• كيف استقبلتِ خبر فوزك بجائزة البوكر العربية؟
- حالة استغراب تامة، لأنه لا يمكن توقع نيل جائزة أو تكريم، وإنما يستطيع من حولك تحويل الاستغراب إلى فرح بأعينهم.• بعد اللغط الدائر حول فوزك، ما تعليقك على ما يُقال بأن موقفك من الجائزة في الدورة السابقة، نتيجة عدم فوزك، كان بمثابة ضغط على إدارة الجائزة لمنحك إياها في الدورة الجديدة؟
- أحترم اللجنة الموقرة وما تقرره من نتيجة، لكن تبقى هناك فجوة كبيرة، بين ما تبذله في عمل سردي من جهد وتعب وتتوقعه من تلقٍّ وقبول، ثم تأتي الجائزة إلى عمل يمثل المألوف ضمن سياق كتابتك، ولا بد من أن تفسح تلك المساحة بين ما تراه، وما يراه الآخرون، وبحسب ما أعرف والجميع يعرف ذلك، أن اللجنة تتغير في كل دورة، فإن عملية الضغط لا قيمة لها.• حصدت العديد من الجوائز الأجنبية، فما مذاق الجوائز العربية بالنسبة إليك؟
- أكتبُ بالعربية، وأتوجه إلى قارئ يهمني ويحوز أولوية اهتمامي، القارئ العربي الهدف الدائم لكل رواية أكتبها.• ما الأجواء التي تدور فيها روايتك الفائزة «بريد الليل» التي ننتظر صدور طبعة لها في القاهرة قريباً؟
- الرواية مبنية على موضوع المهجر ومآسيه، ثمة أشخاص مهمشون ومستبعدون، يقبعون في الظلمة، فذهبت إليها لأنقل رسائل عنهم.• بدأت بكتابة القصة وصدرت لك مجموعة «زائرات» ثم انتقلت إلى عالم الرواية، وجربت كتابة المسرحية، فأين وجدت متعتك؟
- لم أكتب الشعر أو أحاول أن أرسم، فعالمي السرد، سواء قصة قصيرة أو رواية، وأحب أن أبقى في عالمه الفسيح الذي احتوى كل ذعري وغربتي وأنوثتي وأوهامي ويأسي.• تُرجمت بعض أعمالك إلى لغات أخرى. حدثينا عن ذلك، وما أهمية ترجمة الأعمال العربية إلى القارئ الغربي؟
- عملية نقل النصوص الأدبية تتبع مترجميها، وأنا متمكنة من بعض اللغات، وبعضها لا أعرفها ولا أعرف قراءها، ونقلت رواياتي إلى السويدية والرومانية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية والهندية، ولكن لا أعرف صدى ذلك عند القراء.• رسمتِ شخصيات عديدة في رواياتك، فأيها أقرب إلى شخصية هدى بركات في الواقع؟
- كل شخصية، تأخذ من روحي وخيالي، إضافة إلى ما أخطط له وأختبره في الحياة، لكن لا أعرف إلى أي حد يمكن أن تصدق أو تُقبل عند القراء. الأمر متروك لهم.• لماذا نقرأ دائماً أن روايتك «سيدي وحبيبي» لم تُكلل بالنجاح... هل ذلك بسبب التقنية التي كتبت بها؟ وما هو برأيك معيار النجاح والفشل؟
- صدقني، معايير التلقي أو القراءة، ثم النجاح أو الانتشار، لا توجد لها عناصر واضحة، ولا شروط معلومة، قد تبذل في عمل جهداً مضاعفاً ولا يلقى أي اهتمام، ويحدث لعمل آخر العكس تماماً.• حدثينا عن ملابسات خروجك من لبنان عام 1989 واختيارك فرنسا، لتكون مستقراً لك حتى الآن؟
- الخروج إلى باريس كان بسبب الحرب الأهلية اللبنانية. خرجنا لننجو منها، فوقعنا في لعنة الغربة.• رغم إقامتك في باريس منذ 30 عاماً فإنك متمسكة بالكتابة باللغة العربية، ولَم تصدر لك روايات بالفرنسية... ألا تملكين أدوات الإبداع بلغة أخرى، أم أن الكتابة بالعربية مسألة مبدأ؟
- تُرجمت رواياتي إلى الفرنسية، وهذه نتيجة، لكنني عربية وهذه لغتي، فلمَ لا أكتب بها؟ ربما يسهل عند الآخرين حيازة قراء آخرين لأسباب غير معلومة. لكن الجوائز العربية تشعرني بالامتنان لأنني أتوجه إلى قراء عرب يعرفونني وأعرفهم جيداً.• لمن تقرأ هدى بركات من المبدعين العرب والأجانب؟
- باعتقادي أن المبدعين يفرقون بين قراءة الاستمتاع وقراءة البحث، ولهذا فقراءاتي مختلفة في حقول العلوم والآداب المختلفة، كالتاريخ والجغرافيا، والسياسة والاجتماع، إضافة إلى قراءة الشعر والرواية. ثمة كتب كثيرة تؤثر فينا ولا يؤثر مؤلفوها مثلها.• منذ «حجر الضحك» حتى روايتك الأخيرة «ملكوت هذه الأرض»... ما البصمة الفريدة التي تحافظين عليها في كل عمل؟
- ثمة خطان متوازيان، ربما يتضحان لمؤرخي الأدب والباحثين الأكاديميين من ذوي الحساسية التحليلية، الخط الأول، أسلوب معجمه وتعابيره تسعى إلى الإيجاز والإيحاء، والثاني بناء شخصيات تمثل مجازات تتعدى شخوصها إلى موضوعاتها. ربما يفوتهم تسميتها على أن لكل مبدع خطا واضحا، وهو ما ينتظره في اكتمال تجربته.