وحشية العلمانية الفرنسية وخطرها على الكويت
![أحمد يعقوب باقر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/125_1701277800.jpg)
وكل هذه الممنوعات وغيرها تمت بالحجة أو العقيدة نفسها وهي الحفاظ على علمانية الحياة الفرنسية والمجتمع العلماني. لذلك كان على صديقي أن يبين أننا أحق من فرنسا في الحفاظ على قيمنا وثوابتنا في مجتمعنا العربي المسلم، وأن يشرح حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، الذي مثّل المجتمع بالسفينة التي أراد بعض راكبيها ممارسة حريتهم بخرقها لشرب الماء، فكان هذا الخرق سببا في غرقها. كما كان على صديقي أن يرد على الدكتورة ببيان أن من أعظم واجبات الدولة الإسلامية التي ينص دستورها على أن دينها الإسلام هو الحفاظ على المظاهر والشعائر الإسلامية الأصيلة، ونقلها للنشء في التعليم والإعلام، خاصة في الكويت التي نص دستورها على تحميل المشرع أمانة الأخذ بأحكام الشريعة الإسلامية ما وسعه ذلك. ومثل البرلمان الفرنسي الذي أصدر تشريعات علمانية ملزمة بشأن ملابس النساء ومقيدة لحرية الرأي، فإن على البرلمان في الدولة الإسلامية أن يصدر التشريعات الإسلامية التي تحافظ على البيئة الحياتية الإسلامية، وتحارب المنكرات والقيم الدخيلة، أما الحرية الشخصية فتمارس إما في البيوت أو فيما يسمح به القانون من ممارسات مقننة وفق ما بينه الدستور ونصت عليه أحكام المحكمة الدستورية، فلا يوجد حرية مطلقة في أي بلاد في العالم. لذلك فالعجب كل العجب حتى في محاولة التفوق على فرنسا بموافقة اللجنة التشريعية في مجلس الأمة على اقتراح قانون إلغاء الرقابة المسبقة على الكتب، ومطالبة بعض النواب بإلغاء قانون الجرائم الإلكترونية رغم ما قد يحتويه بعضها من مخالفات شرعية وقانونية وأخلاقية خطيرة من شأنها أن تذهب بما تبقى من بيئتنا الإسلامية المحافظة. * أخيراً أتقدم بكلمة شكر كبيرة لكل المتابعة والتأييد الذي تفضل به كثير من إخواني القراء بشأن مقالتي السابقة "فرحة المخلفين عن الصحوة باعتذار عايض"، وأخص بالثناء الدكتور نايف العجمي والأخ مشاري حمود العميري والأخ فيصل المطر على ما تفضلوا به من كلمات قيمة ومنصفة لإيجابيات الصحوة المباركة على الشباب، وإرشادهم للدين الحنيف في ضوء الكتاب والسنّة ومحاربة البدع والمنكرات والتطرف والإرهاب، والحمد لله رب العالمين.