بات الإرهابي الخطير هشام عشماوي في قبضة السلطات المصرية، التي قاد ضدها حربا من سلسلة هجمات على مدى 6 سنوات كاملة، وتسلم رئيس المخابرات العامة عباس كامل عددا من أخطر المطلوبين من قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، مساء أمس الأول، بعد زيارة لبنغازي.وأشاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بجهاز المخابرات العامة وبرجال الأمن المصريين، وقال عبر "تويتر": "تحية إجلال وتقدير وتعظيم لرجال مصر البواسل الذين كانوا دائما صقورا تنقض على كل من تُسوِّل له نفسه إرهاب المصريين. فهؤلاء الأبطال لا يخافون في الحق لومة لائم، وقد أقسموا على حفظ الوطن وسلامة أراضيه". وأضاف السيسي: "تحية وسلاما على مَن كان الدرع وقت الدفاع، وكان السيف وقت الهجوم"، وأردف في تغريدة أخرى: "وأؤكد أن الحرب ضد الإرهاب لم تنته، ولن تنتهي قبل أن نسترجع حق كل شهيد مات فداء
لأجل الوطن، عاشت مصر برجالها".وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية أعلنت إلقاء القبض على الإرهابي المصري هشام عشماوي في 8 أكتوبر من العام الماضي، خلال عملية أمنية في مدينة درنة.وقال بيان عام صادر عن الجيش الوطني الليبي انه جرى تسليم عشماوي، الذي ترأس أحد التنظيمات الإرهابية بمدينة درنة، ونفذ عددا من العمليات الإرهابية الدامية بدولتي ليبيا ومصر، الى القاهرة وفق اتفاقية التعاون القضائي بين البلدين، وبعد استيفاء كل الإجراءات، واستكمال التحقيقات معه من قبل القوات المسلحة الليبية.واتهم عشماوي، الذي كان ضابطا في كتيبة الصاعقة الخاصة في الجيش المصري، قبل أن يلتحق بالإرهابيين، بالاشتراك في محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، واغتيال النائب العام السابق هشام بركات، والإعداد لاستهداف الكتيبة "101 حرس حدود"، واستهداف مديرية أمن الدقهلية، والهجوم على حافلات الأقباط بالمنيا، الذي أسفر عن استشهاد 29 شخصا، والهجوم على مأمورية الأمن الوطني بالواحات، والتي راح ضحيته 16 قتيلا.وكانت محكمة جنايات غرب القاهرة العسكرية، قضت غيابيا بإعدام عشماوي، و13 من العناصر الإرهابية، في اتهامهم بالهجوم على "كمين الفرافرة"، الذي أسفر عن مقتل 28 ضابطا ومجندا.وقطعت القنوات التلفزيونية المصرية إرسالها لتبث على الهواء مباشرة وصول طائرة اللواء عباس كامل، ثم الطائرة الحربية التي تحمل الإرهابيين بقبضة ضباط جيش من الصاعقة، وصعد مذيع لتصوير عشماوي الذي كان معصوب العينين وحول إذنه كمامات. وشوهد معتقل آخر لم يتم ذكر اسمه مكبل اليدين ومعصوب العينين أيضا، وتبين من الصور أنه صفوت زيدان، وهو حارس شخصي لعشماوي، فضلا عن عناصر أخرى مطلوبة للسلطات المصرية، بينهم القيادي الخطير بالتنظيم بهاء علي. وظهرت لقطات لعشماوي وهو يسير بصعوبة نحو سيارة سوداء كانت متوقفة على أرض المطار، وحوله اثنان من ضباط القوات الخاصة.ولد هشام عشماوي عام 1978، والتحق بالكلية الحربية عام 1996، وبعد تخرجه انضم إلى سلاح المشاة، ثم أصبح ضابط صاعقة، لكنه فُصل من الجيش عام 2011، وأسس تنظيم "مرابطون"، المقرب من تنظيم القاعدة، والذي نشط في شبه جزيرة سيناء، لينضم لاحقا لفترة وجيزة إلى "داعش" الذي انشق عنه ليصبح أحد قياديي تنظيم "جند الإسلام" ولقب نفسه بأبي عمر المهاجر، وعرف بذلك الاسم بين عناصر التنظيم.وفي عام 2007، أُحيل إلى محكمة عسكرية بتهمة تحريض زملائه على العصيان ضد الجيش المصري، وفي عام 2011، فصل كليا من الخدمة العسكرية، مع عدد من الضباط لأسباب مشابهة. وبحسب مسؤولين أمنيين كان يوزع كتب شيوخ السلفية على زملائه، ويحضهم على عدم تنفيذ الأوامر، وعمل عشماوي في التجارة قبل أن يشكل خلية "أنصار المقدس" عام 2012، وقام بتدريبهم وتوسيع دائرتهم.
ما هي قوات G.I.S التي ظهرت للمرة الأولى؟
تصدرت قوات G.I.S المصرية المشهد على كل القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي، بعد تسلمها الإرهابي هشام عشماوي من قوات "الجيش الوطني الليبي" التي يقودها المشير خليفة حفتر.ويعد ظهور هذه القوات الأول من نوعه، حيث تمثل جهاز المخابرات العامة المصرية، وتسميتها تضم الأحرف الأولى من General Intelligence Security.وتتخصص هذه القوات في مكافحة الإرهاب، ويتم استخدامها في العمليات الكبرى والتي تهدف لتأمين وصول شخصيات رسمية، أو مطلوبين للأمن المصري بجرائم إرهابية.وتندرج هذه القوات ضمن فرق النخبة في مصالح الأمن والتي عززت بها القوات البرية، وهي بالمرصاد للإرهابيين وتضرب معاقلهم، وخاصة في ظل التهديدات الأخيرة، وتسهر على حماية المنشآت الوطنية ومنع أي اختراقات يقوم بها الإرهاب. (روسيا اليوم)