شهادة الزور
عن أم سلمة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ". هذا الحديث الشريف ذكرني بموقف سمعته عن إحدى الزوجات أرادت أن تتخلص من زوجها، فذهبت إلى مكتب المحاماة، وطلبت من المحامية أن ترفع لها دعوى طلاق ضد زوجها، وبما أن الزوجة ليس لديها أسباب مقنعة للطلاق، لذلك فكرت تفكيراً شيطانياً وطلبت من المحامية أن ترفع لها دعوى طلاق للضرر بسبب هجر زوجها لها بالفراش، وعدم إنفاقه عليها وعلى أولادها. وبما أن هاتين الدعويين دعوى الهجرة ودعوى عدم النفقة من الصعب إثباتهما بسهولة، خصوصا دعوة الهجر في الفراش، فقد فوجئ الزوج بمندوب المحكمة يسلمه كتاباً من محكمة الأسرة لحضور جلسة طلاق للضرر بسبب الهجر وعدم الإنفاق، أخذ الزوج يتردد على المحكمة ليبرئ ساحته، وأخيراً استخار رب العاملين وفوض أمره إليه، وقرر عدم الذهاب إلى المحكمة، وليحكم القاضي لزوجته بالطلاق للضرر كما ادعت زوراً وبهتاناً.هذه الزوجة تعلم علم اليقين أنها كاذبة وغير صادقة في دعواها، فلو صدقها القاضي وحكم لها بالطلاق للضرر حسب المذكرات التي كتبتها لها المحامية، فماذا ستقول لرب العالمين يوم القيامة؟!
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس (سبب) فقد حرم الله عليها الجنة".ويقول عليه الصلاة والسلام: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله: قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور! فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت".في هذا الحديث الشريف يحذرنا عليه الصلاة والسلام من شهادة الزور لأنها من الكبائر ومن أعظم الذنوب كونها تعتبر جريمة عظيمة فيها شرٌّ عظيم وظلم للناس.فهل من متعظ؟! آمل ذلك.