شارك الراحل راشد الخضر في عدة مهرجانات محلية وعربية، وكانت له بصمات واضحة بتطوير الأغنية الكويتية من عام 1979، حتى عام 1998، وهو العام الذي توفي فيه، ومن هواياته الحداق، والدومنة، وكرة القدم. وكان الفقيد الخضر يتمتع بأخلاق رفيعة جعلته يدخل قلوب الجميع، وكانت أبرز صفاته الطيبة.
علاقته مع الرويشد
علاقة رائعة واستثنائية تلك التي جمعت الخضر بالفنان عبدالله الرويشد، ورحلة عمر ترجمت معاني الكثير من العلاقات الإنسانية كالأخوة والصداقة والعطاء، فقد كان الرويشد صديقا مقربا له وأبدعا في تعاونهما، حيث اخرجا لنا أغنيات لا تتكرر.وفي عام 1983 كان الرويشد يُحضّر لأول ألبوم خاص به عندما أُعجب بصوته الملحن راشد الخضر وقرّر أن يُلحّن له إحدى أغنيات الألبوم، فكانت أغنية "رحلتي" التي لحنها هي الانطلاقة الفعلية للرويشد، وهذه الأغنية تمثل البداية الحقيقية لانطلاقة وشهرة الرويشد، بعد أن كان في السابق أحد أفراد فرقة رباعي الكويت منتصف السبعينيات، وحققت الأغنية نجاحا كبيرا، وقدمت الرويشد للجمهور كمطرب مستقل.وكانت هذه الأغنية وراء تكوين ثلاثي غنائي ناجح بين عبدالله الرويشد والملحن راشد الخضر والشاعر عبداللطيف البناي، أثمر أعمالاً غنائية ناجحة في مسيرة الأغنية الكويتية وتعود لعام 1983، ليقدموا معا العشرات من الروائع الغنائية الخالدة التي عشنا معها وارتبطت بذكريات الجمهور. وفي إحدى المقابلات قال الرويشد عن الراحل إن صداقته معه أصبحت وطيدة، وقال: "أصبح من أصدق الأصدقاء، وكان يأتي لمكتبي ويعزف على آلة الأورغ ويسجل. ومن المواقف الجميلة التي جمعت الخضر معه، ما قاله الرويشد في إحدى المقابلات بأن الراحل قال له في إحدى المناسبات إن عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية د. يوسف الدوخي يريد أن يقابله وهو معجب جدا بأغنية "رحلتي"، وطلب من الرويشد أن يذهب معه إلى المعهد، وعند وصولهما رحب بهم الدوخي، وقال إن تلحين الخضر للأغنية كان جميلا، وطلب من الرويشد غناءها، وكان لدى الدوخي عود وفعلا غنى الأغنية، وبعد الانتهاء من الغناء طلب الخضر إجازة من الدوخي للسفر حتى يتمكن هو والرويشد من تسجيل الأغاني، وقال الدوخي لخضر: "يعنى يايبه واسطه؟". بعد التحرير (1992)، غنى عبد الله الرويشد من كلمات البناي وألحان راشد الخضر "عابوا"، ليقول: رضـا الـنــاس مــا هــمّـنــي/يـهـمنــي أنـــت فـقـط/هــــذا قــــراري وكلمـتـي/مـالـــي أبــــد راي وســـــط.قيثارة الخليج
في عام 1984 جمعت الفنانة نوال الكويتية الظروف بالملحن راشد الخضر وكان حينها معيداً في المعهد العالي للفنون الموسيقية ونوال طالبة فيه. بعدما استمع إلى صوتها انحاز إلى جماله وقرر تبني ذلك الصوت الواعد، وعندما فاتحها بالأمر رفضت للوهلة الأولى، لكنه ما لبث أن أقنعها، فقدمت نوال ألبومها الأول "يوه يوه" الذي تضمن أغنيات من كلمات الشاعر الغنائي عبد اللطيف البناي وألحان راشد الخضر، من أبرزها "يوه يوه" ومن كلماتها: يوه يا يوه / شل الهوى حبلي / يوه يا يوه / عسى الله يفرجلي/ حبيت اللي ما يستاهل.بعد النجاح الذي حققاه معها في الألبوم الأول تابع الثنائي الخضر والبناي التعاون مع نوال، ومن الأغنيات التي قدماها لها "هذي أنا" ومن أجوائها: هذي آنا وهذا جرحي بين ايديك/ أشتكي لك علني أصعب عليك/ انا ما حبيت غيرك/ ويشهد بهذا ضميرك.