● تخرجتِ في كلية التربية... فكيف اتجهتِ إلى عالم الشعر؟
- الشعر أتى قبل الدراسة الجامعية بوقت طويل، وربما شهدت مرحلة الجامعة نضجاً شعرياً وحضوراً أكثر مما قبلها، ولذلك أعتز بها كثيراً.ودراسة علم النفس تقوم على تفسير السلوك الإنساني والغوص داخل النفس الإنسانية، والشعر هو الريشة التي ترسم ما بالنفس من مشاعر مختلفة، فكلاهما يخاطب النفس ويتغلغل داخلها، وأحبهما معاً.● تكتبين الشعر الكلاسيكي، لماذا لم تجربي الولوج إلى قصيدة النثر، أم أنك لا تعترفين بها؟
- لا شك أني أعترف بالنثر، فهو لون مميز من ألوان الكتابة الأدبية والإبداعية وله تاريخه ورواده، ورغم هذا لا يمكن أن أراه شعراً. ليس لتفوق الشعر على النثر، ولكن لأن لكل منهما ميزاته التي تميزه عن غيره وأسلوبه وأساسياته، وأنا لست مع خلق كائن مركب منهما. والسؤال الذي أسأله أنا هنا: لماذا على النثر أن يكون قصيدة ويرتدي ثوباً غير ثوبه! هل كلمة قصيدة تزيد النثر قوة أو جمالاَ من وجهة نظر من يطلقون هذا المسمى؟!● كيف وصلتِ إلى خوض مسابقة "أمير الشعراء"؟
- قدمت للمسابقة بعد طلب الأصدقاء والمقربين ورغبة زوجي وأمي الكبيرة في اشتراكي بها، وتم اختياري مع 150 آخرين من ضمن آلاف المشاركات المقدمة لنخوض أول مرحلة، وهي مقابلة اللجنة مباشرة، حيث تمت إجازتي بالإجماع من أعضاء اللجنة، بعدها تم اختياري لأكون ضمن الأربعين الذين يخوضون اختبار الارتجال المباشر أمام اللجنة، ووفقت بفضل الله حتى وصلت إلى مرحلة العشرين وهي مرحلة العروض المباشرة التي تمت على مدار عشر حلقات على مسرح شاطئ الراحة، وصلت فيها بدعم زوجي وأهلي وجمهوري وكل الأحبة إلى المرحلة النهائية ضمن الشعراء الفائزين بالمراكز الأولى في المسابقة. وحقيقة كنت أتوقع الوصول إلى المراكز الأولى، ثقة بتوفيق الله وإيماناً بما أقدمه، واستناداً إلى الجهد الذي بذلته لأصل لهذا المكان وأكون قدر المنافسة به، وعلى قدر التفاف جمهور الشعر حولي.● كيف تنامت تجربتك مع كل إصدار جديد لك على مستوى اللغة وتقنية الكتابة وموضوع القصيدة؟
- أترك هذه الإجابة للمتلقي، سواء كان ناقداً أو قارئاً، أما بالنسبة لي فلكل من هذه الإصدارات محبة خاصة عندي، هي كأطفالي لذلك لا أفرق بينها، وأشير هنا إلى أن موضوعات القصائد منوعة في كل ديوان، ولكل منها لغة تميزه، وبقلب الأم قد أميل إلى الأخير "ثورة قلب" فهو الأحدث.● أيهما يمثل ديوان العرب حالياً: الشعر أم الرواية؟
- الشعر سيظل ديوان العرب لما يتميز به من قدرة على استيعاب التاريخ والأحداث والمشاعر بشكل جمالي متقن... يميل له كل من يمتلك حساً مرهفاً ويتلمس الجمال والمعرفة والحكمة وما إلى ذلك مما يقدمه الشعر بأسلوب لا يتكرر لغيره، وبالطبع لا أقلل من الرواية فهي تملك مكانة بارزة في الثقافة البشرية.● برأيك، ما الظاهرة المزعجة في الوسط الثقافي العربي؟
- أعتقد أن ظاهرة "الشللية" إن صح المصطلح هي آفة كل وقت وكل وسط في مجتمعنا العربي، ففي كثير من التجمعات الأدبية والمؤسسات الثقافية نجد تكرار اختيار نفس الأشخاص للظهور بنفس الأماكن ونفس الهيئات، وربما يأتي ذلك لما يملكونه من علاقات مع أصحاب المكان أو القائمين عليه، أو ربما مصالح متبادلة، والخاسر الوحيد بالطبع هو الأدب.هي بالفعل ظاهرة مزعجة، لكن لا نغفل أن هناك مؤسسات تسعى لإخراج الطاقات الإبداعية التي كتب عليها ألا تخرج إلى النور وأن تأخذ فرصتها كغيرها، حتى وإن قلت هذه المؤسسات فلابد أن ندعمها ونقدم لها كل التقدير والثناء، وفي النهاية لا بُد أن يكون الإبداع فقط هو سيد الحدث ومحور الحركة الثقافية في أوطاننا.● حدثيني عن مشروعك الشعري الذي تعكفين عليه الآن؟
- مشروعي الذي أعكف على خروجه إلى النور قريباً هو مجموعتي الشعرية الرابعة التي أتمنى أن تكون خطوة جديدة ناجحة بإذن الله، فأنا الآن أعكف عليها واقتربت من نهايتها بفضل الله وتوفيقه.بطاقة تعريف
● حصلت هبة الفقي على ليسانس التربية في علم النفس من جامعة "عين شمس"، وهي عضوة اتحاد كتاب مصر، وعضوة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وعضو جمعية حماية اللغة العربية في إمارة الشارقة، وعضوة مجلس أمناء مؤسسة الكرمة للتنمية الثقافية والاجتماعية في القاهرة.● نالت جائزة المركز السادس في مسابقة أمير الشعراء بموسمها الثامن 2019، كما حصلت على جائزة المركز الأول في مسابقة مهرجان همسة الدولي للفنون والآداب فئة الشعر العمودي لعام 2016 /2017.● شاركت في ديوان مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية للطفل (إيلان)، كما شاركت في ديوان "القدس" الصادر أيضاً عن المؤسسة، وشاركت في ديوان "روائع صفوة الأدباء" الصادر عن منتدى صفوة الأدباء في الكويت.