طوكيو مدينة العجائب، عاصمة الإمبراطورية اليابانية، لم يحالفني الحظ أن أقضي فيها المزيد من الوقت خلال رحلتي الأخيرة، فقد زرتها قبل عامين، وسألت قبل الرحلة أحد الأصدقاء ممن زاروا تلك المدينة الجميلة، فقال مازحاً إنك ستشعر خلال رحلتك أنك في أحد أفلام الكرتون اليابانية (أنمي). الحقيقة أن طوكيو كما تصورتها تعد أكثر مدن العالم تطورا، فلم أجد شيئا يشير إلى تأخر المدينة سواء في مكان إقامتنا بالمدينة والمرافق العامة والمنتجعات والمطاعم... إلخ، فالمجتمع الياباني من أكثر المجتمعات تطورا على مستوى العالم.
كان الروتين اليومي أثناء الإجازة في تلك المدينة هو الاستيقاظ في الساعة 6 صباحا، وأتذكر أننا كنا نستيقظ على أصوات القطارات القادمة من ضواحي طوكيو، فالمدينة تجارية وغنية بالأعمال، ووسائل النقل تعد أيضا جزءاً من معالم المدينة مثل قطار (الطلقة) وهو الأشهر في اليابان. نسير أنا وقريبي في أحد شوارع منطقة (ليداباشي) لاستخدام المترو للذهاب إلى مركز المدينة، حيث رأينا الأطفال اليابانيين بزيهم المدرسي الأنيق ذاهبين إلى صفوفهم المدرسية ليصبحوا بعد ذلك أبرز علماء كوكب الأرض، وهذا ليس بغريب على المجتمع الياباني، فهم فطاحلة العصر الحديث الذين جعلوا من بلادهم أكثر الدول النامية بالميدان الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. لم نجد كثرة من المواطنين اليابانيين يتحدثون الإنكليزية، كنا نستخدم الإشارات أو أحيانا برامج الأجهزة الذكية للترجمة، فاليابانيون شعب يعتز بلغته وعاداته وتقاليده، وواجهنا أثناء رحلتنا بعض الصعوبات مثل نوعية الأكل، فأغلب المطاعم تقدم أصنافا من المطبخ الياباني التي عادة ما تكون مزيجا من الأسماك النية والسوشي. خلال الأسبوعين اللذين قضيناهما في تلك المدينة الرائعة، لم نتعرض إلى أي نوع من العنصرية أو سوء المعاملة من قبل هؤلاء البشر الذين تحلوا بالأخلاق وحسن المعاملة مع الغرباء، فهم أناس متحضرون وأذكياء. وعلى الرغم من أنه قيل لي هناك عنصرية في اليابان ضد الأجانب! فإنني لآخر ساعة قبل عودتنا إلى الوطن، وجدتهم يسجدون لنا بالطريقة اليابانية التقليدية معبرين ذلك بكلمات تدل على الترحيب والتقدير والاحترام فأين العنصرية؟! أحد الأمثال اليابانية التي راقت لي: إذا بالغ الشخص في الأدب، فاعلم أنه غير مؤدب.
مقالات - اضافات
رحلتي إلى اليابان
31-05-2019