرة أو وهماً بأن بإمكانه مواجهة إيران في المنطقة». في المقابل، رأى مراقبون في دعوة النائب البارز رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان حشمت الله بيشة، إلى حوار أميركي - إيراني تستضيفه قطر أو العراق، عنواناً لانفتاح طهران على التفاوض مع الرئيس دونالد ترامب، رغم تنصل المجلس الأعلى للأمن القومي من تلك الدعوة واعتبارها مجرد رأي. وكانت «الجريدة» حصلت على معلومات حصرية عن تعميم لهذا المجلس يحظر على المسؤولين الإيرانيين التحدث عن مفاوضات مع واشنطن في محاولة لتقويض استراتيجية ترامب. في المقابل، بدا أن الحملة الإعلامية والسياسية المضادة لترامب داخل أميركا لم تضعف موقفه. ورداً على تقارير إعلامية عن عدم وضوح استراتيجيته، قال الرئيس الأميركي: «هناك إيجابية واحدة للتغطية الخاطئة وغير الدقيقة لإيران، على الأقل طهران لا تعرف كيف تفكر، وهو ما يعد في هذا الوقت أمراً جيداً».