أكد مصدر رفيع في جهاز الأمن الداخلي الإيراني أن الشرطة الإيرانية طلبت من الحرس الثوري مساعدتها ونشر أجهزة تشويش وصواريخ مضادة للطائرات المسيرة (درون) حول جميع الأماكن التي سيتم التجمع فيها خلال الأيام القليلة المقبلة في إيران، تحسباً من عمليات.وحسب المصدر، فإن الأجهزة الأمنية اعتقلت عددا من الإرهابيين في منطقة سنندج بمحافظة كردستان قرب الأراضي العراقية خلال مراسم يوم القدس يوم الجمعة الماضي، واعترف أحد هؤلاء بأنهم استطاعوا إدخال عدد من الطائرات المسيّرة الصغيرة المحملة بالمتفجرات، ويخططون لتفجيرها في مراسم ذكرى وفاة الإمام الخميني التي تصادف اليوم، أو في مراسم صلاة عيد الفطر المبارك.
وقال المصدر إن الشرطة والأجهزة الأمنية الإيرانية بدأت عمليات بحث مكثفة خلال الأيام الأخيرة في جميع أنحاء البلاد، واستطاعت أن تجد عدداً من هذه الطائرات والمنفذين الذين كانوا يخططون لاستعمالها، لكن هناك عددا آخر من المنفذين ما زالوا طليقين، ولديهم عدد من الطائرات المفخخة.وأضاف أنه على هذا الأساس تم الطلب من الحرس الثوري نشر صواريخ مضادة للطائرات المسيرة وأجهزة تشويش الكترونية في جميع الأماكن التي من المقرر ان يتم التجمع فيها، خاصة مرقد الخميني في جنوب مدينة طهران، حيث إن أكبر مراسم ستقام هناك، وقام تنظيم داعش بعملية إرهابية فيها منذ عامين تقريبا.وقال المصدر إن الأجهزة الأمنية فضّلت عدم نشر هذا الخبر، بسبب أنه من الممكن أن يسبب ريبة للأشخاص الذين يريدون المشاركة في هذه المراسم، وبما أن أحد اهداف الإرهابيين ممكن ان يكون فقط تعكير أجواء مراسم ذكرى وفاة الإمام الخميني أو مراسم صلاة عيد الفطر المبارك.وكان تنظيم "داعش" قد تمكن قبل عامين من مهاجمة مرقد الخميني والبرلمان الإيراني، وأوقع عشرات القتلى والجرحى، في أعنف هجوم تبناه التنظيم في إيران. وستحظر السلطات الإيرانية الطيران الداخلي والخارجي مدة 5 ساعات لحين انتهاء مراسم الاحتفال بذكرى وفاة الخميني.
وفد حوثي
الى ذلك، عقدت ما تسمى "اللجنة الشعبية لحماية اليمن" التي أنشأتها ايران أمس اجتماعا في طهران بحضور وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وأمين لجنة تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، وممثلين من حركة "أنصار الله". وأكد ظريف في الاجتماع أن "الدفاع عن اليمن بات واجبا على الجميع، إذ إن اليمنيين يدافعون عن الكرامة والقيم الإنسانية"، منتقدا قمم مكة.روحاني
الى ذلك، استبعد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، أي مفاوضات مع الولايات المتحدة قبل أن تعود إلى الظروف "الطبيعية"، بعدما أبدى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو استعداد بلاده للتفاوض مع طهران من دون شروط مسبقة.وقال روحاني في خطاب متلفز إن "الطرف الذي عبث بطاولة المفاوضات وانتهك الاتفاق، عليه أن يعود إلى الظروف الطبيعية، وما لم يعد، لا سبيل أمامنا سوى الصمود والمقاومة".وأضاف: "إذا أدرك العدو فعليا أن السبيل الذي انتهجه خاطئ، فسيكون ذلك هو يوم الجلوس الى طاولة المفاوضات وحل أي مسألة".ومن سويسرا البلد الذي يمثّل المصالح الأميركية في ايران، قال وزير الخارجية الأميركي، أمس الأول، إن بلاده "مستعدة بالتأكيد لإجراء مباحثات عندما يثبت الإيرانيون أنهم يتصرفون كأمة عادية".إلا أن وزير الخارجية الأميركي لم يعط أي إشارة على أن رفع العقوبات سيكون مطروحا خلال أي مفاوضات محتملة.ومع ذلك، فإنها المرة الأولى التي تعلن فيها ادارة الرئيس دونالد ترامب التي تكثف ضغطها الدبلوماسي والعسكري على ايران، بهذا الوضوح، استعدادها لبدء حوار بلا شروط مسبقة. وقال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان، حسين حسيني، إن الهدف من عرض الولايات المتحدة المفاوضات من دون شروط هو خلق حرب نفسية داخل إيران.وأضاف أن الولايات ليست جادة لا في حديثها عن الحرب ولا في حديثها عن المفاوضات، مشيرا إلى أن الأميركيين ينتهجون سياسة "العصا والجزرة"، حيث يدقون حينا طبول الحرب، ويقرعون طبول المفاوضات حينا آخر.القدرات الدفاعية
من ناحيته، أشار رئيس الجامعة العليا للدفاع الوطني الإيراني العميد أحمد وحيدي إلى أن التفاوض حول القدرة الدفاعية بمنزلة وضع الأراضي الإيرانية تحت مرمى الأهداف العسكرية للعدو.وأضاف: "من الواضح أنه لا يوجد أي تفكير سليم يقبل هذا الأمر، ولا يوجد أي بلد مستعد للتفاوض حول قدراته الدفاعية، وإيران ليست مستثناة من هذه القاعدة". وبات المسؤولون الإيرانيون يتحدثون بشكل متزايد عن رفض التفاوض حول القدرات الدفاعية حصرا، وليس رفض التفاوض بشكل كامل.الجيش والحرس
في غضون ذلك، أكد الجيش الإيراني، أمس، أنه سيرد بشكل ساحق على أي تهديد يتعرض له نظام الجمهورية الإسلامية من الولايات المتحدة و"أذنابها في المنطقة".وقال الجيش، في بيان بمناسبة ذكرى وفاة الخميني: "في ظل لجوء الأعداء إلى استخدام الحد الأقصى من الضغوط، فإننا مستعدون للدفاع عن إيران في مواجهة أي عدوان".بدوره، أكد الحرس الثوري أنه رغم المؤامرات التي تحاك ضد إيران بشكل مستمر، فإنها "عازمة على اجتياز العقوبات الظالمة". وأضاف في بيان أن "خطاب الثورة بات ينتشر في كل العالم، والقوة الإسلامية بدأت تشكّل قطبا في هندسة القوى العالمية".قطر
الى ذلك، قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن مقترح ايران حول "معاهدة عدم الاعتداء" يستحق التجاوب. ولفت وزير خارجية قطر في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" الى أنه "لا يوجد تصور عربي مشترك تجاه إيران"، مضيفا أن "مبادرة عدم الاعتداء التي أعلنها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تستحق النظر والدراسة والتجاوب". وأكد آل ثاني أنه "لم تتم مناقشة هذه المبادرة خلال قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة".