أكد مدير الإدارة الهندسية بالإدارة العامة للطيران المدني رئيس لجنة تشغيل مبنى الركاب المساند T4 م. صالح الفداغي أن تجربة إسناد تشغيل المبنى لمشغل عالمي كانت مثمرة جداً، ويكفي القول إن المواقع الاستثمارية التي تم افتتاح جزء منها، ويتبقى 4 مزايدات سيتم طرحها تباعاً، حققت إيرادات تبلغ نحو 45 مليون دينار ومن المتوقع الوصول إلى تغطية تكلفة بناء المبنى.

وقال الفداغي، في جولة خاصة مع «الجريدة» بمطار الكويت الدولي للوقوف على استعدادات موسم الصيف والسفر السنوي، إن العقد الموقع مع المشغل الكوري عبر شركة مطار انشيون الدولي كان يتضمن شرطاً هو تدريب الشباب الكويتيين ونقل الخبرات إليهم في إدارة المطارات يشمل المعينين بالطيران المدني والمعينين بشركة إنشيون، كما يتضمن العقد تعيين 10 في المئة من إجمالي موظفي الشركة من الكويتيين داخل المبنى لتشغيل المطار.

Ad

وبيّن أنه تم الانتهاء، منذ أسبوع، من الدورة الأولى لتدريب موظفي الطيران المدني وموظفي شركة انشيون مشغل مبنى T4، والتي عقدت في كوريا، وهي دورة إدارة المطارات وتتعلق بالصيانة والتسهيلات، لافتا إلى أن المتدربين حصلوا على شهادات رسمية باجتياز تلك الدورة، وسيتم استكمال خطة التدريب والدورات تباعاً بعدة مواضيع مختلفة متعلقة بإدارة المطارات.

وذكر أن المبنى يعمل الآن بكل طاقته، متوقعاً أن يبدأ تسيير الرحلات المباشرة منه إلى نيويورك منتصف الشهر الجاري وذلك بعد ترتيبات معينة مع الخطوط الجوية الكويتية ووزارة الداخلية... وفيما يلي التفاصيل:

• جنيتم في الفترة الأخيرة ثمار سنوات من العمل على تطوير المرفق الحكومي الأهم في الدولة «مطار الكويت الدولي»... فكيف تمكنتم من معالجة أزمة الزحام التي كان الجميع يعاني بسببها؟

منذ تبنت الكويت سياسة الأجواء المفتوحة، بدأت حركة السفر تزداد سنوياً في المطار، من 3 إلى 10 في المئة سنويا، ولمسنا في الإدارة العامة للطيران المدني الأثر السلبي لتلك الزيادة على جودة الخدمات المقدمة في مبنى الركاب T1، الذي كان مصمماً لاستيعاب 4.5 ملايين راكب سنوياً، وبعد التعديلات التي أُدخلت عليه أصبح يستوعب7 ملايين، لكن الرقم الفعلي الذي كان يستقبله المبنى وصل إلى 13 مليوناً راكب سنويا، بما يعني ضعف طاقته الاستيعابية، وبدأت تلك الزيادة تؤثر سلباً على جودة الخدمات المقدمة في المبنى، وامتد ذلك التأثير حتى وصل إلى مواقف السيارات والشوارع المحيطة بالمطار، وكاونترات الخدمة، إلى جانب التأثير على مواعيد الرحلات.