كذلك تعاونت نوال في الألبوم الثاني مع الخضر في أغنيتين: "أنا جيتك" من كلمات الشاعر الغنائي مبارك الحديبي، يقول مطلعها: أنا جيت أترجى/ واعتذر بألفين حجه/ انا جيتك متلهفة/ واشكثر انا متحسفه. وأغنية "تبرى" من كلمات البناي، وهي إحدى الأغاني الرائعة التي يستمع لها حتى اليوم، يقول مطلعها: تبرى حبيبي مني تبرا/ أعزي الحال واشكي واعليه/ نسى أنه تحت قليبي تذرا/ وهني الزاد وقلبه بيديه/ عشرة عمر وياك.ومن ألحان الخضر غنت نوال من كلمات "ابن القرى"، الشاعر هزاع الصلال، أغنية "تدلل "، ومن أجوائها: تدلل يا نظر عيني تدلل/ زمان الصد والشكوى تبدل/ تدلل انت يا توأم حياتي/ ويلي حبك ابقلبي تسلل.وقالت نوال عن الراحل: "الملحن الكبير راشد الخضر هو استاذي ومعلمي، ومن كان له بالغ الاثر في تقديمي للناس، ولن ينسى جمهوري تعاوني معه، وتلك الأيام الخوالي التي عرفت ببساطتها، ونتمنى جميعنا ان تعود مرة أخرى".للصبر آخر
لم تكن العلاقة بين الخضر والفنان عبد الكريم عبد القادر عادية، يكفي أنها تجمع بين ملحن مبدع وأستاذ أكاديمي من جيل الثمانينيات ومطرب كبير من أشهر نجوم الأغنية الكويتية الحديثة في الستينيات، وله حضوره على الساحة الغنائية الخليجية.وكانت البداية عندما استمتع الفنان عبد الكريم عبد القادر إلى أغنية "رحلتي" وأعجب بها لكنه فضل عدم غنائها ثم ذهبت الأغنية للفنان عبدالله الرويشد، وطلب التعاون مع الراحل الذي وصف شعوره في إحدى المقابلات التلفزيونية بأنه كان مثل الحلم، وحلم أي شخص يبدي مشواره الفني، ومن ثم أعطاه نص "للصبر آخر"، وكان أول لقاء بين عبد الكريم عبد القادر والراحل الخضر.وتقول كلمات أغنية "للصبر"آخر للصبر آخر خلاص عافك الخاطرحاولت أسامح ولكن ماني بقادرروح بطريق وأنا بطريقخلني على جرحي العتيقخلاص عافك الخاطرتذكر يوم صرت أنا حديث الناسومن منّه منك يا أعز الناسواليوم أقدم لك عذروإن كان لي عندك قدرمحبتي تقطع من رجاها الياسروح بطريق وأنا بطريقخلني على جرحي العتيقخلاص عافك الخاطر وقد أثمرت هذه العلاقة الفنية الراقية أغنيات عاطفية ووطنية بالتعاون مع شعراء الأغنية الكويتية، فغنى من كلمات الشاعر يوسف ناصر "الوجه الصبوحي"، "يكفي خلاص"، وأعمال أخرى عديدة. ومن كلمات البناي لحن الخضر العديد من الأغاني ومنها: "اعتذرلج"، "جاوبني في الحال" ليقول: ما قول حبني غصب/ما اخبرك تهوى/ النفس وما تشتهي/ والقلب وما يهوى.أما في أغنية "بسك زعل" والتي قام بغنائها الفنان القدير عبد الكريم عبد القادر، وهي ذات أجواء خفيفة وشعبية وتمتاز بشعرها النبطي، حاول الراحل أن يصنع لحنا ملائما لطبعها النبطي، ومن أجوائها: بسك زعل يا من له القلب مشتاق/ يكفي غيابك لا تزيد اشتياقي/ لا لا يصير الحب دمعات وفراق/ لا لا يصير البعد بعد التلاقي/ حاولت انا اصبر واحتمل حر الاشواق.أعجب الراحل الخضر بكلمات العلي وأخذ من سامي اغنيتين وهما "لي حسيت" ولحنها للفنان عبد الله الرويشد ومن أجوائها: لى حسيت في حبي يسبب لك الم/ ولى لقيت طريجي يجرك للندم/ أنسي حبي وابتعد وانا مني لك وعد/لي تواجــهنا اتحاشى واصــــــــــد/ انا يصعب علي فرقاك يا اغلى خلاني/ وأجذب لو اقول انساك لو إنت تنساني. أما الأغنية الثانية "بسافر" ولحنها المرحوم راشد الخضر للفنان نبيل شعيل ونزلت في ثاني البوم لنبيل.إشاعة
