حظي الفنان البريطاني بانكسي في السبعينيات على شهرة واسعة وهو من أطلق رسم ثقافة الهيب والغرافيتي.

ويقول لوي (14 عاماً) وهو تلميذ فرنسي في رحلة مدرسية إلى بريستول: "هذه امرأة خانت زوجها والعشيق متدلٍ من النافذة".

Ad

وتوقف لوي مع زملائه أمام الرسم مستمعين بانتباه إلى الدليل الذي يتحدث عن الغموض الذي يلف "ملك" فن الشارع ويقول الدليل: "لا نعرف هويته، يقال إنه من بريستول والآن تباع رسومه بأسعار مرتفعة جداً".

وبالفعل، لا يعرف الكثيرون عن بانكسي باستثناء أعماله التي جعلت منه أحد أشهر فناني جيله وهو بنى شهرته أيضاً على الغموض الذي يكتنف هويته.

في أكتوبر 2018 تصدر بانكسي الأخبار عندما بيع أحد أعماله في مزاد في لندن وتمزق تلقائياً أمام أعين الحضور بفضل مقص مخفي في الإطار.

ويقال إن بانكسي ولد في بريستول عام 1974 وكان في سن المراهقة يتردد على برنامج تربوي يوفر لرسامي الغرافيتي الشباب إمكانية ممارسة هذا الفن من دون أن تلاحقهم الشرطة على ما يروي جون نايشن الذي يلقب "عراب" فن الشارع في بريستول.

وهو قال لـ "هافينغتون بوست": "كان يأتي وينظر إلى الناس يرسمون وكان يهتم كثيراً لثقافة الهيب هوب والغرافيتي".

مجموعة «درايبريدزي كرو»

ويرجح أن يكون بانكسي انضم بعد ذلك إلى مجموعة "درايبريدزي كرو" لفناني الشارع في مطلع التسعينيات وانغمس في أوساط ثقافية نشيطة تغذيها فرق رائدة في موسيقى "تريب هوب" مثل "ماسيف أتاك" و"بورتيشيد".

وفي عام 2001، رافق الفنان على ما يبدو فريق "ايستون كاوبويز" الهاوي لكرة القدم في بريستول خلال جولة في المكسيك، حيث كان يلعب في مركز حارس المرمى وخاض مباريات ضد أفراد من الميليشيات الزاباتية مستغلاً الفرصة ليرسم على بعض الجدران ممرراً رسائل احتجاجية يبرع بها.

وزاد الغموض الذي يلف بانكسي بعد ذلك مع توسع شهرته وهو راح يرسم على جدران في لندن وكاليه ونيويورك وغزة ومدن أخرى مندداً بالنزعة الاستهلاكية تارة، وبمصير اللاجئين تارة أخرى لكنه لم ينس بريستول أبداً التي يزورها بانتظام لتوقيع أعمال جديدة.

وفي غضون عقدين ساهم بانكسي في جعل هذه المدينة البالغ عدد سكانها 460 ألف نسمة والتي يمر بها نهر آيفون، إحدى عواصم فن الشارع العالمية ممهداً الطريق أمام نحو 150 فناناً يعملون فيها راهناص.

ويقول البريطاني جودي توماس، الذي تزين أعماله بعض جدران بريستول: "شعبيته وبروزه ساهما في قبول فن الشارع" الذي غالباً ما كان يعتبر سرياً وفوضوياً.