ولعلاج هذه المشكلة ارتأت «ادارة الطيران المدني» أن تدشن مشروع مبنى T2، وبسبب تأخر طرح هذا المشروع، عملت الإدارة على إنشاء مبنى مساند يُساهم في تخفيف الزحام عن المبنى الرئيسي، ويساعد في استيعاب التزايد في الحركة إلى حين الانتهاء من مبنى T2، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مبنى الركاب المساند T4 الذي أُنجز في وقت قياسي ثم افتتح في وقت قياسي أيضا، وكان ذلك يمثل تحدياً كبيراً بالنسبة إلى «الطيران المدني»، وبالفعل بدأنا أول رحلة تشغيل في أغسطس الماضي، وتم تشغيل المبنى بكامل طاقته الاستيعابية في يناير 2019، وهو ما يمثل وقتاً قياسياً لمثل هذه النوعية من المشاريع، وحالياً يعمل مبنى T4 بكل طاقته، ما عدا رحلات الإقلاع إلى نيويورك، إذ تصل الرحلات القادمة من أميركا إلى المبنى، أما الإقلاع فيتم من خلال مبنى T1، حتى الآن.

الأعداد السنوية بمباني المطار

• T1 كان يستقبل 13 مليون راكب.

• T4 مصمم لاستقبال 4.5 ملايين راكب ونتوقع وصول العدد إلى 6 ملايين.

• الزيادة السنوية من 5 إلى 7 في المئة.

تجاوز الزحام

• هل نستطيع القول إن «الطيران المدني» قضت على زحام المسافرين؟

نعم، فحسب الدراسات الموضوعة فإن الخطوط الكويتية خففت نحو 45 في المئة من الحركة في مبنى T1 بانتقالها إلى مبنى الركاب T4، وخففت «طيران الجزيرة» من 13 إلى 15 في المئة من الحركة بانتقالها للمبنى الخاص بها، ليكون نسبة تخفيف الزحام نحو أكثر من نصف الحركة التي كانت في المبنى الرئيسي، ومن هنا سيلاحظ المسافرون اريحية كبيرة في T1.

وأصبح الإقبال اليوم كبيرا على مبنى T4 بعد تحسين «الكويتية» لأسطول طيرانها وتوفير خدمات كبيرة للمسافرين والالتزام الكبير بدقة مواعيد الرحلات، ويمكن القول إننا نسير باتجاه تحقيق الشعار الذي رفعته ادارة الطيران المدني وهو صيف بلا زحمة.

وأحب أن أنوه إلى ان مطار الكويت الدولي توجد فيه عدة منظومات كهروميكانيكية تعمل لتوفير جميع الخدمات لمطار الكويت الدولي ومبانيه كالكهرباء والماء والتكييف والاجهزة الامنية و»سيور» نقل الأمتعة وجسور نقل الركاب ومنظومات إرشاد وهبوط الطائرات وغيرها، وهذه منظومات تحتوي على أجهزة ومعدات تعمل 24 ساعة 7 أيام في الاسبوع بشكل متواصل، ولا نستبعد حدوث اي خلل أو عطل مفاجئ في إحداها، وممكن أن تسبب بعض التأثير على حركة الطيران والمسافرين، لكننا أعددنا خططاً للتعامل مع مثل هذه الأمور وموسم الصيف عموما، ومنها خطة الإدارة الهندسية الخاصة بالصيانة الوقائية على جميع الأجهزة والمعدات والمنظومات لضمان استمرار عملها ولتفادي الأعطال المفاجئة قدر الإمكان، وهناك فريق فني موجود طوال الأسبوع على مدار 24 ساعة في جميع مباني المطار للتعامل مع مثل هذه الأعطال.

الرحلات إلى نيويورك

• متى سيتم تشغيل رحلات الإقلاع إلى نيويورك من مبنى T4؟

منتصف الشهر الجاري، إذ انتهينا حالياً من الأعمال الإنشائية، ووضع آلية العمل التي تم فحصها من جانب إدارة أمن النقل الأميركية والبريطانية، وننتظر فقط بعد الترتيبات مع الخطوط الجوية الكويتية، ووزارة الداخلية.