ابتعد الراحل عن التلحين بعض الوقت لسفره إلى الخارج لمرافقة ابنه الذي كان يعالج هناك، وفي هذه الأثناء أطلقت حوله إشاعة أنه اعتزل الفن، ولكنه سرعان ما عاد أكثر تألقاً وحضورا، وكانت بصماته واضحة وملموسة في المناسبات الوطنية والأوبريتات أهمها "خليجي" في الكويت، وأوبريت مجلس التعاون الخليجي في عام 1996. وكان من أبرز رفاق دربه عبدالكريم عبدالقادر، وعبدالله الرويشد، وعبداللطيف البناي، ونبيل شعيل، وبدر بورسلي، ومبارك الحديبي، والمدير العام لـ "النظائر" يوسف الرفاعي، وأنور عبدالله، ويوسف ناصر.نجوم الساحة الغنائية يقدمون شهادات في الراحل
أشاد الكثير من الفنانين والمطربين والشعراء والملحنين بالراحل راشد الخضر وقدموا شهادات مميزة بحقه، وفيما يلي أبرز هذه الشهادات:• الشاعر عبد اللطيف البناي: باقية ذكراك بقلوبنا وأنت الطيب والعطاء وأحلى الأعمال ورفيق الدرب، اختارك الله في أفضل الأشهر وهو شهر رمضان الفضيل.• عبدالكريم عبدالقادر: هو بالقلب... يتحلى بصفات جميلة في الفن والإنسانية ويعد علامة فارقة وكل إنسان عمل معه تشرف به وبموهبته.• نوال: أحد المبدعين في عالم التلحين وبالنسبة لي يعني الكثير فهو الأخ والصديق والأستاذ والملحن الذي لم يكن ممكناً أن أفكر في الاستغناء عنه والأهم أنه كان إنساناً جميلاً بكل ما تحمل الكلمة من معنى.• الملحن أنور عبد الله: مبدع قام بنقلة في الأغنية الكويتية، ومن خلال ألحانه برز نبيل شعيل والرويشد ونوال، وشكل مع الشاعر عبد اللطيف البناي، ثنائيا من أجمل الثنائيات، بدآها بـ"سكة سفر" و"رحلتي"، و"حاسب الوقت" لرباب، و"للصبر آخر" لعبدالكريم، ومجموعة لا تحصى، وكان الخضر يتميز بخفة الدم وصاحب مقالب من الدرجة الاولى، اما عن زمالتي له طوال أيام الدراسة بالمعهد فكانت أياما لا تعاد، وبعدها كانت بيننا منافسة شريفة في حب الفن الاحترافي.• الملحن سليمان الملا: بلا شك في كل عام نجدد ذكراه، هو طاقة فنية وصاحب ذوق وجمل موسيقية راقية نتمتع بها حتى الآن، وفي "قلبي عشق" الاغنية التي جمعتني به كان يعزف الايقاع في احدى اغنياتي، وأنا أكون ضمن الكورال في أعماله الفنية، فعلا هذا الفنان لن يتكرر. • محمد البلوشي: كان معلما لي على آلة القانون، تتلمذت على يديه، شجعني أن أكون مطرباً، وفي مشواري الفني غنيت ألحانه وكانت باكورة أعمالي "عاند وزيد عناد" و"ياسيدي حاضر" و"لا تمادى بالخطى" و"يانور عيني تغلى"، وعلى الصعيد الوطني أغنية "احلف بالله يا كويت".• الملحن محمد الرويشد: راشد أخلاق عالية لا يتوانى عن مساعدة أحد، وأعتبره أخي • نجله حمد الخضر: يا بوي يا أغلي اسم في قلبي، ما غاب عن عقلي ولا سليته، تشبهت فيك بكل ما فيك، غبت عني جسدا، روحك ترفرف حولنا، وطباعك الطيبة تسود البيت، كل شيء يذكرنا بك، وكل طيبك شربناه، ما نوفيك حقك ولا نطلع من جزاك، انت سراج البيت وانت نوره. رحمة الله عليك يا غلا روحي. • الفنان نبيل شعيل: أعتبره رفيق دربي ونجاحي وسايرت معه تلك المسيرة من خلال "سكة سفر" ولو كان موجودا بيننا لرأينا عدة نجاحات متواصلة ولكن البركة في ابنه حمد الذي أتعاون معه فنياً وأيضا وفاء لهذا الرجل الذي عشت معه أياماً جميلة لا تنسى.• العميد السابق للمعهد العالي للموسيقى العربية بالقاهرة د. عاطف إمام: كان زميلي في البكالوريوس، كان متمكناً جداً في عزفه على آلتي القانون والعود بالإضافة إلى أنه كان مطربا وملحنا متميزا.