ترامب يحرّض لندن على أوروبا: لا تدفعوا فاتورة بريكست

يبدأ اليوم زيارة لبريطانيا تكلّف 31 مليون دولار في 3 أيام... وكوربين ينتقد تبنّيه جونسون

نشر في 03-06-2019
آخر تحديث 03-06-2019 | 00:04
عناصر من حرس الملكة يفقدون الوعي أمس الأول خلال تدريبات في لندن على استعراض خاص بعيد ميلاد الملكة إليزابيث بعد أيام (رويترز)
عناصر من حرس الملكة يفقدون الوعي أمس الأول خلال تدريبات في لندن على استعراض خاص بعيد ميلاد الملكة إليزابيث بعد أيام (رويترز)
حضّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق، وعلى رفض دفع 50 مليار دولار اتُّفق عليها كـ «فاتورة الطلاق» بين الطرفين.
عشية زيارته للمملكة المتحدة التي تستغرق 3 أيام وتبدأ اليوم، وبعد يومين من تأكيده أنّ وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون سيكون رئيسًا "ممتازًا" لحكومة بريطانيا خلفًا لتيريزا ماي التي ستستقيل رسميًا من منصبها في السابع من يونيو الجاري، على خلفية فشلها في تمرير اتفاق "بريكست" بالبرلمان، حضّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية نشرت أمس، المملكة المتحدة على الخروج من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق، وعلى رفض دفع 39 مليار جنيه (50 مليار دولار) متفق عليها كفاتورة الطلاق بين الطرفين.

وحضّ ترامب الحكومة البريطانية على اتباع نهجه التفاوضي في مسألة "بريكست". وقال: "إذا كانوا لا يحصلون على ما يريدون، كنت لأنسحب. إذا لم تحصلوا على الاتفاق الذي تريدونه، إذا لم تحصلوا على اتفاق عادل، إذا انسحبوا".

وبخصوص فاتورة الطلاق بين لندن و"بريكست"، صرح ترامب للصحيفة "لو كنت في مكانهم، ما كنت لأدفع 50 مليار دولار. هذا بالنسبة لي. لم أكن لأدفع، هذا مبلغ هائل".

فاراج

وقال ترامب، الذي يعتز بتأثيره الهدّام على السياسة في بلاده وخارجها، إنّ السياسي الشعبوي المناهض للاتحاد الأوروبي، زعيم حزب "بريكست" الجديد، نايغل فاراج، يجب أن يشارك في مفاوضات بلاده للخروج من التكتل الأوروبي.

ورأى الرئيس الأميركي أن فاراج "شخص ذكي للغاية"، ويمكنه "تقديم الكثير"، لكّنه أقرّ بأنّ السلطات البريطانية "لن تستعين به". وتابع: "أحب نايغل كثيرا، فهو لديه الكثير ليقدمه، إنه شخص ذكي للغاية".

ونقلت وكالة أنباء "بلومبرغ"، أمس، عن مصدر مطلع لم تكشف النقاب عنه أن الرئيس الأميركي يرغب في عقد لقاء مع فاراج، وأن بعضا من مسؤولي ترامب يعملون على ترتيب الاجتماع، مرجحا إمكان عقد ذلك اللقاء غدا.

وكان فاراج قال لصحيفة "دايلي إكسبريس" البريطانية إن مكتب رئيسة الوزراء منعه من عقد لقاء مع ترامب.

وتأمل بريطانيا أن تعزز زيارة ترامب طموحها في التوصل إلى اتفاق تجارة حرة مع الولايات المتحدة إذا تضمّن الخروج من الاتحاد الأوروبي قدرة لندن على عقد اتفاقات تجارة حرة منفردة.

وفور الإعلان عن زيارة ترامب للندن، سارع الناشطون المعادون لسياسة الرئيس الأميركي إلى الدعوة لتظاهرات مناهضة له في العاصمة البريطانيّة.

خان

وقال رئيس بلدية لندن صديق خان في مقال في صحيفة "أوبزرفر"، أمس، إنّ الرئيس الأميركي هو "أحد النماذج الفاضحة" لتهديد عالمي متزايد من اليمين المتطرف.

وذكر خان أن "سلوك ترامب المثير للانقسام يتعارض مع المبادئ التي أسست الولايات المتحدة عليها المساواة والحرية والحرية الدينية".

وتابع أن ترامب والسياسيين من أمثال فاراج ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان "يستخدمون التشبيهات نفسها المثيرة للانقسام للفاشيين في القرن العشرين لحشد الدعم، لكنهم الآن يستخدمون أساليب شريرة جديدة لإيصال رسالتهم".

كوربين

من ناحيته، قال زعيم حزب "العمال" المعارض في بريطانيا جيريمي كوربين، إن تعليقات الرئيس الأميركي التي أيّد فيها بوريس جونسون، الأوفر حظا لتولي زعامة حزب المحافظين ومن ثم رئاسة الحكومة، "تدخّل غير مقبول" في الشؤون البريطانية.

وأوضح أن نوابا آخرين يتنافسون على قيادة حزب المحافظين سعوا أيضا لكسب دعم ترامب باستثناء وزير البيئة مايكل جوف الذي انتقد موقف الرئيس الأميركي من إيران.

وقال كوربين، الذي رفض دعوة لحضور مأدبة رسمية مع ترامب خلال الزيارة "إن محاولة الرئيس ترامب لتحديد من سيكون رئيس وزراء بريطانيا القادم تدخل غير مقبول بالمرة في ديمقراطية بلادنا".

وأضاف في بيان "رئيس الوزراء القادم لن يختاره الرئيس الأميركي ولا 100 ألف عضو بحزب المحافظين، بل سيختاره الشعب البريطاني في انتخابات عامة".

الى ذلك، أعلن وزير الجامعات البريطاني السابق سام جيماه أمس، انضمامه إلى السباق على زعامة حزب المحافظين، قائلا إنه المرشح الوحيد الذي يؤيد إجراء استفتاء على أي اتفاق بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي من بين 13 شخصا أعلنوا ترشّحهم للمنصب حتى الآن.

تكلفة الزيارة

ومن المنتظر أن تبلغ تكلفة زيارة ترامب إلى لندن أكثر من 31 مليون دولار، وهذا يعني أن كل يوم من أيام زيارة ترامب الثلاثة إلى العاصمة البريطانية ستكلف خزينة الدولة 10 ملايين دولار.

ومن المقرر أن تشمل عملية حماية ترامب نحو 10 آلاف شرطي، إضافة إلى 120 وحدة دعم، يتألف كل منها من 125 شرطياً مدرباً على مكافحة الشغب، وسيتم إسنادهم بطائرات مروحية لتوفير الدعم من الجو، حسب ما ذكرت صحيفة "مترو" البريطانية.

back to top