الشمري: يدفعوننا إلى الحضيض والأعمال التافهة بخوفهم من الدراما الهادفة
حول الجدل الذي أثاره مسلسل «لا موسيقى في الأحمدي» منذ الحلقات الأولى، علقت الكاتبة منى الشمري بأن العمل يحارب العنصرية والطبقية في المجتمع التي تؤثر على العلاقات الإنسانية ومصائر المحبين، والمشاهد لم يتعود على مثل هذا النوع من المعالجات والمكاشفة، مما سبب للبعض مفاجأة أو صدمة، حيث إن المشاهد الكويتي والخليجي اعتادا على دراما لا تكشف الواقع أو تعكسه بشيء من المكاشفة والمصارحة والنقد.وأضافت، في تصريح خاص لـ «الجريدة»، أن الدراما لابد أن تمثّل الواقع، ولذلك فحين يقترب الكاتب أو المبدع من الحكايات المنسية والقضايا الجدلية كالهوية والعمق، يصاب البعض بالإثارة أو الاستنكار، وكأنهم يدفعوننا إلى الأعمال التافهة والحضيض في أعمال لا تشبه رؤيتنا.
وكشفت الشمري، مؤلفة مسلسل «لا موسيقى في الأحمدى» و»أمنيات بعيدة»، المذاعين ضمن السباق الدرامي في رمضان، حجم الاختلاف الكبير بين العملين، فالأول عمل تراثي يمر في حقب زمنية مختلفة، ينبذ العنصرية وضد الفئوية والطائفية، وهو عمل اجتماعي يدعو إلى التسامح وقبول الآخر، فهو مفعم بالوطنية والحس العالي، كما أنه يمثّل الفريق الكويتي القديم بكل مكوناته الاجتماعية المختلفة، لكنها نماذج متجانسة وبينها انسجام كبير، وهو ما يظهر بين الشخصيات من خلال العمل، كما يحمل رسائل عميقة على المستويين المجتمعي والإنساني.وأضافت أن «أمنيات بعيدة» عمل معاصر يبحر في حقبة واحدة حديثة في قضاياها وشخوصها، ومبنيّ على فكرة أساسية هي أن الشر ليس فطرة في الإنسان، بل إن فطرته سليمة، لكن الظروف الاجتماعية والعقد النفسية، والضغوط الحياتية، تخلق لدينا منظورا خاطئا، وما ينشأ عنها من أمنيات مشوهة ومنحرفة، وأن الشخص الشرير يستحق العطف والشفقة، لأنه ظالم لنفسه، وضحية ظروف لم يخترها في عديد من الأحوال، ولذلك نتج لديّ عملين مختلفين تماما في الرؤية والرسائل.وأوضحت أن العملين لم يقرر لهما منذ البداية العرض متزامنين في موسم واحد وخاصة في رمضان، لكنها أكدت أنها كانت تفضل الوجود بعمل واحد وهو «لا موسيقى في الأحمدي»، على أن يعرض المسلسل الثاني خارج السباق الرمضاني، لكن ظروف تتعلق بالتعسف الرقابي حالت دون خروج المسلسل للنور منذ العام الماضي، ليتزامن بمحض المصادفة مع «أمنيات بعيدة» الذي حتمت الظروف الإنتاجية إذاعته في رمضان، وهو ما لم أحبذه في الحقيقة.