بيت الزكاة وتكريم الربان
هناك فارق كبير بين تلك المجتمعات التي تعي دلالة العلاقات الإنسانية كونها غاية بعيدة عن اعتبارات الدين والسياسة والعرق، وتلك التي تنظر لها من ممر المصالح أو بناء التحالفات، فعلى مر التاريخ الإنساني تعد الإنسانية الأداة الأكثر أهمية التي يتشكل منها نسيج التواصل الحيوي بين الأمم والشعوب. لذا أنقل فيما يلي من أسطر قليلة اعتزازي وكثيرين بخبر حصول بيت الزكاة الكويتي على جائزة منظمة التعاون الإسلامي لدورها في العمل الريادي الزكوي والإنساني، هذا العمل الذي لم يقتصر على الداخل الكويتي فحسب، بل تمدد ليشمل العديد من البلدان والمناطق خارج الكويت عربياً ودولياً. والحقيقة أن هذا القطاع الخيري (بيت الزكاة) الذي تأسس عام 1982، استطاع أن يتوسع أداؤه بشكل كبير من حيث الصرف على أوجه العمل الخيري والتبرعات وتوزيعها على مصارفها المستحقة بالداخل والخارج، ووفق ضوابط محلية ودولية وبشفافية عالية، لذا لم يكن تكريم صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، لبيت الزكاة إلا ترجمة وتأكيدا على ما وصلت إليه هذه المؤسسة من أداء فاعل حضارياً وإنسانياً، عكس الركائز الأصيلة التي جبل عليها أهل الكويت وتوارثوها عن الآباء والأجداد من عمل الخير وتقديم العطاء للجميع، بل أثق أيضا أن ما بناه سمو الشيخ صباح الأحمد على طريق العمل الإنساني عموماً لدولة الكويت سيظل محتلاً مكانة متقدمة ومرموقة، وسيظل رقما مهما في المعادلة الإنسانية الدولية، فعمل الخير دوماً مهما تعرض لسهام الانتقاد والتجهيل فإنه يبقي من أسمى الترجمات للفضائل وللتعاليم والمبادئ السمحة لكل الأديان.
ختاماً ونحن في ظلال العشر الأواخر من شهر رمضان أتذكر كلمات لسموه بهذه المناسبة من العام قبل الماضي حين قال "علينا استشعار ما أفاء الله به علينا من نعمه فقد تكرم علينا بسعة الرزق ورغد العيش، وهيأ لنا أمنا واستقرارا وطمأنينة". فاللهم أدم علينا الأمن واحفظ وطننا الكويت وربان سفينته وسلمهما من كل مكروه.