• حدثنا عن التحسينات والتجهيزات الأمنية الخاصة بالمبنى؟

جميعنا يعلم أنه قبل 3 سنوات تقريبا تم إيقاف الرحلات المباشرة من الكويت إلى نيويورك، بسبب بعض الملاحظات الأمنية التي سجلتها إدارة أمن النقل الأميركية TSA، ومنذ ذلك الحين شكلت «الطيران المدني» فريقاً بالتنسيق مع وزارة الداخلية، وإدارة الجمارك، والخطوط الجوية الكويتية، وجميع الجهات المعنية لإنجاز المتطلبات الأمنية، ومعالجة تلك الملاحظات، حتى تتم عودة تسيير الرحلات المباشرة إلى الولايات المتحدة.

وزير الخدمات: تسهيل الإجراءات

أكد وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الخدمات خالد الروضان تقديم أفضل الخدمات للمسافرين في مطار الكويت الدولي، والارتقاء بها، وتسهيل إجراءات السفر.

وأشارت الوزارة، في بيان صحافي، أمس، بمناسبة زيارة تفقدية قام بها الروضان للمطار شملت مبنيي الركاب 1 و4، للوقوف على استعدادات القطاعات التشغيلية خلال عطلة عيد الفطر وموسم الصيف، إلى الأهمية البالغة التي توليها الدولة لقطاع الطيران المدني.

الفداغي لـ الجريدة.: استعداداتنا أنهت زحام المسافرين بالمطار

وبالفعل تمت معالجة تلك الملاحظات التي كانت تتمحور حول قِدم المبنى، وصعوبة التحكم الأمني فيه، وفي أثناء تنفيذ هذه الملاحظات تم اعتماد مبنى الركاب T4 ومطابقته للمعايير الأمنية الدولية، ولكننا أصررنا على استكمال المتطلبات الأمنية في المبنى الرئيسي T1، وتسيير الرحلات المباشرة لأميركا منه، لتأكيد أن جميع مباني الركاب بمطار الكويت الدولي مستوفية لشروط الأمن الدولية، وهذا ما تم فعليا، وحاليا تسير رحلة نيويورك مباشرة من مبنى الركاب T1.

أما بمبنى الركاب T4 فتم التنسيق مع ثلاث جهات هي: «الداخلية»، و«الخطوط الكويتية» بصفتها المعنية بتلك الرحلات، والمشغل الكوري للمبنى، مؤسسة انشيون، باعتباره مدير ذلك المبنى، واعتمدت الإدارة الأميركية تلك الإجراءات، وما يتبقى فقط هو أمور إدارية وانتقالية وتوزيع الرحلات.

التشييك المبكر

• ماذا عن التحسينات الأخرى التي قمتم بها داخل المبنى؟

بالتناغم مع فكرة إنشاء مبنى T4، وجّه رئيس الطيران المدني الشيخ سلمان الحمود بتشكيل فريق دائم يُطلق عليه فريق التحسينات، وهو مكون من أغلب الإدارات الموجودة في «الطيران المدني» وله علاقة مباشرة واحتكاك مع الركاب، وتتمثل مهمة هذا الفريق في دراسة مباني المطار كله، ووضع التحسينات التي يمكن القيام بها لتخفيف الزحام ومساعدة الركاب، ومن ثم رفع جودة الخدمات المقدمة لهم، وبالفعل تم إنجاز خطوات جيدة في هذا الصدد، فقد تمت زيادة أعداد الكاونترات الخاصة بالمغادرة في T1 من 10 كونترات إلى 20، وفي صالة الوصول كذلك، وتم رفع عدد الأجهزة الأمنية في منطقة التفتيش من 4 إلى 9 أجهزة، وأنشأنا قاعتين كبيرتين للترانزيت والفيزا، وزيادة مقاعد المسافرين في المطار، كما تم نقل الأجهزة الأمنية في منطقة قبول الأمتعة ومنطقة جمارك «القادمون» من داخل مبنى الركاب الى خارجه، وتوفير خدمة توصيل الحقائب للمنازل مقابل رسوم رمزية.

