بينما تتسارع وتيرة البحث عن مخارج لخفض مستوى التوتر في المنطقة، الذي وصل بالأيام الأخيرة إلى مستوى ينذر باحتمال وقوع حرب مدمرة لا يمكن حصر أضرارها، طالب الرئيس الإيراني حسن روحاني بمنحه صلاحيات موسعة وحصر السلطات في يده، في خطوة تعكس خطورة الأوضاع على الجبهة الداخلية الإيرانية كما هي على الجبهة الخارجية التي تتعرض لأقصى ضغط ممكن من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وفي لقاء مع رجال دين في وقت متأخر من مساء أمس الأول، أشار روحاني، المحسوب على الوسطيين إلى حرب العراق (1980 - 1988) عندما جرى تشكيل "المجلس الأعلى لإدارة الحرب"، الذي تمكّن من تخطي فروع أخرى لاتخاذ قرارات بشأن الاقتصاد والمجهود الحربي.
وقال إن "جميع السلطات كانت في يد هذا المجلس، حتى مجلس الشورى (البرلمان) والقضاء لم يشاركا في قراراته، واليوم نظراً إلى أننا نواجه ظروف الحرب، فإننا بحاجة إلى مجلس مشابه".وأكد مصدر، هو أحد مستشاري روحاني، لـ "الجريدة"، أن روحاني، قبل إعلان مقترحه، عرض على المرشد الأعلى خامنئي أن يتولى هو إدارة البلاد كاملة أو أن يفوض إليه ذلك، وخصوصاً قيادة القوات المسلحة، على غرار ما فعله الإمام الخميني مع الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني أو حتى أبوالحسن بني صدر.وأضاف المصدر أن روحاني أكد للمرشد أن الظروف حساسة جداً وأي خطأ صغير من جهة السياسيين أو العسكر من الممكن أن يجر المنطقة إلى حرب، ثم أنه يجب أن يتحمل شخص واحد المسؤولية حتى يمكن محاسبته.
وفي لقائه مع رجال الدين، جدد روحاني القول إن الظروف الحالية هي الأخطر منذ الثورة، وانفتاحه على المفاوضات والحوار، لكنه رأى أن "ظروف اليوم ليست للتفاوض بل للمقاومة والصمود". ورغم ذلك، أفاد المصدر السابق بأن أنصار روحاني يطالبون بإجراء استفتاء عام على قضايا خلافية مثل موضوع إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، على أن يقوم الرئيس بتنفيذ نتيجة الاستفتاء أياً كانت. وفي جلسة استماع للكونغرس حول التطورات في المنطقة، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنه من المرجح جداً أن تكون طهران خلف الهجمات الأخيرة في الخليج، في إشارة إلى اعتداء الفجيرة والهجوم على خط أنابيب شرق غرب في السعودية، وإطلاق صاروخ على السفارة الأميركية في بغداد. من ناحيته، دعا وزير الدفاع الأميركي بالوكالة إلى عدم تجاهل الخطر الإيراني، مؤكداً أنه قائم وجدي. وبعدما رفضت فرنسا أمس، مجدداً باسم الأوروبيين، أي تهديد إيراني بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي، علمت "الجريدة"، من مصدر دبلوماسي أوروبي في طهران، أن روسيا والصين دخلتا على خط الأزمة، في محاولة للتبريد شريطة عودة طهران إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن عندما يصبح الوضع ملائماً. وغداة زيارة وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي للعراق، أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، أمس، عزمه إرسال وفود إلى طهران وواشنطن لإنهاء التوتر بين الطرفين.