التوتر الحاصل في المنطقة بين واشنطن وطهران، والذي اتخذ أبعاداً عسكرية في الأسابيع الماضية، بدأ يتخذ أشكالاً جديدة بعد استبعاد خيار الحرب.

وفي تغيير نوعي لتصريحاته قبل أيام، جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، صلاحية النظام الإيراني، معتبراً، خلال زيارته لطوكيو، أن إيران يمكن أن تصبح دولة عظيمة في ظل القيادة الحالية، مشدداً على أنه لا يسعى إلى إطاحة النظام.

Ad

وبينما أعرب ترامب عن اعتقاده بأن طهران تريد التفاوض، مؤكداً أنه مستعد للحديث معها، وصف الإيرانيين بأنهم «شعب عظيم»، مضيفاً: «أعتقد أننا سنبرم صفقة، وأن لدى إيران قدرات اقتصادية هائلة، وأتطلع إلى السماح لهم بالعودة إلى مرحلة سيستطيعون فيها إظهار ذلك».

جاء ذلك، في وقت تسلم وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، أمس، رسالة من نظيره الإيراني محمد جواد ظريف نقلها نائبه عباس عراقجي، الذي وصل إلى البلاد قادماً من سلطنة عُمان في جولة ستقوده أيضاً إلى قطر.

وفي تغريدة بـ «تويتر» قال عراقجي، أثناء وجوده بالكويت، إن بلاده ترحب بـ «الحوار مع أي من دول الخليج لإيجاد علاقات متوازنة ونظام مبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة»، في إشارة محتملة إلى السعودية.

وكانت «الجريدة» علمت، من مصدر مقرب من ظريف، أن عراقجي سيطرح على الكويت توقيع اتفاق عدم اعتداء في إطار مشروع متكامل اقترحه ظريف يشمل العراق وباكستان والكويت وعمان وقطر.

وقالت مصادر مطلعة، لـ «الجريدة» أمس، إن المشروع الذي حمله عراقجي سيُبحث ضمن إطار مجلس التعاون الخليجي مجتمعاً، دون أن يوضح ما إذا كان سيُبحث في القمة الخليجية الطارئة المقررة بعد أيام في مكة المكرمة.

وبينما قوبل المقترح بحذر شديد من دول المنطقة التي فضلت الاطلاع على تفاصيله، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بـ «مشروع ظريف»، معتبراً أن «الموافقة على عدم مهاجمة بعضنا بعضاً ربما تكون الخطوة الأولى لنزع فتيل التوترات، وسنعتبر هذا النوع من الترتيبات صحيحاً».