اهتمت وسائل إعلام مصرية وأجنبية بالإشارة إلى الكشف الأثري المهم الذي توصلت إليه بعثة أثرية مصرية، وأعلنت تفاصيله وزارة الآثار أخيرا، حيث تم العثور في شبه جزيرة سيناء، وتحديدا في محافظة شمال سيناء، على بقايا الأبراج الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية لقلعة عسكرية مشيدة من الطوب اللبن، ترجع إلى العصر الصاوي.

ويعد العصر الصاوي آخر مراحل النهضة في تاريخ الأسرات بمصر القديمة، حيث امتد إلى أكثر من 100 عام، بين القرنين الـ7 والـ6 قبل الميلاد.

Ad

في هذا الصدد، أصدر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر مصطفى وزيري بيانا رسميا، قال فيه "إن أعمال الحفائر التي تقوم بها البعثة المصرية العاملة في منطقة تل الكدوة، وأدت إلى هذا الكشف الجديد، هي جزء من مشروع تنمية سيناء الذي يشمل قيام عدد من البعثات المصرية بأعمال حفائر واسعة في المنطقة".

والقلعة المكتشفة، التي يبدو أنها تعرضت لهجوم شديد دمرت على اثره، كانت تمثل بوابة مصر الشرقية والحصن الوحيد المتحكم في عملية الدخول والخروج من وإلى مصر خلال العصر الصاوي، والنقطة المدافعة عن الحدود الشرقية لمصر.

الجدار الشرقي

من جانبه، أوضح رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار أيمن عشماوي أن البعثة المصرية عثرت على الجدار الشرقي لهذه القلعة عام 2008، مضيفا أن قلعة أخرى أحدث، شيدت على أنقاضها، وسبق أن تم اكتشافها في الموقع، والبعثة عثرت أيضاً على امتداد السور الجنوبي للقلعة، وجارٍ استكمال أعمال الحفر لاكتشاف بقايا المنشآت المعمارية.

وأشارت النتائج الأولية لدراسة الفخار واللقى الأثرية المكتشفة، وتتابع الطبقات الأثرية، إلى أن تاريخ القلعة الأقدم يرجع للنصف الأول من عصر الأسرة الـ26، وتحديدا عصر الملك بسماتيك الأول.

طريقة مغايرة

من جانبها، قالت رئيسة الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري نادية خضر إن القلعة الأقدم شُيدت أسوارها بطريقة مغايرة لأسوار القلعة الأحدث المبنية على أنقاضها، مبينة أن القلعة الأقدم "شُيِّدت عبر غرف مملوءة بالرمال، وكسر الفخار، والرديم داخل جسم الأسوار على مسافات منتظمة، ربما بهدف تخفيف الضغط على جسم سور القلعة البالغ عرضه 11 مترا، وربما كانت تستخدم تلك الغرف أيضا كمصارف لمياه الأمطار، وهي سمة من سمات العمارة خلال العصر الصاوي".

في السياق ذاته، قال المدير العام لآثار شمال سيناء هشام حسين إن أعمال الحفائر في الجزء الشمالي الشرقي من بقايا سور القلعة المكتشفة، أسفر عن الكشف عن مدخلها، وهو بوابة جانبية تقع في الجزء الشمالي الشرقي من جسم السور، حيث كان يتم الخروج من البوابة إلى طريق منحدر، وعلى يمين المدخل، تم الكشف عن بقايا أساسات غرفة يعتقد أنها غرفة حراسة للجنود الذين ينظمون عملية الدخول والخروج من وإلى القلعة.

وتابع حسين: "أعمال الحفائر كشفت أيضا عن بقايا منازل بُنيت في الجانب الغربي داخل القلعة، حيث عُثِر في داخل إحدى الغرف على جزء من تميمة من الفاينس، تحمل اسم الملك بسماتيك الأول".