شوارع ليفربول تتحول إلى كرنفال أحمر احتفالاً بالأبطال
اصطف ما يقرب من نصف مليون شخص في شوارع مدينة ليفربول الإنكليزية، للاحتفال بفوز فريقها بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة السادسة في تاريخه.
تحت سماء ملبدة بالغيوم لا تعكس بتاتا أجواء الفرحة العارمة لأبناء المدينة، تحولت ليفربول أمس الأول الى كرنفال أحمر احتفالا بفريقها العائد من مدريد وبين أيدي لاعبيه كأس دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، التي توجوا بها على حساب منافسهم المحلي توتنهام، بالفوز عليه 2-صفر السبت في المباراة النهائية.واحتشد عشرات الآلاف في الشوارع، من أجل إلقاء نظرة على الكأس الغالية التي أحرزها نادي ليفربول للمرة الأولى منذ 2005، رافعا رصيده الإجمالي في أهم مسابقة للأندية على الإطلاق الى 6 ألقاب.وحول ما شاهده الأحد في شوارع المدينة، قال المدرب الألماني لليفربول يورغن كلوب: "بإمكانك أن ترى من خلال أعينهم، ما يعني لهم هذا الأمر. شيء لا يصدق..."، مضيفا لتلفزيون النادي: "إنه شيء جنوني، لا يمكنني حقا أن أصفه لأني بكيت بعض الشيء أيضا، ما يفعله الناس شعور لا يوصف".
وبالنسبة لتينا تايلور (51 عاما)، التي ارتدت قميص ليفربول الأحمر ووشاحا جنبا الى جنب مع زوجها وابنها، بينت أن ما تحقق "كان رائعا بالنسبة للمدينة، لقد جعل الجميع متعاضدين".وبعد دقائق معدودة، مرت الحافلة المكشوفة المزينة بـ"أبطال أوروبا" مع الكأس الفضية الشهيرة التي تم رفعها عاليا على أيدي لاعبي ليفربول المغتبطين، وسط الدخان الأحمر وقصاصات الورق الملون والهتافات الحماسية.وعاد كلوب ولاعبوه، مثل النجم المصري محمد صلاح، مسجل الهدف الأول من ركلة جزاء مبكرة السبت، على واندا متروبوليتانو في مدريد، الى المدينة الإنكليزية الشمالية، حيث بدأوا جولتهم الشرفية على متن الحافلة المكشوفة قرابة الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش.وأحرز الفريق اللقب الغالي بهدفي صلاح من ركلة جزاء مبكرة، والبديل البلجيكي ديفوك أوريجي في الدقائق الأخيرة. وحقق ليفربول أول ألقابه في مختلف المسابقات منذ 7 أعوام (كأس الرابطة الإنكليزية 2012)، ونال لقبا أول في عهد كلوب الذي يشرف عليه منذ 2015، علما أن الأخير تمكن على المستوى الشخصي من تحقيق فوز أول له في آخر 7 مباريات نهائية مع فريقيه الحالي والسابق بوروسيا دورتموند الألماني.وانتشر عشرات الآلاف من المشجعين في مختلف مساحات المدينة الواقعة في شمال غرب إنكلترا، علما أنهم بدأوا من ظهر اليوم بالعودة الى الشوارع التي شهدت احتفالاتهم الصاخبة ليلا، تحضيرا لجولة الشرف.
كلوب: كنا نذرف الدموع
وكانت صافرة النهاية ليل السبت أشعلت حماس جماهير ليفربول في مدريد وشمال إنكلترا.وقال كلوب: "كنا عمليا جميعنا نذرف الدمع على أرض الملعب، لأن الأمر كان عاطفيا جدا، كان كبيرا جدا، كان يعني الكثير بالنسبة إلينا".بالنسبة الى ليفربول، كان مذاق الثأر لذيذا بعد الخسارة الموسم الماضي في نهائي المسابقة القارية أمام ريال مدريد الإسباني 1-3 في مدينة كييف.وكشف صلاح، الذي سجل ثاني أسرع هدف في تاريخ المباريات النهائية للمسابقة القارية بافتتاحه التسجيل من ركلة جزاء بعد دقيقة و48 ثانية، انه استمد حافزه من خيبة أمل نهائي العام الماضي، عندما اضطر إلى مغادرة الملعب باكيا بعد إصابة في كتفه تسبب فيها المدافع سيرخيو راموس.وأضاف: "قبل المباراة، نظرت الى صورة العام الماضي (المباراة النهائية) وشعرنا بخيبة أمل كبيرة لخسارتنا النهائي"، متابعا: "لقد خاب أملي كثيرا بعد الاصابة، خرجت بعد قرابة 30 دقيقة (من صافرة البداية) وخسرنا المباراة. هذا الأمر حفزني للفوز اليوم. عندما تعرف ماذا يعني شعور الخسارة، تقول لنفسك لنذهب ونفوز بذلك (الكأس)".وجاء التتويج القاري لليفربول بعد نحو 3 أسابيع من فشله في تحقيق لقب أول في بطولة إنكلترا منذ 1990، إذ لم تكفه النقاط الـ97 التي جمعها للتغلب على مانشستر سيتي الذي تفوق في المرحلة الأخيرة بفارق نقطة واحدة فقط واحتفظ باللقب.وكشف كلوب أنه تلقى في غمرة احتفالات الأمس اتصال تهنئة من مدرب سيتي الإسباني جوسيب غوارديولا، وأردف: "وعدنا بعضنا البعض بأننا سنتنافس معا مجددا الموسم المقبل. سنعمل على (الفوز) بكل شيء، وسنرى ما إذا في إمكاننا الحصول على شيء ما".التتويج باللقب السادس في المسابقة القارية الأهم (بعد 1977 و1978 و1981 و1984 و2005)، فتح شهية لاعبي ليفربول على العودة مجددا في الموسم المقبل ومحاولة انتزاع اللقب المحلي الذي طال انتظاره.