هاني سلامة: دخلت «قمر هادي» بحثاً عن الاختلاف ولا حاجة إلى التعديل فالسيناريو محكم
«أستعين بدوبلير في المشاهد الخطيرة كسباق السيارات»
• تابعك الجمهور خلال السنوات الماضية من خلال أعمال جمعتك بالمؤلف حسان دهشان، والمخرج رؤوف عبدالعزيز، وهذا العام تعاقدت مع المؤلف الشاب إسلام حافظ، فما الذي دفعك إلى التغيير؟
- المؤلف الشاب إسلام حافظ أراه من وجهة نظري مختلفا ومميزا ومكسبا مهما، ليس فقط على مستوى الدراما لكن في السينما أيضا، فهو حرفي في الكتابة، ومن الصعب التعديل فيها، وقادر على صياغة الحبكة بشكل مميز.
• ما الذي جذبك في سيناريو "قمر هادي" بالتحديد؟
- حين عرض المؤلف السيناريو عليّ أنا والمخرج رؤوف عبدالعزيز أعجبنا جدا، ووجدنا فيه ضالتنا، ورأيناه صعبا وليس بسيطا، فالمسلسل مكتوب على طريقة "السايكو دراما"، إذن لابد أن نقدمه وفقا لما هو مكتوب بالضبط، فهو صعب على مستوى التمثيل، فالممثل يسير وفقاً لطبقات وأحاسيس مختلفة داخل هذه النوعية، وأحيانا قد نرى مشهداً واحداً به أكثر من إحساس، ويصبح تحدياً كبيراً لنا، وبالنسبة للإخراج أيضا فالمخرج رؤوف عبدالعزيز تعامل على مستوى التصوير والإخراج بمنطق أنه تحد كبير له، وقررنا أن نقدم عملا غير مكرر فيه شيء جديد للمشاهد، ورؤوف عبدالعزيز منظم جدا، ولديه حساب دقيق، ولا يدخل تجربة دون أن يعرف أبعادها، وهل سيقوم بها أم لا، حتى أنني أصبح لي خبرة كبيرة معه، وأصبحنا متناغمين فكريا حتى المستوى الشخصي. وكانت فترة الإعداد ودخول التصوير ضيقة جدا.• ألم يكن هناك خوف من تجربة صعبة مثل هذه في هذا الوقت؟
- دائما لكي ننجح يكون هناك قلق موجود خوفا على العمل، ولم نقصد الاستسهال حتى لو نجحنا قبل ذلك في نوع معين، فكنا نريد التجديد والنجاح في نوع آخر، وعدم الإصرار على نوع معين من الدراما حتى النهاية، وهي قناعتي أننا دائما في حالة إبداع من خلال نص مختلف، ونص جديد يخلق حالة جديدة لدى المشاهد، وهو اتجاه لم أقدمه من قبل بمساحة كبيرة، حتى إن قدمت العمل بمساحات صغيرة في السينما، وبذلنا مجهودا كبيرا، وسنستمر حتى الثلث الأخير من شهر رمضان الكريم، وأحمد الله على الردود.• تعتمد النوعية التي تقدمها هذا العام على الغموض والألغاز لكنها زائدة إلى حد كبير خصوصا شخصية "هادي" التي تقدمها، ألم تقلق من زيادة الحيرة لدى الجمهور؟
- بالعكس العمل مكتوب بطريقة مميزة بها العديد من الألغاز، حيث تترك في نهاية كل حلقة مفاجأة جديدة تجعل الجمهور يتساءل عن طبيعتها، وأرى أنها تقدم بطريقة مميزة.• لماذا تستمرون في التصوير حتى هذا الوقت المتأخر رغم أن معدله قبل رمضان كان ممتازا؟
- دعني أقول إننا تأخرنا في الدخول للتصوير، وكان الوقت مضغوطا، وأصبح العرف كذلك، ولكن فكرة تقديم عمل مميز ومختلف تجعلنا نبذل مجهودا كبيرا، وعلينا ضغط، ولا ننظر إليه بل لنا هدف واحد نقدمه للجمهور ونريه جرعة درامية مختلفة.• كيف كان استعدادك للشخصية خصوصا أنها صعبة؟
- كان الإعداد الجيد ضرورياً، لاسيما أن الشخصية بالفعل صعبة، لكونها تمر بالعديد من المراحل، والتشتت الدائر حولها زاد من صعوبتها، ودخوله في صراع نفسي مع نفسه ومع المحيطين به، لذا درست أبعادها من خلال المصادر المختلفة، وكانت هناك بعض المشاهد الصعبة قمت بتنفيذها، واستعنت بدوبلير أيضا خصوصا في المشاهد الخطيرة مثل مشاهد سباق السيارات، والحادثة التي حدثت في أول حلقة، لأنني لا أخاطر بحياتي، وما أرى أنني يجب أن أقدمه بنفسي أقدمه حتى توجد المصداقية لدى الجمهور.• المنافسة هذا العام مختلفة لقلة الأعمال وعدم عرض المسلسلات على اليوتيوب، والتي كانت يستخدمها البعض للترويج لنفسه عن صحة موقف أو موقف مصطنع؟
- في البداية، بالفعل تزيد قلة الأعمال من تركيز المشاهد مع الأعمال المعروضة، ومحاولة فرز الجيد منها، ويرى بعين خبيرة مثل النقاد، وأتمنى أن تكون المنافسة مميزة بين كل الزملاء، وما يحدث حاليا هو الأفضل والأصح والأكثر حقيقية، لأنه خلال السنوات الماضية كان البعض يقوم بالدفع للقائمين على الـ"يوتيوب" لشراء نسب المشاهدة، والتصدر خلال الـ"يوتيوب" أو محرك البحث "غوغل" أو مواقع السوشيال ميديا المختلفة.• كانت هناك مشكلة في توقيت عرض مسلسلك الماضي... (الحادية عشرة مساء) كيف ترى ذلك؟
- نسير وفق القاعدة بأن الفنان لا يتدخل في اختيار مواقيت العرض، ولكن بالفعل هذا العام أرى أن الموعد مميز، وفي النهاية الدراما تحكمها قواعد أن العمل الجيد يذهب إليه الجمهور في أي وقت وفي أي وسيلة عرض.• كيف ترى طاقم العمل الذي تتعامل معه هذا العام؟
- الحبكة الدرامية المكتوبة فرضت اختيار ممثلين مميزين في أدوارهم، وكل الممثلين أدوارهم مهمة، ولو حذفنا دورا واحدا لوجدنا أن المسلسل سيحدث به خلل، وعلى المستوى الشخصي لا أتدخل في اختيار الفنانين، ولا أفرض رأيي على أحد، فهي وظيفة المخرج، وأرى أن دوري يجب أن يكون استشاريا فقط، وفي النهاية المخرج يختار الأبطال حسب ما يحتاج إليه النص، وسعيد جدا بالتعامل مع هؤلاء الفنانين في هذا العمل.• لم يخضع مسلسلك للتصنيف العمري كيف ترى ذلك؟
- شيء مميز، فالمسلسل ليس به ما يتطلب المشاهدة للأعمار الكبيرة، فهو يصلح للجميع وكل الأسرة، وفي النهاية شيء مفيد للعمل.• ماذا عن ردود الفعل حول المسلسل خلال الأيام الأولى لعرضه؟
- أتمنى أن ينال حقا إعجاب الجمهور، وأحمد الله حتى الآن أن ردود الأفعال قوية ومميزة، فأنا أتابعها من خلال الشارع أو المقربين مني أو من مواقع التواصل الاجتماعي، وأطمح في الاستمرار على هذا الحال حتى النهاية.• مع اقتراب نهاية التجربة، ما مفاجآتها بالنسبة إليك؟
- مفاجآت العمل بالنسبة إليّ تمثلت في الشاب محمد عزمي الذي يجسد دور "عارف"، والطفلة ريم عبدالقادر التي تجسد دور "فيروز"، فهما من الجبارين في التمثيل، وكل واحد منهما كان مركزا في العمل ولم يلجآ للإعادة، وهما يقدمان مشاهد كبيرة مرة واحدة بدقة عالية، ولما اضطررنا إلى الإعادة رأينا أن الدقة تكون عالية جدا، وكان هناك توفيق من الله في اختيارهما.• أنت بعيد منذ فترة عن السينما... لماذا؟ وما خططك المستقبلية؟ وهل الدراما السبب؟
- على الإطلاق لم تبعدني الدراما عن السينما، رغم أنني أعشقها، ولكن دائما لي هدف معين هو البحث عن العمل الجيد، وكان هناك مشروع باسم "شر الحليم"، وتم تأجيل الدخول في هذا التجربة، ولا أريد أن تكون عودتي من خلاله حاليا بالرغم من أنه جيد.• رشحك أحد المؤلفين لفيلم باسم "المدد"، هل هناك أي جديد فيه؟ وماذا عن "السلم والثعبان 2"؟
- لا أعلم شيئا عن الفيلم حتى أن هذا المؤلف لم يتواصل معي على الإطلاق، وأنا مستعد للدخول لأي تجربة جديدة، ولكن بشرط أن تحقق الطموح لي، وأن تكون خير عودة لي للسينما، وبالفعل كان هناك حديث عن الجزء الثاني من "السلم والثعبان"، لكن حاليا أرى أنه من الصعب تقديم الجزء الثاني بعد كل هذه السنوات.