يعتبر الراحل كاظم القلاف واحداً من أهم مخرجي الدراما التلفزيونية في الخليج، وضع لمساته على العديد من المسلسلات التلفزيونية، وادار معظم نجوم الدراما في الكويت، فقد كان يسعى في جميع أعماله التي يخرجها إلى تقديم صورة متميزة تبين عن احترافه في التعامل مع الكاميرا، وإمكانياته في تصوير المشهد الدرامي من زاوية تؤكد رؤيته وقدرته على التعامل مع الكاميرا، بأسلوب الخبير المتمكن، إلى جانب مشاركته، ممثلا، في العديد من الأعمال المسرحية والدرامية.ترك القلاف بعد وفاته مساحة كبيرة، فقد كان رائدا متميزا في بناء الفن، سواء كان في مجال التمثيل أو الاخراج، وفي شتى مجالات الاذاعة والتلفزيون والمسرح، واستطاع بجهوده وموهبته مع عدد من زملائه المخرجين الارتقاء بالأعمال الدرامية في الكويت والخليج والجزيرة العربية.
المسرح المدرسي
ولد كاظم ابراهيم احمد القلاف في 15 أبريل من عام 1945 بأحد أحياء دولة الكويت، وهو الشقيق الأصغر للفنان مكي القلاف. وتلقى مراحله التعليمية الأولى هناك، وبدأ حياته الفنية من خلال الانضمام إلى المسرح المدرسي، وذلك خلال فترة نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات. في تلك الفترة سجل القلاف عضويته في فرقة المسرح العربي والمسرح الشعبي. يذكر أن كاظم القلاف يعد أول عضو في فرقة المسرح العربي والمسرح الشعبي. اسمه الكامل كاظم ابراهيم أحمد القلاف، من مواليد الكويت عام 1945، متزوج وله من الأبناء: وائل، ولاء، وفاء، وئام، كلثم، محمد، ابراهيم، مريم، إسماعيل، شيماء، بشاير، أسامة، عبدالله.أول عمل
تقول سيرته الذاتية إنه عمل مدة سنتين في الجيش الكويتي، ومن ثم انتقل بعد ذلك إلى وزارة الإعلام كمخرج في تلفزيون الكويت، وعمل لفترة أستاذاً لمادة التلفزيون في المعهد العالي للفنون المسرحية. وأول عمل فني قام به مع عبدالرحمن الصالح وعبدالمحسن الخلفان في عام 1961 بعنوان "أحر ما عندهم أبرد ما عندي"، وأول عمل مسرحي شارك فيه ممثلا كان "اغنم زمانك". تولى تدريس مادة الإخراج التلفزيوني في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1986، وسجل عضويته في فرقة المسرح العربي والمسرح الشعبي. عمل في تلفزيون أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة مسؤولاً عن عملية النقل الخارجي ومشرفاً فنياً في قسم الدراما ومراقبا للأعمال الفنية العربية والأجنبية.مذكرات جحا
ومن أعماله في التلفزيون: الكرسي الثاني عشر، محكمة الفريج، أجلح وأملح، درس خصوصي، إلى أبي وأمي مع التحية (الجزء الثاني)، الدردور، أبناء الغد، شعب الطماع، علي بابا، السلسلة، المطلقة، إلى من يهمه الأمر، طيور على الماء، صراع الأجيال، دمعة على الرمال، مذكرات جحا، رقية وسبيكة، على الدنيا السلام، ازعاج، عاد ولكن، رحلة العجائب، طش ورش، سلامتك.«اغنم زمانك»
وفي المسرح شارك في أعمال فنية حازت على شهرة واسعة، خصوصاً من خلال النكهة الخاصة التي أضافها إلى هذه الاعمال المسرحية، ومنها: "أغنم زمانك"، من تأليف عبدالحسين عبدالرضا، وإخراج حسين الصالح الدوسري، وعرضت في 18 فبراير 1966 على مسرح في كيفان، وأيضاً "القاضي راضي" من إعداد محمد جابر، إخراج حسين الصالح الدوسري، عرضت في 12 نوفمبر 1968 على مسرح كيفان، "وهالو دولي" مع عبدالحسين عبدالرضا وغانم الصالح ومريم الغضبان ومريم الصالح وشويكار وعلي المفيدي، و"بيت بوصالح" مسرحية اجتماعية فكاهية هادفة، أنتجها المسرح الجديد عام 1978 من بطولة غانم الصالح، وعبدالعزيز النمش، وخالد النفيسي، و"ضحية بيت العز" مسرحية كوميدية كتبها سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا، وأخرجها فاروق القيسي، و"حرم سعادة الوزير" مع خالد النفيسي وحياة الفهد وسعد الفرج، و"ممثل الشعب" تم عرضها عام 1985، والمسرحية من تمثيل: خالد النفيسي، سعد الفرج، عبدالعزيز النمش، غانم الصالح، مريم الصالح، و"جسوم ومشيري" من إخراج أحمد عبدالحليم، "مخروش طاح بكروش" من بطولة كل من طارق العلي، أحمد جوهر، كاظم القلاف، محمد حسن، سمير القلاف، وأحمد السلمان، ومن تأليف مبارك الحشاش، ويعتبر أبرز أعماله الدرامية بعد التحرير، "أحر ما عندهم أبرد ما عندي" عبدالرحمن الصالح، وعبدالمحسن الخلفان.أجمل ما قال
من أجمل ما قاله القلاف: • لا يقف الفنان عند نقطة معينة ويأخذ تقاعداً عندها، إنما يبقى عطاؤه حتى الممات، ينقص الفنان الكويتي الصدق مع نفسه ومع همومه. • قد لا يكون المال عقبة رئيسية بالنسبة إلى الفنان، فلا بد له من أن يقدم تضحيات وأن يكون صادقاً مع نفسه قبل أن يكون صادقاً مع الآخرين. • ميكرفون الإذاعة سرطان الفنان لأنه يأخذ منه كل وقته وأحاسيسه ومشاعره. • إن لم أجد نفسي في عمل ما أرفضه، وسبق لي أن رفضت أعمالاً كثيرة لعدم قناعتي بها، وليس التصدي للعمل هو الكسب المادي. • من السهل على الإنسان أن يبكي ولكن من الصعب عليه أن يضحك.• أبحث عن الجديد وعن النص الجيد الذي أتفاعل معه لأنه يطرح قضية، أما النص الرديء فأرفضه، القضية قضية نصّ وليست قضية إخراج. • التمثيل شيء جانبي بالنسبة إلي لأن مهمتي الأساسية هي الإخراج وتحقيق ذاتي كفنان عن طريق الإخراج، لا سيما أنني أؤدي أدوار الشخصيات التي أخرجها. • نصيحة لشباب المعهد العالي للفنون المسرحية ألا يتعجلوا على أنفسهم، فالطريق أمامهم مفتوح وعليهم أن يسلكوه بروية وليس باستعجال.
