درايش :القُمْري

ما غرّد القُمري على روس الأغصان

ولا سمعنا له معاني جزيله

ولا سِجَع بالصوت عذبات الالحان

إللي تعدّل لا انحنى الكيف... ميله

مي عادةٍ له... لا تعذّر ولا بان

غايب وطالت غيبته چم ليله

مكتوف مليوت الجناحين تعبان

ماله على ذيچ المرابع وسيله

طاويه هَم وسلّم لدور الأزمان

وهذي عزومه الفاتره ما تشيله

والليل وحشه إن سرى دون خلاّن

وعن مثلهم دنياه صارت بخيله

محتار مو لاقي أبد يوم انسان

قادر يفرّق: وَنّته من هديله!

ناجاه صوتٍ ما درى إنس أو جان

حسّه ثقيل وله معاني ثقيله:

ترى الغنا إعجاز في قلب الأكوان

فتّت جبال تشوفها مستحيله

والصوت لو ما بان في بعض الأحيان

يبقى صداه وفي ايدينه فتيله

إمّا تغرد لا غشا الوقت طوفان

وإلا إنسِحِب تحت الغصون الظليله

لكن ترى من جامَل الوقت خسران

وملعون من قزَّر حياته ب حِيله!