الكويتيون يستذكرون «حبابة» في الذكرى الـ 15 لرحيلها

اسم حملته مريم الغضبان وارتبط بها 35 عاماً

نشر في 02-06-2019 | 13:56
آخر تحديث 02-06-2019 | 13:56
مريم الغضبان في مسلسل حبابة
مريم الغضبان في مسلسل حبابة
عندما يذكر اسم «حبابة» يتبادر فوراً إلى الأذهان الراحلة الفنانة مريم الغضبان التي دخلت قلوب الكويتيين ووجدانهم دون استئذان بقصصها الجميلة التي كانت ترويها في إذاعة الكويت بشهر رمضان المبارك الذي آذن بالرحيل والذي يصادف في يومه الـ 29 الذكرى الـ 15 لرحيلها.

و«حبابة» هو اسم مسلسل كويتي أنتجه مسرح السلام عام 1976 وحملت اسمه الراحلة مريم الغضبان التي تميزت فيه بأدائها الراقي لدرجة أن الناس كانوا يترقبونه لسماع قصص «الجدة حبابة» المعبرة والمعززة لأسمى معاني القيم والأخلاق في نفوس الجميع كباراً وصغاراً.

ومع إطلالة الذكرى الـ15 لرحيل الفنانة مريم الغضبان يستذكر محبوها بكل أسى وحزن مسيرتها الفنية الحافلة بالعطاء والإنجاز إذ تعد «حبابة» بين جمهورها الكويتي والخليجي والعربي من الجيل المؤسس للحركة المسرحية في الكويت في بداية الستينيات من القرن الماضي حيث وقفت إلى جانب الفنانة مريم الصالح كأول سيدتين كويتيتين على خشبة المسرح.

ولدت مريم غضبان السيد محمود الرزوقي في 20 نوفمبر 1948 في حي المطبة وعملت في بداية حياتها كممرضة في مستوصف الدسمة عام 1959 وحصلت على الثانوية العامة عام 1968 ثم دبلوم معهد التمريض وهي أحد أعضاء مؤسسي جمعية الفنانين الكويتية.

تزوجت عام 1966 من الفنان مكي القلاف ولديها منه خمسة أبناء هم عبدالقادر ومنال ومها وعبدالعزيز وعبدالوهاب.

موهبة

ظهرت موهبتها الفنية في وقت مبكر حيث مثلت في منتصف الخمسينيات وهي طالبة بالمدرسة في مسرحية «الطاعة» وكان أول عمل فني لها كممثلة محترفة في مسرحية «صقر قريش» في الموسم المسرحي 1961/1960 وهي من تأليف محمود تيمور وإخراج زكي طليمات وفى عام 1964 حصلت على دورة مسارح بالقاهرة.

انضمت لفرقة مسرح الخليج العربي في 28 نوفمبر 1967 وهي تعد أحد مؤسسي الفرقة وقدمت معها أعمالاً عدة مثل «بخور أم جاسم» و«رجال وبنات» و«1-2-3-4 بم» و«للصبر حدود» و«عزل السوق» وغيرها من الأعمال.

وتعد مريم الغضبان أيضاً من مؤسسي فرقة المسرح الشعبي وشاركت في تمثيل العديد من مسرحياته ومنها «سكانة مرته» و«الجنون فنون» و«غلط يا ناس» و«يمهل ولا يهمل» ومسرحية «ضعنا بالطوشة».

كما قدمت مع فرقة المسرح العربي عدداً من الأعمال منها «أبو درامة» و«المنقذة» و«امبراطور يبحث عن وظيفة» و«صقر قريش» و«مضحك الخليفة» و«استارثوني وأنا حي».

وقدمت مع المسرح الكويتي «صاحي وأربعين نايمين» و«أبوسند في باريس» كما شاركت في مسرحية «على جناح التبريزي وتابعه قفه» التي مثلت الحركة المسرحية الكويتية في مهرجان أيام دمشق المسرحية عام 1975 وقامت بجولة بعد ذلك في عام 1976 في تونس والمغرب والقاهرة.

عطاء

واستمر عطاؤها بعد تحرير الكويت حيث شاركت في ثلاث مسرحيات من اخراج الفنان عبدالعزيز المسلم وهي «عاصفة الصحراء» و«عبيد في التجنيد» و«خمسة وخميسة» كما شاركت في عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية والاذاعية.

ونالت «حبابة» ما تستحقه من تكريم فحصلت على عدد كبير من الجوائز وشهادات التقدير منها وسام وزارة الإعلام بمناسبة مشاركتها في أعمال شهر رمضان ويوم الفنان من المسرح العربي بمناسبة مرور عشر سنوات على برنامج «حبابة» الإذاعي.

كما تم تكريمها في مهرجان المسرح الخليجي الخامس عام 1997 مع الفنانة مريم الصالح والفنان عبدالعزيز النمش وحازت درع تكريم رواد الفن في مهرجان الانتاج التلفزيوني الخليجي السادس بالبحرين عام 1999.

وفي عام 1995 بدأت مأساة مريم الغضبان مع المرض حيث شعرت بألم شديد في عينيها تطور إلى فقدان مؤقت للبصر في آخر ليلة من أيام عيد الأضحى.

وبعد مشوار من العلاج والفحوصات في الكويت تقرر سفرها لتلقي العلاج في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية وهناك أجريت لها سلسلة من العمليات الجراحية في العينين اليمنى واليسرى وأخذت حالتها الصحية في التأرجح بين التحسن النسبي والانتكاسات المفاجئة والتطورات التي انتهت بفقدان بصرها بشكل نهائي.

ولم تتوقف المأساة عند هذا الحد ولكن صحتها ساءت فتنازعتها الأمراض النفسية والجسدية التي أقعدتها في نهاية المطاف حبيسة سرير المرض والوحدة والأوجاع.

وفي ظل الاستقرار النسبي لحالتها الصحية عادت «حبابة» لمستمعيها وعشاق صوتها الدافئ الذي لم ينقطع لأكثر من 35 عاماً لتقص على أطفالها وأحفادها حكايات «حبابة» ولكن في هذه المرة ليست من الاستديو بل من بيتها حيث انتقل المخرج منصور المنصور برفقة الفريق الفني إلى بيت أم عبدالقادر وهناك سجلت حلقات «حبابة».

وفي يوم 3 يونيو 2004 توقف صوت «حبابة» ولكن أعمالها التي من خلالها عرفها الجمهور الكويتي والخليجي والعربي ستبقيها في دنيا الخلود.

وإن كانت مسيرة مريم الغضبان الفنية والمنتجة لعشرات الأعمال المسرحية والتلفزيونية والإذاعية الراسخة في ذاكرة الفن تبدو عادية وانسيابية غير أن البداية كانت تعد تحدياً للمجتمع حينما شكلت مع زميلاتها الرائدات حدثاً في تاريخ الحركة الفنية أشبه باقتحام الحصون المنيعة الأمر الذي منح الحركة الفنية القدرة على الالتئام والتكامل والمضي بشكل صحيح.

back to top