في كلمة شاملة تضع الأمة الإسلامية أمام تحدياتها، فتح فيها سموه أغلب الجراح التي يئن منها جسد هذه الأمة، والأزمات التي تعصف بمكانتها، قال سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد إن دول العالم الإسلامي بأسرها تمر بظروف بالغة الدقة والخطورة وتحديات غير مسبوقة، مبيناً أن الوتيرة المتسارعة للتصعيد الذي تشهده المنطقة تنبئ بتداعيات خطيرة على هذه الأمة واستقرارها، مما يدعو إلى ضرورة التعامل مع الأوضاع المستجدة بأقصى درجات الحيطة والحذر.

وأكد سموه، في كلمته أمام الدورة الـ 14 للقمة الإسلامية، التي انعقدت ليل الخميس- الجمعة بمدينة مكة المكرمة، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ضرورة السعي لإفساح المجال واسعاً أمام الجهود الهادفة إلى احتواء التصعيد والنأي بمنطقتنا عن التوتر والصدام، مع تحكيم العقل والحكمة للحفاظ على المصالح العليا وأمن الشعوب وسلامتها.

Ad

وأعرب عن أسفه لما تعيشه الأمة من أوضاع صعبة، إذ إن مكانتها العالمية وفق الإحصائيات لا تبعث على الارتياح، حيث إن 37% منها تحت خط الفقر، و61% من نازحي العالم هم من دول إسلامية، و40% من سكان العالم الإسلامي أميون، ومتوسط البطالة فيه يتجاوز 7%، معقباً بأن «تلك الأرقام مفزعة ومؤلمة وتدعونا إلى الوقوف أمامها والعمل بكل الجهد لتفعيل آليات عملنا التنموي وتحقيق طموحات أبناء الأمة».

وتطرق سموه إلى صور من الأزمات التي يعانيها العالم الإسلامي، كالقضية الفلسطينية، إلى جانب الوضع في اليمن، فضلاً عن الأزمة السورية الطاحنة التي دخلت عامها التاسع، في موازاة ما يحدث في ليبيا، مشدداً على أن العالم الإسلامي أمام استحقاقات تاريخية ومصيرية لابد له من الوفاء بها لتتحقق لأبنائه آمالهم وتطلعاتهم المشروعة بالأمن والاستقرار والرخاء.

وفي بيانها الختامي، عبّرت القمة عن دعمها لجميع الإجراءات التي تتخذها الرياض لحماية إمدادات النفط، في حين رفضت الإجراءات الأخيرة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في القدس والجولان، راسمة سقف الشروط الإسلامية لنجاح خطة صفقة القرن الأميركية للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ودانت القمة استهداف ناقلات نفط قبالة دولة الإمارات، والهجوم على محطتي ضخ نفطي بالسعودية تقعان على أنبوب شرق- غرب الاسراتيجي.

ودعت المجتمع الدولي «إلى تحمل مسؤولياته لضمان حركة الملاحة البحرية وسلامتها، وضمان استقرار أمن المنطقة».

واستبق قادة الدول الإسلاميّة الخطّة الأميركيّة المرتقبة للسّلام المعروفة باسم «صفقة القرن»، مؤكّدين رفضهم حلولاً لا تضمن إقامة دولة فلسطينيّة عاصمتها القدس الشرقيّة.

ورفضت القمة الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على مدينة القدس وهضبة الجولان السورية.

وشدّدت على أنّ «أيّ مقترح يُقدَّم من أيّ طرف كان لا يتبنّى «الحقوق الفلسطينية ولا يتّسق مع المرجعيّات الدولية المتّفق عليها والتي تقوم عليها عمليّة السلام في الشرق الأوسط، مرفوض».

من جهة أخرى، ندّدت القمّة بظاهرة «الإسلاموفوبيا، باعتبارها شكلاً معاصراً من أشكال العنصرية والتمييز الديني، والتي ما انفكّت تتنامى في أنحاء كثيرة من العالم».

وشجّع المجتمعون «الأمم المتّحدة وغيرها من المنظّمات الدوليّة والإقليميّة على اعتماد 15 مارس يوماً دولياً لمناهضة الإسلاموفوبيا».