للأسبوع الثالث على التوالي، و«الفوضى» هي العنوان الرئيسي لـ «بريد المواصلات»، إذ استمر تكدس الطرود البريدية حتى أمس، لغياب العدد الكامل للعمالة اللازمة عبر شركة التوزيع البريدية المتعاقدة مع وزارة المواصلات في معظم أفرع البريد بالبلاد، احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم الشهرية من الشركة منذ ثلاثة أشهر دون أي تدخل من الوزارة.وقامت «الجريدة» بعمل جولات مختلفة على عدد من الأفرع البريدية أمس، والتي كشفت عن فوضى عارمة يشهدها البريد في البلاد، كان أسوأها في مركز الفرز بفرع مطار الكويت الدولي، والذي اقترب من الانفجار من كم الطرود المكدسة على مدى ثلاثة أسابيع بلا حساب أو علاج.
والغريب أن الوزارة لم تفتح أي تحقيقات، ولم تتخذ أي اجراءات عقابية، للحد من أزمة تكدس البريد بعد مرور ثلاثة أسابيع على الإضراب، وأسبوعين على اجتماع وكيلة وزارة المواصلات م. خلود الشهاب والوكيل المساعد لقطاع البريد عبدالله العازمي مع الشركة المعنية لمعالجة مشكلة العمال وصرف رواتبهم.
جولة «الجريدة»
وخلال جولتها التقت «الجريدة» عدداً من المواطنين والمقيمين لاستطلاع آرائهم حول خدمة البريد في البلاد، وأثر إضراب العاملين في توزيعه على مصالحهم، والذين أجمعوا على أن الانتظار فاق «صبر أيوب»، ورأوا أن البريد يشهد أسوأ مراحله بلا تحرك من مسؤولي وزارة المواصلات، مطالبين بتحسين الخدمة البريدية التي أوشكت أن تموت.تعطيل المصالح
وعبر المواطن ضاري الغنام عن استيائه من الخدمة البريدية في البلاد، بسبب التأخير الناجم عن اضراب العاملين في البريد، مبيناً أن طرده وصل الى البلاد قبل أسبوعين، لكنه لم يتمكن من تسلمه.وقال الغنام، إنه على الرغم من دفعه مبالغ إضافية لخدمة express shipping، اي الخدمة الممتازة السريعة، فإن الاضراب تسبب في تعطيل مصالحه، ولم يتمكن من الحصول على طرده على وجه الاستعجال، كما دفع له.وأشار الغنام الى انه قام بعمل طلبه البريدي في 26 أبريل الماضي، ووصل الكويت عبر خدمة التتبع tacking في تاريخ 5 من الشهر الجاري، أي قبل أسبوعين، موضحاً أن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها البريد الحكومي بعد ان كان يستخدمه عبر إحدى الشركات التجارية، لكنه بعد تأخيره قد يتجه مجدداً الى خدمة الشحن البريدي الخاص.غياب العمالة
من جهته، طالب المواطن يوسف القلاف وزارة المواصلات، بمعالجة عملية غياب العاملين في الخدمة البريدية الناتجة عن عدم صرف رواتبهم الشهرية. وأعرب عن أمله «أن يأخذ العمال حقهم مقابل العمل الذي يقدمونه»، مقترحاً تطوير الخدمة البريدية بشكل أفضل لتكون الكويت في مصاف دول العالم».ضياع الطرود
بدوره، قال عبدالغفار اسماعيل، ان الطرد البريدي يدخل بريد المطار فيظل فيه شهرين، «فضلا عن ضياع بعض الطرود، وهذا ما واجهني في بريد السالمية سابقاً». وأضاف اسماعيل، أن البريد في المطار والسالمية دون اضراب سيئ جداً، مقيماً الخدمة البريدية في البلاد بنحو 3 من 10 لسوء الخدمة.إيقاف خدمة التتبع
أما نادر بركات فقال، إن لديه 15 طردا بريديا لم يتسلمها حتى الآن عبر بريد السالمية، مبيناً انه بعد بدء اضراب العاملين أوقفوا خدمة تتبع البريد رغم أن «المواصلات» أعلنت إنهاء الاضراب، «ولكن العمل مازال متوقفاً، ولم أتسلم الطرود الخاصة بي حتى الآن».واقترح بركات أن يتم فرز الطرود وتوزيعها في كل منطقة بدلاً من التكدس الحاصل في مركز الفرز بالمطار، مع توفير خدمة الرسائل النصية أو خدمة الاتصال الموجودة في عدد من الأفرع، ومفقودة في أفرع أخرى مثل بريد حولي.50 ديناراً
وذكر المواطن أحمد عيسى، أن لديه طرودا بقيمة 50 ديناراً وصلت إلى الكويت من الخارج منذ نوفمبر من العام الماضي، ولم يتسلمها حتى الآن عبر بريد منطقة صباح السالم، مبيناً انه «من المفترض ان تصل الطرود الى منطقة سكني، لا منطقة أخرى، ولم أتسلمها حتى الآن لعدم جاهزيتها».تحديث البيانات
ومن جهته، قال المواطن محمد عادل إبراهيم، ان الخدمة البريدية من سيئ إلى أسوأ، لعدم تحديث البيانات أولاً بأول للطرود الواصلة الى البلاد.وعن الإضراب، أكد إبراهيم، انه يجب على وزارة المواصلات حسم الغياب الحاصل للعمالة، ومعالجة الأمر الذي طال انتظاره، مضيفاً «مو ذنبنا تتوقف مصالحنا بتوقف 10 ولا 100 شخص يطالبون بحقوقهم».جدير بالذكر أن موظفي «المواصلات» التابعين لقطاع البريد قاموا بالتدخل وتقديم المساعدة الممكنة للمراجعين قدر المستطاع، وذلك خلال جميع الجولات التي قامت بها «الجريدة».التعاقد مع شركة واحدة لا يكفي
يجب على وزارة المواصلات فتح باب التعاقد مع أكثر من شركة توزيع بريدي، وعدم الاقتصار على شركة واحدة فقط بهذا الشأن، لا سيما أن هذه الشركة معنية بتوزيع الطرود البريدية التي تصل إلى أكثر من 80 فرعا بريديا في البلاد.تأخير الصرف يدخل شهره الرابع
أيام قليلة ويدخل تأخير صرف رواتب العاملين في شركة التوزيع البريدي شهره الرابع، إذ لم يتم صرفها لهم عن فبراير ومارس وأبريل، مما قد يتسبب في تضاعف أزمة تكدس البريد من خلال الغياب الكلي للعاملين.