تصميم الأزياء يجنح إلى «الموضة السريعة»

يعتبر عامل الوقت في العقود الماضية أمرا مهما في صناعة الأزياء، عندما كان أبرز مصممي الأزياء العالميين لا يقدمون سوى 4 مجموعات في السنة، مجموعة لكل موسم، لكن الضغوط التجارية دفعت الشركات في النهاية إلى دورة يتم فيها إنتاج 12 مجموعة في السنة، وهي ظاهرة تعرف باسم "الموضة السريعة".

وهذا له منتقدوه، حيث تقول فيرينا باكس من اتحاد الطبيعة وحماية التنوع البيولوجي (نابو): "كلما قل ثمن الملابس تراجعت قيمتها"، وتدافع باكس عن الموضة البطيئة، وهي مسار بديل يمكن أن تأخذه الصناعة ويستند إلى الاستدامة والاهتمام بالبيئة.

وهناك الكثير من المصطلحات تستخدم في عالم الموضة المستدامة، ويبدو الكثير منها متشابها للوهلة الأولى، وتعني الموضة العادلة أن المفردات صنعت في ظل ظروف عمل جيدة على طول إجمالي سلسلة الانتاج.

أما الموضة الصديقة للبيئة فهي مصنوعة من مواد قابلة للتحلل وبدون استخدام كيماويات قدر المستطاع.

وهذان الأمران غالبا ما يكونان مترابطين، بحسب صوفيا شنايدر-إسليبين، وهي مصممة معنية بالاستدامة من كاسل، وهي أيضا عضوة باتحاد مصممي الأزياء والمنسوجات الألماني.

في المقابل، فإن مصطلح "مستدام" أكثر صعوبة في تعريفه، لأنه مفتوح جدا للتفسيرات.

وتقول دومينيك فان دو بول، وهي خبيرة في الأزياء المستدامة من إيسن، "أغلب المصممين والماركات يحددون أولوياتهم ومتخصصون إما في النواحي العادلة أو البيئية... والجميع يقررون لأنفسهم الأولويات الأقرب لقلوبهم".

ومن المصممين العالميين اللبناني إيلي صعب الذي قدم عددا من الفساتين للممثلات والنجمات، منهن هالي بيري عندما فازت بإحدى جوائز الأوسكار، وصولا إلى فستان المصمم زهير مراد الذي تألقت به جينيفر لوبيز، وكذلك فستان جانيل موناي الذي تألقت به وكان من تصميم ايلي صعب.

وترك المصممان صعب ومراد بصمة واضحة على السجادة الحمراء في حفلات الأوسكار على مدار أعوام، والدليل على ذلك أن فساتين إيلي صعب وزهير مراد كانت دائما بين أجمل فساتين الفنانات.

وهناك عامل الجرأة والابتكار، وهو من أكثر السمات التي تتميز بها مصممة الأزياء التونسية سهير القابسي، فمنذ ظهورها الأول سطع نجمها في عالم الموضة والتصميم، بتصاميمها المختلفة ذات الطابع الفريد، وصممت فستان الروسية فيكتوريا بونيا في مهرجان كان، وصبا مبارك وهند صبري ونيكول سابا وغيرها من الفنانات.

ومن اللافت أن تصميماتها باتت محط أنظار الجميع، بما تمتاز به من جرأة وأنوثة وألوان ساحرة مغلفة بالكثير من الأناقة والشياكة.