لماذا تقرع طبول الحرب؟!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
في كل حال، يبقى هذا رأي يعكس وجهات نظر الأطراف المعنية، وخاصة بحسب طبيعة العلاقة مع إيران، ولكن ما تفسير التطبيل والتهليل للحرب من بعض وسائل الإعلام الكويتية، وخاصة من قبل بعض الصحف التي بنت مجدها وتاريخها على مبادئ القومية ومناهضة الإمبريالية بالإضافة إلى المهنية الصحافية، إلى جانب التباكي دائماً على المال العام، وفرض الرسوم والضرائب، وإلغاء الدعومات عن ذوي الدخل المحدود، وخصخصة الدولة بحجة الحفاظ على خزينة الدولة، علما أن ترامب قد شفط إلى الآن أكثر من نصف تريليون دولار منا كخليجيين دون أن يرسلوا لنا جندياً واحداً أو حاملة طائرات استعداداً لهذه الحرب المزعومة؟كما أن الموقف الرسمي، كما الرأي العام الشعبي في الكويت، من التصعيد الأميركي، ورغم الضغوط الهائلة، ما زال يتسم بالحكمة والتوازن والنأي بالنفس عن المشاكل، بل عرض الوساطة الحميدة، وهذا ما صرّح به وزير الخارجية بشكل واضح، ولكن يبدو أن كلامه لم يحلُ للبعض فتم التراجع عنه في سقطة دبلوماسية لا تتعدى دقائق معدودات.إضافة إلى ذلك، فإن المعنيين بالأمر، بدءاً بالرئيس الأميركي ووزير خارجته ووزير دفاعه والكونغرس الأميركي يستبعدون خيار المواجهة العسكرية في الوقت الحالي، وبالمثل أعلن الإيرانيون أنهم لن يبدؤوا بأي عمل عسكري.الأدهى من ذلك، الولايات المتحدة اعتمدت سياسة الاقتصاد لتمرير ما يسمى "صفقة القرن" عبر البوابة الخليجية، وستستضيف مؤتمراً عالمياً في البحرين خلال أسابيع، فكيف يستقيم ذلك مع خيار الحرب، وهذا ما نتمنى أن يجيب عنه طبالة الحرب. باختصار لم يبق طفل صغير ولا عجوز ولا محلل استراتيجي ولا مسؤول سياسي ولا كاتب صحافي ينطلي عليه حركات ترامب البهلوانية، واستنزافه للمال الخليجي، وكذبه في كل ما يدعي ليل نهار، ولكن مع الأسف بقينا في الخليج الوحيدين الذين نعلم أن الرجل كاذب ومخادع ولص ومع هذا ندفع له، فمن هو أفضل حالاً منا على هذا الكوكب؟!د. حسن عبدالله جوهر