فيلم الرسالة
كما أنه جسد دوراً متميزاً رغم صغر مساحته في الفيلم السينمائي "الرسالة"، مشهد صغير في نهاية الفيلم. ومن الأعمال التي تصدى لإخراجها: "الخروج من الهاوية"، "فهد العسكر"، "الأيام"، "أشواك الربيع"، "جفت الكؤوس"، "ليالي شهرزاد" من تأليف فواز شعار، "ثقوب في الثوب الأسود" عن قصة إحسان عبدالقدوس، بطولة سعاد عبدالله وعلي البريكي، "أسطورة الصحراء" إعداد يحيى الكيلاني، سيناريو وحوار فواز شعار، بطولة سعاد عبدالله وأحمد الصالح، "قصة موال" مع أمل عبدالله، "الانحدار" بطولة سعاد عبدالله، "لم تكن أمنيتي"، "شمس الضحى" بطولة أحمد جوهر، "حكايات من التراث" تأليف منيرة الفارس، سيناريو وحوار نوريه العتال، "خماسية الجوهرة "، و"مبارك والمصير" مع عواطف البدر، كذلك أخرج برنامج "عادت عليكم" في عام 1973.«درس خصوصي»
كما شارك القلاف كممثل في أعمال تلفزيونية من بينها: "درس خصوصي" مع عبدالحسين عبدالرضا، سعاد عبدالله، مريم الصالح، "الدردور"، "أبناء الغد" إخراج غافل فاضل، إنتاج "مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك" لعام 2000، "المطلقة" عمل مشترك سعودي - مصري، و"صراع الأجيال" عمل مشترك سعودي - مصري.مسابقات رمضان
جسد شخصيات: أشعب الطماع من إخراج السيد الربيجي، والوالد في مسلسل "علي بابا"، وثلاثية "السلسلة" مع أحمد الصالح ومريم الغضبان، وشارك في مسابقات رمضان إخراج سامي الشريدة. شارك في ندوة حول الأغنية التلفزيونية في مقر جمعية الفنانين الكويتيين في 2 أغسطس 1972. وصدر له كتاب "طريقك إلى الإخراج والإنتاج التلفزيوني" 1995.منذ 1999 وحتى وفاته زار أكثر من اثنتي عشرة دولة من بينها: دولة الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأميركية، موريتانيا، السعودية، إمارة دبي، مملكة البحرين وغيرها. وأخرج لتلفزيون الكويت مسابقات رمضان 1994، كما شارك في أعمال إذاعية درامية كممثل، من بينها: "نافذة على التاريخ"، "نجوم القمة"، وهي آخر أعماله الإذاعية، "مخروش طاح بكروش"، تأليف مبارك الحشاش، ويعتبر أبرز أعماله الدرامية بعد التحرير.دروع وجوائز
نال القلاف دروعاً وجوائز تكريمية من بينها: درع فنان المسرح في احتفال "يوم المسرح العربي لتكريم الفنان المسرحي"، وجائزة تشجيعية عن دوره في مسرحية "حرم سعادة الوزير" في "يوم المسرح العربي لتكريم الفنان المسرحي". وبمناسبة عودته من رحلة علاج طويلة في الولايات المتحدة الأميركية، أقام الاتحاد الكويتي للمسارح الأهلية حفلة تكريمية له واستقبالاً في حضور فنانين من قطاعات فنية، وألقيت كلمات في المناسبة في نوفمبر 1998، وحصل على درع تذكارية من "مركز آفاق الفن للإنتاج الفني والمسرحي" لجهوده المبذولة وتفانيه في سنوات عطائه في مجال المسرح.وفاته
.توفي القلاف -رحمه الله- فجر يوم الثلاثاء 4 يوليو 2000، عن عمر يناهز الخامسة والخمسين عاما بعد صراع مرير لعدة أعوام مع مرض عضال، بعد أن ترك لنا إرثاً فنياً سيظل باقياً ليشهد على رحلة فنان قدم الكثير للفن الكويتي، من أعمال مسرحية وتلفزيونية وإذاعية، وحصد الجوائز، كما ألف الكتب ودرّس مادة المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية.