هل هكذا تكون التوعية الإسلامية؟!
لم أعلم أن هناك جهة في وزارة الأوقاف معنية بالتوعية الإسلامية، وهذه الجهة مهمتها إقامة البرامج والندوات الدينية الموجهة إلى الجمهور العام، وإقامة اللقاءات المفيدة للمجتمع.لم أجد سبباً لوجود مثل هذه الإدارة في وزارة الأوقاف؛ لأننا مجتمع مسلم، ولدينا مساجد أكثر من أي بلد آخر، ولدينا إعلام يغطي هذا الجانب عشرات المرات. ما لم أتوقعه أن يكون أي من العاملين في هذا المجال الديني الصرف، الذي يدعو إلى الموعظة الحسنة ويوجه العامة الوجهة الصحيحة للدين، أن يكون متهماً بالرشوة، وهذا ما حدث، حيث أصدر النائب العام المستشار ضرار العسعوسي قراراً بحجز هذا الشخص لاستكمال التحقيقات معه على ذمة قضية الاستيلاء وتسهيل الاستيلاء على المال العام. وهو متهم الآن بمحاولة الاستيلاء على 200.000 دينار من خلال إحدى المناقصات المسندة إلى إحدى الشركات... وقد أبلغ صاحب إحدى الشركات أن المتهم اختلف معه على مبلغ العمولة في إحدى المناقصات المسندة إليه، هذا إن أثبتت التحقيقات ذلك، ونأمل ألا يكون ذلك صحيحاً.
ووزارة الأوقاف لم تعلق على هذا الأمر، ولم تكشف ذلك. هذا خبر نشرته إحدى الصحف الأسبوع الماضي.واضح أن من يقوم بالتوعية الإسلامية يريد للآخرين تطبيقها، ولكنها لا تنطبق عليه، فهل وزارة الأوقاف نايمة بالعسل أمام هذه السلوكيات البعيدة عن الإسلام؟! صحيح أن الأوقاف في هذه الحالة وضعت في المكان المناسب الشخص "غير المناسب"، هذا إذا كان الخبر صحيحاً.وإذا كان صحيحاً فلا يكفي عقابه، بل يجب أن يُعاقَب من اختاره لهذه المهمة... فأكيد أنه لم يختره اعتباطاً... ولذا فإنه عيب كبير أن يحدث هذا في وزارة معنية بالإسلام... ونحن بانتظار تفسير من الوزارة حول هذا الموضوع.