المخاوف بشأن الحروب التجارية تضغط على النفط
انخفضت أسعار النفط بنحو 1 في المئة أمس، لتواصل خسائرها البالغة ما يزيد على 3 في المئة منذ يوم الجمعة، حين انخفضت أسعار الخام لتتكبد أكبر خسارة شهرية في 6 أشهر، في ظل ركود الطلب، وفي الوقت الذي تغذي الحروب التجارية المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي.وبحلول الساعة 06:59 بتوقيت غرينتش، بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت لشهر أقرب استحقاق 61.28 دولارا للبرميل، بانخفاض 71 سنتا أو 1.1 في المئة، مقارنة بسعر إغلاق الجمعة.وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 53.09 دولارا للبرميل، منخفضة 41 سنتا أو 0.8 في المئة، مقارنة بسعر التسوية السابقة.
وتأتي الانخفاضات بعد تراجع السعر ما يزيد على 3 في المئة يوم الجمعة، ليصبح مايو أسوأ شهر للعقود الآجلة للخام منذ نوفمبر الماضي.وقال محلل الاستثمار لدى "ريفكين" للأوراق المالية ميثون فرناندو، في مذكرة، "أسعار النفط تنخفض بفعل توترات تجارية جديدة بعد أن أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب توترات التجارة العالمية عبر التهديد بفرض رسوم جمركية على المكسيك، إحدى أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة ومورد كبير للنفط الخام".وفي تحرك تقليدي للأسواق المالية خلال أوقات الضبابية، ارتفع الذهب اليوم لأعلى مستوياته في أكثر من شهرين، في الوقت الذي باع المستثمرون الأصول العالية المخاطر مثل النفط ووضعوا أموالهم في الأصول التي تعتبر ملاذا آمنا مثل المعدن النفيس.وقال بنك باركليز، في مذكرة نشرت الجمعة، إن استهلاك الولايات المتحدة من النفط في مارس "انخفض على نحو كبير على أساس سنوي للمرة الأولى منذ سبتمبر 2017، إذ هبط الطلب على البترول نحو 370 ألف برميل يوميا على أساس سنوي".وذكر وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أن هناك إجماعا ناشئا بين مجموعة أوبك+ على مواصلة عملها صوب تحقيق استقرار السوق في النصف الثاني من العام، وفقا لما نقلته صحيفة عرب نيوز المملوكة للسعودية عنه أمس. وقال مصدر بقطاع النفط السعودي إن المملكة ضخت 9.65 ملايين برميل يوميا من النفط، لتخفض الإنتاج بأكثر من المستهدف، بموجب اتفاق عالمي لتقليص إمدادات النفط.ومستوى الإنتاج المستهدف لأكبر مصدر في العالم للنفط بموجب اتفاق تقوده "أوبك" لخفض الإمدادات يبلغ 10.3 ملايين برميل يوميا.وتظهر بيانات «أوبك» أن المستوى المستهدف لإنتاج السعودية، أكبر مصدر في العالم للخام، بموجب اتفاق إمدادات أوبك+ 10.3 ملايين برميل يوميا. وفي أبريل، أنتجت البلاد 9.742 ملايين برميل يوميا، ويحل أجل اتفاق خفض الإنتاج في نهاية يونيو.ونقلت «عرب نيوز» عن الفالح: «سنفعل ما هو ضروري للحفاظ على استقرار السوق بعد يونيو. بالنسبة لي يعني هذا خفض المخزونات من مستوياتها الحالية المرتفعة».وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية الخميس انخفاض مخزونات النفط الأميركية بأقل من المتوقع الأسبوع الماضي. والمخزونات قرب أعلى مستوياتها منذ يوليو 2017، ومرتفعة نحو في المئة عن متوسط 5 سنوات.ومن العوامل، التي تغذي معنويات هبوط السوق، انخراط الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم، في حرب تجارية أثارت مخاوف بشأن تباطؤ اقتصادي عالمي، وهو ما ضغط بدوره على الطلب على النفط.لكن في الوقت نفسه، تقلص العقوبات الأميركية على فنزويلا وإيران، وهما عضوان في أوبك، صادراتهما النفطية.وقال الفالح: «تصاعد النزاع التجاري والقيود المحتملة سيكون لهما بالتأكيد أثر سلبي على الاقتصاد العالمي ونمو الطلب على النفط، لكن اتجاه المفاوضات (بين الولايات المتحدة والصين) من الصعب التنبؤ به».وأردف: «تلك المستويات من (التقلب) غير مبررة كليا في ضوء العوامل الأساسية الحالية للسوق، التي تظل جيدة، والمستويات المرتفعة من التزام منتجي أوبك+».