ربيعُ الشعر
سلامٌ من خليجِ العُرْبِ عاطِرْ * مُلوكَ الشعرِ أصحابَ المنابرْأتيناكم نُهَنْيكُمْ بيومٍ * بديعِ التِّيهِ نحوَ المجدِ ناظِرْ
فأهلاً مرحباً شَرُفَتْ يمينٌ * تُصافِحُ جمعَكُم ولَهُ تسافِرْقدِمنا نحتفي بكمُ ونزهو * نُجَدِّدُ موعداً، فالبُعدُ جائرْ نعانِقُ كلَّ قولٍ ألمعِيٍّ * وللأوطانِ حقٌّ في المحابِرْوقد نَلقاكُمُ مِنْ بَعْدُ يوماً * لنُحْيِي عهدَنا، واللهُ قادرْبكلِّ الحبِّ والتقديرِ حقّاً * نُحَيِّي كلَّ شاعرةٍ وشاعرْفَسوقُ عكاظَ قد شَهِدتْ قديماً * سباقاً عارماً بالشعرِ عامرْتَبَارَوْا بالفرائدِ باقتدارٍ * وجاؤوا بالمروءةِ في المَحاضِرْوصَاغُوا بالبلاغةِ والمعاني * عجيبَ القولِ بالأمثالِ زاخِرْوما مِن أمَّةٍ خَرَجَتْ بسوقٍ * لها للشعرِ والقولِ المُحاوِِرْكأمَّةِ يَعْرُبٍ فلها امْتِدادٌ * وتاريخٌ مدى الأزمانِ حاضرْقصائدُ كالقلائدِ لا تُضاهى * على جُدرانِ كعبتِنا تُجاهرْفعنترةُ البطولةِ قد تَصدّى * وكان كتيبةٌ بالشعر سائرْوتلكَ تماضرٌ ذَرَفَتْ دموعاً * بأبياتٍ لها نَفَتِ النظائرْ وهذا قولُ حَسّانٍ وكَعبٍ * بمدحِ رسولِنا بالصدقِ زاهرْفرزدقُ قد هَجَا يوماً جريراً * سِجَالُهُما غَدَا مُرّاً وساخِرْأبو تمّامَ أجزلَ في مديحٍ * وكان حماسُهُ بالشعرِ باهرْوَبِنْ زَيدونَ عانى من فِراقٍ * فأبدعَ في التباكي والمشاعرْوإبنُ الفارضِ الحَمَويِّ ناجى * بعشقٍ خالصٍ للهِ غامرْوهذا حافظٌ وأخوهُ شوقي * عَلَوْا بالشعر هاماتِ الدوائرْأبو ماضي إلِيّا كان فذّاً * فمهّدَ للعُرُوبَةِ في المَهاجِرْوكم من شاعرٍ حُرٍّ أَرِيبٍ * بأسمى البوحِ قد باهَى وناظَرْأتى بالشعرِ موزوناً مُقَفّى * فحتى أنما ليُظَنُّ ساحِرْوأبحرَ في بحورٍ من قريضٍ * وجاوزَ بالفصاحةْ والنوادرْفمنْ تَبِعَ الخليلَ بكلِّ بيتٍ * هُمُ الشعراءُ حقّاً والشواعرْفطاحلُ أَلْسُنٍ مَلأوا النَوادي * وراياتُ البيانِ، بهم تُفاخرْوصلّى الله في الأكوانِ جمّاً * على من جاء بالنور المُباشِرْأَبِي الزهراءِ أَحمدِنا جميعاً * وآل البيتِ أربابِ المَآثر