تسلُّق الهرم... جريمة متكررة تزعج الملك خوفو

أثارت الواقعة التي تشكّل جريمة يعاقب عليها القانون المصري، حفيظة المهتمين بالشأن الأثري في مصر، وقال البعض تعليقاً على الواقعة إن ما حدث جريمة تنطوي على إهانة للتاريخ والحضارة المصرية، بينما كتب آخرون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن هذه الجريمة تسبب الإزعاج للملك خوفو وللفراعنة عموماً، وتعكس استهانة بموروث حضاري لا مثيل له على وجه الأرض.

وألقت شرطة السياحة والآثار وأمن الآثار القبض على مرتكب الواقعة وأحيل إلى النيابة العامة للتحقيق، لتبين أنه مصري يعمل مدرب سباحة (27 عاماً)، يقيم في منطقة "الكوم الأخضر" التابعة لضاحية الهرم، وبسؤاله لم يبدِ سبباً لقيامه بهذا الفعل، في حين لا تزال الأجهزة المعنية تواصل استكمال فحص موقفه واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

إلى ذلك، كشف مدير منطقة آثار الهرم، أشرف محيي، ملابسات الواقعة، حيث قال في تصريحات له، إن الشاب دخل كأي زائر عادي بتذكرة دخول، وبمجرد دخوله المنطقة سارع نحو هرم خوفو، وتسلقه حتى وصل إلى قمته، وأخذ بعض القطع الخشبية الموجود بالمثلث الخشبي أعلى قمة الهرم، وألقاها على المارة في المنطقة، مضيفاً: "قوات الأمن لاحقت الشاب، وتم إنزاله من أعلى قمة الهرم".

بينما قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، إن لوائح المجلس تمنع صعود الهرم الأكبر، ولهذا تم تحويل الشاب مرتكب الواقعة إلى النيابة.

ولم تكن تلك هي الواقعة الأولى التي يقوم فيها أشخاص بتسلق الهرم، فخلال ديسمبر الماضي تسلّق الهرم ليلاً مصور دنماركي يُدعى أندرياس هفيد برفقة صديقته، وأثارت الواقعة جدلاً واسعاً حيث التقط المصور صورة مخلة له مع صديقته أعلى قمة الهرم.

وفي مارس 2013 تسلّق الهرم ليلاً سائحون روس بينهم مصور فوتوغرافي يدعي فيتالى راسكالوف، والتقطوا لأنفسهم صوراً تذكارية فوق قمته، بعدما غافلوا حراس منطقة الأهرامات واختبأوا في مكان ما

حتى لا يتم منعهم من صعود الهرم.

وفي فبراير 2016، اتخذت السلطات المصرية قراراً بمنع دخول سائح ألماني يدعى أندريج كيسيلسكي من دخول مصر مدى الحياة، بعدما خالف القانون بتسلقه هرم خوفو نهارا والتقاطه صورا تذكارية أثناء تسلقه.

وخلال العام ذاته، ارتكب شاب مصري الجريمة ذاتها التي يعاقب عليها القانون المصري، حيث قام طالب في كلية التجارة يُدعى هشام مصطفى، بتسلق الهرم الأكبر ووصل إلى قمته، ووثق ذلك بمجموعة من الصور التي التقطها بطريقة "السيلفي".

وفي عام 2017 نجح شاب تركي يُدعى كورموجو في تسلّق الهرم والوصول للقمة، ووثق ذلك بمقطع فيديو نشره على حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك"، وبينما كان يصعد الهرم سمع تحذيرات الشرطة له ودعوته للنزول، إلا أنه واصل الصعود حتى القمة والتقط صوراً تذكارية من موقعه.

ويزخر موقع غوغل بصور كثيرة، يرجع معظمها إلى النصف الأول من القرن العشرين، وبعض الصور يعود إلى عام 1875، التقطت لأناس يتسلقون الهرم الأكبر، ويقفون في أعلى قمته، إذ لم يكن هذا الفعل مجرماً في ذلك الوقت.