لقد استطاع الرئيس دونالد ترامب تنفيذ أغلب الوعود التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية بترجمة معظمها على الأرض، ومنها تمرير قرار تمويل الجدار الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك، والدخول في مفاوضات مباشرة مع كوريا الشمالية وإقناعها بالتخلي عن جزء من برنامجها النووي، والأهم من ذلك نسفه للاتفاقية النووية مع جمهورية إيران الإسلامية، كما أنه ما زال مصرّاً على تنفيذ بقية الوعود رغم كل حملات التشكيك المضادة التي يقودها الحزب الديمقراطي والإعلام الأميركي. هناك أيضاً بعض القرارات الاقتصادية المهمة التي اتخذها الرئيس ترامب خلال فترة توليه رئاسة البيت الأبيض والتي بسببها زادت شعبيته بين المواطنين الأميركيين، ومنها رفع نسبة رسوم الضرائب على البضائع الواردة من الصين وروسيا وتركيا وكندا والاتحاد الأوروبي والعقود المليارية التي أبرمها مع دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.
من المؤكد أن الرئيس استغل انسحاب أميركا من المعاهدة النووية مع إيران أيما استغلال، فهو من جانب عمل على إرضاء اللوبي الصهيوني، ومن جانب دفع منطقة الخليج إلى التوتر، وبذلك حقق مبتغاه بالحصول على مئات المليارات مقابل ما أسماه "حماية دول المنطقة من المخاطر" التي لم يسمها بالشكل الواضح.مفهوم صناعة الأزمات ليس بجديد على الإدارات الأميركية، لذلك لم يأت الرئيس ترامب بجديد إلا أنه كان أكثر وضوحاً، مفضلاً اللعب على المكشوف، وهذه المرة اختار منطقة الخليج العربي، واختار الخصم الإيراني للمنازلة الوهمية التي صنعها، مع إدراكه صعوبة تسويق فكرة الحرب داخل المجتمع الأميركي، وصعوبة أكبر بين المجتمع الدولي، وصعوبة تكرار ما فعله الرئيس الأميركي السابق بوش الابن قبل إسقاطه النظام العراقي.قال تعالى: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ". (المائدة: 64). وقال عز وجل "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا". (المائدة من الآية: 82)المنطقة لم تعد تحتمل المزيد من النزاعات فمن يدفع الثمن هي شعوب المنطقة، والمستفيد الأول من أي حرب قادمة لا سمح الله هو الكيان الصهيوني الذي لم ينفك من قرع طبول الحرب والترويج لها، والحل لا يمكن أن يكون إلا من خلال الجلوس إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حلول للصراعات القائمة. النقطة الأخيرة تدور حول قدرة الرئيس ترامب على الاستمرار في مواجهة الإعلام الأميركي، وصدّ الهجمات المتكررة التي يوجهها إليه الحزب الديمقراطي داخل مجلسي النواب والشيوخ من خلال حسابه الشخصي في "تويتر" الذي أصبح منصته الإعلامية في تسويق أفكاره بعد أن وصل عدد متابعيه إلى أكثر من 60 مليوناً.ودمتم سالمين.
مقالات
الرئيس ترامب وطبول الحرب
21-05-2019