• فرح المخلّفون عن الصحوة باعتذار الشيخ القرني عما سمي «أخطاء الصحوة الإسلامية»، وذلك لأن الشيخ القرني وقع في خطأ فادح، فلم يبين الأخطاء التي يقصدها، واكتفى بالقول: «الأخطاء التي خالفت الكتاب والسنّة وخالفت الدين الوسطي»، مما أدى إلى تفسير كلامه على غير مراده.فلا شك عندي أنه لم يقصد الاعتذار عن الإيجابيات الكثيرة المميزة للصحوة الإسلامية مثل إقبال الشباب على المساجد، وإحياء كثير من السنن النبوية، وانتشار الحجاب بين النساء والدروس الدينية، وإنشاء الجمعيات الخيرية التي أغاثت الملايين من المنكوبين في العالم، وخففت ويلات الحروب على المدنيين واللاجئين.
وربما كان القرني يقصد المتطرفين أو الإرهابيين الذين شوهوا الدين الإسلامي وانحرفوا ببعض الشباب الذين توجهوا إلى الالتزام بالدين نحو أمور لا يقرها الدين، ولكنه لم يذكر، سامحه الله، أن للصحوة دوراً كبيراً في محاربة أولئك المتطرفين، ورد عدوانهم وتنبيه الشباب إلى خطرهم.ولكن إذا كان القرني يقصد المتطرفين فقط لا كل الصحوة وما فيها من إيجابيات، فلماذا لم يوضح ذلك؟ وهل استدرجه المذيع أثناء التحضير للمقابلة، وقال له إن التركيز سيكون على التطرف والفتاوى الخاطئة التي شوهت الصحوة؟ هذا جائز، ولكن كان على القرني أن يكون حذراً ويبين الخطأ الذي يقصده، ومن قام به ومن المسؤول عنه، وما الفتاوى الخاطئة التي تم التراجع عنها، وألا يستَدرج بكلام عامٍ يستفيد منه خصوم تعاليم وأحكام الشريعة الإسلامية لا خصوم الصحوة فقط، خاصة ونحن نشهد هجمة مسعورة على الشريعة الإسلامية وأحكامها الثابتة يقودها العلمانيون برعاية غربية في جميع بلاد المسلمين. أما نحن فنفخر بحمد الله بما حققته الصحوة الإسلامية من إنجازات هائلة، ويكفي إلقاء نظرة واحدة على بيوت الله في هذا الشهر الكريم لنشاهد الشباب من القراء والحفاظ الذين يؤمون الناس في صلاة القيام، وموائد الإفطار في كل مكان، والتبرعات التي لا تكاد تجد نظيرا لها، وإنشاء المؤسسات الإسلامية مثل هيئة القصّر، وبيت الزكاة، والأمانة العامة للوقف، والجمعيات الإسلامية الأهلية، مثل جمعية الإصلاح، وجمعية إحياء التراث، وجمعية الدكتور السميط، وكذلك تعديل كثير من القوانين لتواكب أحكام الشريعة الإسلامية، مثل منع الخمور والقانون المدني وقانون الزكاة والبنوك الإسلامية وقانون إجازة الأمومة وحماية عمل المرأة من الاستغلال، وتعديلات أخرى مهمة في قوانين الجزاء والمطبوعات، وحماية المال العام، وعدم الاعتداء على الخصوصية وغيرها الكثير، وكل هذه الإنجازات وغيرها شارك فيها الكثيرون من الشخصيات الفاضلة وشباب الصحوة في مختلف المجالات السياسية والطبية والهندسية والجامعية لخدمة بلدانهم دون تطرف أو شذوذ. وليس معنى ذلك أن الصحوة معصومة، لأن الأخطاء تحدث، فالدعاة والسياسيون بشر ويختلفون خاصة في المجال السياسي، وكل ابن آدم خطاء، لذلك تصدينا نحن بفضل الله ومعنا كثير من أبناء الصحوة لكل الأخطاء التي رأيناها مثل الدعوة للخروج والمظاهرات غير المرخصة، وبعض الكلمات والألفاظ المخالفة للشرع والقانون في بعض الندوات السياسية، والتزمنا مع كثيرين من مشايخ الصحوة المعروفين بالطرح الشرعي السليم.إن الإنصاف أمر رباني وشرعي وهو مطلوب من القرني ومن العلماني ومن الجميع.• ألف تحية للأخت المقيمة المصرية التي نشر لها شريط فيديو يوم الأربعاء الماضي أثناء توزيع الخضراوات المجانية أمام إحدى الجمعيات، تحدثت فيه عن خيرات الكويت التي غمرتها وغمرت كل الكويتيين والوافدين، وكانت كلماتها نابعة من القلب، وهي تقول: «الناس كلها كويتي وغير كويتي تأخذ من نعمة الكويت، صار لي أربعين سنة وعمري ستين سنة وزرت عشر دول ما شفت بلد مثل الكويت، لا يوجد فقير في رمضان لا يأكل لحم أو دياي أو سمك كل يوم، عايشين مبسوطين ومستورين». هذه الكلمات العفوية التي نبعت من قلب هذه الأخت رسالة إلى كل من يحاول دق إسفين ويزرع الكراهية بين إخواننا الذين يعيشون معنا في البيوت أو في مختلف مجالات الأعمال، يدرسون أبناءنا في المدارس، ويعالجون كبارنا ومرضانا في المستشفيات ويسدون النقص في أعمال كثيرة مطلوبة.وكذلك فإن كلامها رسالة للمتبطرين على النعمة الذين يصورون الكويتيين بصورة الفقراء المحتاجين والمطلوبين الذين لا يجدون قوت يومهم ووقود سياراتهم، ويتناسون كيف جمعت القبائل ملايين الدنانير في ساعات قليلة لدفع ديات عدد قليل من المساجين والمحكومين، وكيف تبرعت عائلات كويتية كريمة لسداد ديون المطلوبين الذين تقل أعدادهم عن أي دولة أخرى في العالم، كما يتناسون دور بيت الزكاة ووزارة الشؤون.الوافدة العزيزة صورت الكويت في أحلى صورة، وهي حقيقة، في حين يصورها بعض أبنائها بأسوأ صورة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
مقالات
رياح وأوتاد: فرحة المخلّفين باعتذار عايض وحديث المقيمة المصرية
20-05-2019