لمن فساتيني... لمن شال الحرير؟ *
![خولة مطر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/982_1671286347.jpg)
جاءت الفتاوى والتفسيرات والتأويلات وأحاديث تجار الدين والدنيا، ولن ننسى حملة الأختام و»الترزية» مفصلي الدين والقانون والتشريعات على أهواء أولي الأمر!! ولم تكن المرأة سوى أول الضحايا. إذا ما استمعت لأم كلثوم فذلك يعني أنها تحب، والحب في عرفهم عيب كبير ينال الشرف والعرض، وإذا طالبت بأن تبقى في المدرسة بعد الصف السادس أو الثاني الإعدادي (حسب تلك المرحلة) فهذا مخالف لدور المرأة، كما نص عليه الدين حسب تفسيراتهم هم أيضا. وإذا قالت إنها تحلم بكذا وكذا فيكون الرد منهم، وفي كثير من المرات من النساء الأكبر سنا، لا يحق للنساء الحلم، بل عليهن أن يحققن أحلام الآخرين!! تاجروا بمعنى شرف العائلة حتى سمحت القوانين الدينية والوضعية بقطع رأس الأخت من أخيها بادعاء أنها مست شرف العائلة أو القبيلة!! بعضهم حمل رأس أخته في تلك البلدات المكتظة بالمساجد ورجال الدين حملة النصوص الجاهزة، ووضعوا الرؤوس فوق مكاتب حراس القانون وحامي الدولة والدين في مراكز الشرطة، تلك المسؤولة عن راحة المواطن والحفاظ على حقوقه رجلا كان أم امرأة، فالتقى الدين في حضن القانون واجتمعا على دفنها لأن فيه دفناً للعار!!قال لها البعض أنتِ مسؤولة عن الحفاظ على بقاء الأسرة وتماسكها، عليكِ التضحية دوما أو أن تعيشي بذاك الإحساس المقيت بالذنب لأنك مقصرة، في حين يمضي الرجال أوقاتهم غير عارفين ماذا يفعلون بكل ذاك الزمن الطويل الذي هو يومك القصير المتداعي والمكتظ بالواجبات والأحاسيس المكتومة والمشاعر الممنوعة. مياه كثيرة عبرت من تحت جسورهن، وهن جالسات هناك يعشن بين الواقع وكثير من الخيال، ثم عاد أولئك نفسهم الذين حرّموا وحللوا ليفتحوا فجأة النوافذ على كل الرياح القادمة، ورددوا عليهن أن الشوارع كلها لكنّ والأماكن لم تعد محصورة خلف ستائر سوداء للنساء في حين يتجول الرجال حتى يحلقوا إلى المدن البعيدة برمشة عين!!عاد أولئك نفسهم ليحللوا ما حرّموه، فقالت لهم هي لا غيرها: وماذا عن فساتيني القديمة؟ ورددت: «لمن كان صباي؟»، وكيف تعود أسطوانات عبدالحليم التي كسرها أخي بعد فتاواكم؟ ولحن لم أسمعه وأغنية خفت أن أرددها؟ وأم كلثوم التي قيل لي إذا سمعتها تصرخ «أعطني حريتي» فقد كفرتِ ووقعتِ في الحب... حين كان الحب جريمة؟!* ينشر بالتزامن مع «الشروق» المصرية