بينما تتجه الأنظار الى السعودية التي تستضيف اليوم وغداً 3 قمم عربية وخليجية وإسلامية، لمناقشة التطورات في المنطقة، وعلى رأسها التوترات الإيرانية الأميركية، أكد الرئيس الإيراني المحسوب على الوسطيين حسن روحاني أن المحادثات مع الولايات المتحدة ممكنة، و«الباب لم يغلق إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات ونفذت التزاماتها» بموجب الاتفاق النووي.

وبدا أن روحاني يعلّق على تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته الى طوكيو، أكد فيها أن طهران تريد التفاوض، وأنه مستعد للتفاوض متى أرادت طهران ذلك لإبرام اتفاق جديد.

Ad

وقال الرئيس الإيراني في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي: «الباب لم يغلق إذا رفعوا العقوبات الجائرة ونفذوا التزاماتهم، وعادوا إلى طاولة المفاوضات التي غادروها بأنفسهم».

وأضاف: «لكن شعبنا يحكم عليكم بناء على أفعالكم لا كلماتكم».

بولتون في الإمارات

من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون خلال زيارته إلى أبوظبي، أمس، إن واشنطن تتشاور مع حلفائها في المنطقة لبحث ما يمكن القيام به في مواجهة إيران، مؤكدا أن بلاده سترد بقوة على أي تهديد من إيران و»وكلائها» في المنطقة.

واتهم بولتون، الذي يوصف بأنه من صقور إدارة الرئيس ترامب، إيران بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف 4 سفن قبالة الفجيرة في عمق المياه الإقليمية للإمارات خلال الشهر الجاري.

وقال إن المهاجمين استخدموا ألغاما بحرية من المؤكد تقريبا أنها من إيران، وأضاف: «لا يوجد أي شك لدى أحد في واشنطن حول المسؤول عن ذلك»، متابعاً: «من برأيكم قام بذلك؟ شخص من النيبال»؟

ورفض «الخوض في التفاصيل» ردا على سؤال حول وجود أدلة تثبت مسؤولية إيران عن الهجوم على السفن، لكنه أكد أنه من المهم أن «تدرك القيادة في إيران أننا نعلم».

وأضاف أن الهجمات على الناقلات مرتبطة بالهجوم على محطتي الضخ الواقعتين على خط أنابيب شرق - غرب في السعودية، والهجوم الصاروخي على المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد.

وقال بولتون أيضا إن هجوما فاشلا استهدف ميناء ينبع السعودي على البحر الأحمر قبل يومين من العملية التي وقعت قبالة ساحل الإمارات. ولم يُدل بأي تفاصيل حول الهجوم الذي استهدف ينبع التي تعد مدينة رئيسة للنفط غرب المملكة، وتقع على البحر الأحمر.

وتجري الإمارات التي لم تتّهم أي جهة بالوقوف خلف الواقعة، تحقيقا بمشاركة السعودية والنرويج وفرنسا والولايات المتحدة.

وتعرّضت 4 سفن (ناقلتا نفط سعوديتان وناقلة نفط نرويجية وسفينة شحن إماراتية) لأضرار في «عمليات تخريبية» قبالة إمارة الفجيرة خارج مضيق هرمز هذا الشهر، وفق أبوظبي.

ووقع الحادث النادر بالمياه الإماراتية في أجواء من التوتر الشديد في المنطقة، بسبب الخلاف بين إيران والولايات المتحدة على خلفية تشديد العقوبات النفطية الأميركية على طهران.

سليماني

الى ذلك، قال المسؤول الأميركي في جلسة مع صحافيين نظمتها السفارة الأميركية في العاصمة الإماراتية إن إدارته «تشعر بقلق بالغ حيال استخدام قاسم سليماني ميليشيات شيعية في العراق لمهاجمتها، وستحمّل فيلق القدس المسؤولية إذا وقعت هجمات»، إلا أن المسؤول الأميركي أكد أن إدارته تحاول أن تكون «حكيمة ومسؤولة» في الرد.

ووصف التعزيزات العسكرية التي أرسلتها بلاده الى المنطقة بأنها «إجراءات رادعة».

وقبل لقائه ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ونظيره الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، لبحث العلاقات الثنائية والتوتر في المنطقة، قال بولتون: «نقوم بمشاورات مكثفة مع حلفائنا في المنطقة لبحث ما يمكننا القيام به بعد ذلك».

طهران

وفي طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي، في بيان نشر على الموقع الرسمي للوزارة: «ليس غريبا أن يصدر عن الولايات المتحدة مثل تلك المزاعم المضحكة».

وتابع: «اتهامات بولتون لطهران مرفوضة ومثيرة للسخرية وناتجة عن خطط سياسية مدمرة».

وأضاف: «على بولتون وغيره من دعاة الحرب الذين يبحثون عن الفوضى معرفة أن استراتيجية التحلي بالصبر والحذر الكبير وأقصى قدر من التأهب الدفاعي للجمهورية الإسلامية، ستمنع تحقيق رغباتهم الشيطانية في المنطقة».

عراقجي وريباكوف

الى ذلك، أجرى مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظيره الروسي سيرغي ريباكوف، الذي يزور طهران حاليا، جولة محادثات حول أحدث التطورات الإقليمية والدولية والاتفاق النووي.

وأعلن ريباكوف أن زيارته إلى طهران تهدف إلى التشاور مع المسؤولين الإيرانيين حول مآلات الاتفاق النووي.

وأوصى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجانب الإيراني أخيرا بالتمسك بهذا الاتفاق، وعدم الإخلال ببنوده ومندرجاته، لأن العالم سينسى وقتذاك أن الولايات المتحدة هي أول من تجاهلته وانسحبت منه، وسيحمل طهران مسؤولية ذلك وتبعاته.

وكان عراقجي التقى أمس الأول وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن في الدوحة، في ختام جولة إقليمية شملت الكويت وعمان وقطر.