البرهان في أبوظبي ويرسي تحالفاً مصرياً
اتفاق على ترحيل المطلوبين المصريين ومكافحة الإرهاب وضبط الحدود
بعد زيارة الساعات القليلة للقاهرة، التي التقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وصل أمس، رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إلى أبوظبي، حيث اجتمع مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.وكانت زيارة البرهان للقاهرة، مساء أمس الأول، أرست مرحلة جديدة في العلاقات المصرية – السودانية، يصل التعاون السياسي والأمني فيها إلى أعلى درجاته بين البلدين.وبعد لقاء جمع الرئيس المصري مع البرهان، ثم جلسة مباحثات موسعة تعهد رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني بترحيل جميع المصريين المطلوبين أمنيا، وضبط الحدود والتعاون لمكافحة الارهاب.
وقال مصدر سياسي، لـ"الجريدة"، إن العلاقة بين البلدين "ستصل إلى حد التحالف السياسي"، مبينا ان الرهان المصري على قيادة الجيش أثبت أنه كان في موضعه الصحيح، معتبرا أن البرهان سيعيد العلاقة بين شطري وادي النيل إلى ازدهارها إبان فترتي الرئيسين العسكريين السابقين الفريق ابراهيم عبود واللواء جعفر النميري. من جهتها، ذكرت قناة "العربية" ان البرهان أكد للسيسي أنه لن يبقى على أراضي السودان أي عنصر مطلوب أمنيا لمصر، وأن السودان يرفض أي علاقة مع دولة تضر بمصالح مصر ودول الخليج، كما جدد البرهان تأكيد أن السودان مستمر ضمن قوات التحالف العربي في اليمن ولا نية لانسحابه.وحسب بيان للمتحدث الرئاسي، أكد السيسي دعم مصر لأمن واستقرار السودان بعيدا عن التدخلات الخارجية، ومساندة بلاده للارادة الحرة ولخيارات الشعب السوداني في صياغة مستقبل بلاده، والحفاظ على مؤسسات الدولة هناك. وأشار إلى استعداد مصر لتقديم جميع سبل الدعم للسودان لتجاوز هذه المرحلة، بما يتوافق مع تطلعات الشعب السوداني، بينما تعرقلت المفاوضات بين المجلس العسكري الذي يتولى إدارة البلاد وقادة الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير. وشدد البيان على أنه تم التوافق على "استمرار التشاور المكثف بهدف المساهمة في تحقيق استقرار السودان، وتفعيل الإرادة الحرة للشعب السوداني الشقيق، والانحياز لخيراته".وأكد أن حل الأزمة السودانية سيكون من صنع السودانيين أنفسهم عبر حوار شامل، قائلا: "إننا كدول جوار للسودان نتطلع إلى تقديم العون والمؤازرة لشعبه"، وشدد على أن الحل سيكون من صنع السودانيين أنفسهم. وقال المتحدث باسم المجلس العسكري شمس الدين كباشي، في بيان، إن الرئيس المصري أكد وقوف بلاده إلى جانب السودان، وانه من خلال رئاسته للاتحاد الافريقي سيبذل مزيدا من الجهود لمعالجة الوضع في السودان، وأوضح كباشي أن "البرهان قدم للسيسي شرحا حول تطورات الأوضاع السياسية في السودان".وتعد هذه أول زيارة رسمية خارجية للفريق عبدالفتاح البرهان، عقب عزل الرئيس السابق عمر البشير، واستقالة وزير الدفاع السابق عوض بن عوف، التي جاءت بعد يوم واحد من عزل البشير. وكان نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان دقلو المعرف بـ «حميدتي» قد زار السعودية الخميس والجمعة الماضيين، والتقى خلال الزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.يذكر ان السيسي نجح في نهاية الشهر الماضي في مساع بذلها لتمديد المهلة الإفريقية الممنوحة للمجلس العسكري في السودان إلى ثلاثة أشهر بدلا من 15 يوما، ما أثار حفيظة المتظاهرين الذين تجمهروا أمام السفارة المصرية بالخرطوم محتجين على ذلك.وقال المصدر، لـ"الجريدة"، إن المجلس العسكري في السودان لا يمانع في ترتيب انتقال سريع للسلطة خلال ثلاثة أشهر، يتم بعدها اجراء انتخابات رئاسية ثم برلمانية، بينما ترغب قوى "الحرية والتغيير" في استمرار الفترة الانتقالية حتى تتمكن من ترتيب صفوفها وتجهيز مرشحيها.
«الأمة» السوداني يرفض الإضراب
أعلن "حزب الأمة" السوداني الإسلامي القومي المعارض بقيادة الصادق المهدي، رفضه للاضراب العام بمؤسسات الدولة المقرر غداً من قبل قادة الاحتجاجات، كوسيلة لممارسة الضغوط على المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين.وقرر الحزب المنضوي ضمن تحالف "قوى اعلان قوى الحرية والتغيير"، في بيان أمس، "رفض الإضراب العام المعلن من بعض جهات المعارضة"، موضحا أن من يقرر الإضراب "إن لزم مجلس قيادي للحرية والتغيير"، في إشارة إلى انقسامات في صفوف المحتجين.وكان "إعلان الحرية والتغيير" دعا مساء الجمعة الماضي، إلى إضراب عام في عموم أنحاء البلاد يومي الثلاثاء والأربعاء، لمطالبة المجلس العسكري الحاكم بتسليم السلطة.