توثيق الأحداث الكويتية
هل تجد حلقة اقتحام الحرم المكي في مسلسل العاصوف نظيراً لها في سجل الذاكرة الكويتية كمواضيع الغوص والسفر قبل اكتشاف النفط، أو قصص التعليم وتاريخه والغزو العراقي وغيرها من القضايا والتي تنمي وترسخ الهوية الوطنية لدى الأجيال الشابة؟
أول العمود:أوصت اللجنة البرلمانية المكلفة التحقيق في الجوازات المزورة وقف إنهاء خدمات (البدون) في الجيش بسبب الأوضاع الإقليمية الملتهبة إلى حين انتهائها من التحقيق وبغض النظر عن عدم تجديد جهاز المقيمين بصورة غير قانونية لبطاقاتهم الأمنية. عزيزي القارئ هل فهمت شيئا؟! ***
كانت تجربة توثيق حادثة جهيمان في إحدى حلقات مسلسل العاصوف قرارا موفقا لحفظ ذاكرة أحداث المنطقة الخليجية، وقد تبين لأجيال لاحقة أنها لا تملك أي معلومة عن هذه الحادثة النوعية في تاريخ الحرم المكي الذي طالما كان هدفاً لمنجنيق بعض (الخلفاء) ومسرحاً لتصفية حساباتهم السياسية مع شخصيات مكية ومدنية. كانت تساؤلات هذه الأجيال هي من قبيل: هل فعلا حدث ذلك في الحرم المكي؟ وكيف ومتى؟ ومن هو جهيمان؟إذاً هو التوثيق المرئي للأحداث في عهد الصورة والأفلام والروايات المعدة للعرض السينمائي والتلفزيوني، والذي لو وعت له عقولنا لحفظنا من خلالها ذاكرة الأيام في أذهان أجيال متلاحقة تلاشى شغفها للقراءة بشكل خطير.حلقة جهيمان العتيبي استثارت رغبة في توثيق العديد من الأحداث الكويتية التي تتطلب تضافر جهود وزارة الإعلام وكتّاب السيناريو وشركات الإنتاج الفني الخاصة، ففي سجل الذاكرة الكويتية الكثير من الأحداث التي تتطلب إعادة إنتاجها في قالب فني وتمثيلي جيد، ومن ذلك مثلا قصص الغوص على اللؤلؤ والسفر البحري، واهتمام الشعب الكويتي بالتعليم والتثقيف في بواكير القرن الماضي، وبذلهم من مالهم الخاص للدخول في عصر التعليم النظامي، كما حدث في مدرستي المباركية والأحمدية، وأحداث تشكيل مجلسي 1921 و1938 التشريعيين، وقصة الدستور والدولة المدنية وغيرها من الأحداث والقصص التي لا تنتهي. كثيراً ما نردد مفهوم "الهوية الوطنية" في مؤتمرات محلية تأثيرها لا يتجاوز اليوم الذي يلي انعقادها، ويصرف عليها آلاف الدنانير، لكنها تتبخر في الهواء، في حين نتغافل عن أهمية الإنتاج المُصوَّر لتوثيق أحداث مفصلية في حياتنا كالغزو العراقي ونتائجه على المجتمع الذي مازال يعانيه.الكتابة والتوثيق مهمان وضروريان لكننا نعيش عصر المشاهدة والصورة التي تجذب آلاف المشاهدين من أعمار مختلفة، ولو نجحنا في إنتاج مسلسل أو فيلم يحكي قصصا عن تكاتف أهل الكويت في المحن (الأمراض والظواهر الطبيعية كسنة الطاعون والهدامة) وحبهم للبذل وفعل الخير لتلمسنا الخيط الواصل بين تلك الخصال وشغف الكثير من الشبان من الجنسين اليوم ممن انخرطوا في العمل الإنساني وأبدعوا فيه، فهؤلاء هم أحفاد أولئك الذين بدؤوا بفعل الخير قبل عقود من الزمن، ومثل هذه الأعمال الفنية مطلوبة لتكون جسراً لفهم المقصود بـ"الهوية الوطنية".تجربة مسلسل "درب الزلق" و"الأقدار" وأعمال أخرى وثقت بشكل صادق شكل العلاقات الاجتماعية والاقتصادية السائدة في المجتمع الكويتي في حقب مضت، ونتطلع للمزيد من مثل هذه الأعمال. ليت أموالنا توجه إلى القنوات الصحيحة للحفاظ على تاريخنا.