ومازالت اللجنة تدرس إدخال بعض التحسينات على المطار في المستقبل القريب، وستكون خاصة بمواقف السيارات، واستحداث قاعات كبيرة، إلى جانب البوابة الإلكترونية التي ستساعد المسافرين كثيري السفر، حيث ستقوم وزارة الداخلية المسؤولة عن هذا المشروع بتوفير بطاقة سفر لهم مدون عليها بياناتهم، وبإمكانهم تمرير تلك البطاقة من البوابة الإلكترونية دون الحاجة إلى ختم الجواز، وهي خدمة مطبقة حالياً في مطارات أخرى، ونتوقع أن يتم ذلك قبل نهاية العام، على أن تطبق في مبنيي T1 وT4.

ومن ضمن التحسينات التي ستدخل على مبنى T4 خدمة التشييك المبكر، أي قبل السفر بيوم أو يومين في المبنى الملاصق لمواقف السيارات، قبل دخول المبنى أساساً، ونحن نعمل حاليا على إنشاء تلك المنطقة بعد تحديدها بالتنسيق مع «الكويتية»وشركة انشيون مشغل المبنى، ونتوقع أن يتم ذلك خلال الأشهر القادمة.

ومن التحسينات التي سيشهدها المبنى كذلك افتتاح المواقع التجارية والاستثمارية، إذ تم افتتاح المبنى في وقت قياسي، تلبيةً للرغبة السامية لسمو أمير البلاد، وبدأت الخدمات تفعّل فيه تدريجيا، إذ بدأت البنوك والصرافة تدشن خدماتها وبعض أجزاء من السوق الحرة وبعض المقاهي، ومن المتوقع بنهاية شهر يونيو المقبل أنه سيتم افتتاح أغلب المواقع التجارية، وسنرى مبنى T4 بصورته الحقيقية.

• تداولت مواقع التواصل أخيراً رفع سعر تذكرة دخول مواقف انتظار السيارات في T4 إلى نصف دينار بدلاً من ربع دينار... ما تعليقكم؟

ما تداولته مواقع التواصل أخيرا هو ارتفاع سعر انتظار السيارات في مواقف انتظار المدى القصير إذ يترك المسافر سيارته يوما أو اثنين أو ثلاثة في تلك المواقف ثم يعود ليفاجأ بأن عليه أن يدفع مبلغا قد يناهز 50 ديناراً نظير خدمة انتظار سيارته في مواقف اصلا خصصت للمدى القصير رغم وجود مواقف للانتظار الطويل بتسعيرة اقل جدا.

• بالحديث عن الترانزيت... كيف استعددتم له؟

- الخطوط الكويتية تستقبل ركاب الترانزيت من البوابة، وإذا كان الانتقال سيتم إلى رحلة على «الكويتية» نفسها فإن المسافر سيسافر من نفس المبنى، اما إذا الانتقال سيتم من خلال رحلة طيران أخرى، فبإمكان المسافر الانتقال من داخل المطار عبر ساحة التفتيش ثم الانتقال بالباص المخصص في مبنى T1، أما إذا كان المسافر سينتقل من مبنى لمبنى فهناك باصات مجانية لتنفيذ تلك الخدمة.

وهناك خطة كاملة بالتعاون مع «الداخلية» و»الكويتية» وباقي خطوط الطيران للتعامل مع الترانزيت الذي يحتاج إلى قاعات انتظار وأجهزة تفتيش وآلية معينة للانتقال بحيث لا يتم إرباك الحركة داخل المطار، وفي T1 أنشأنا قاعة للترانزيت بها جميع الخدمات لتفادي إرباك الحركة.

وفي مبنى T4 افتتحنا قبل 3 أشهر قاعة خاصة للركاب الترانزيت تسع لنحو 100 راكب. وهنا يجب ألا نغفل دور مؤسسة «إنشيون» التي تعد هذه الخطط بالتنسيق مع «الداخلية»، والخطوط الجوية الكويتية وتراقبها «الطيران المدني».

• كيف تقيّمون تجربة المشغل العالمي «إنشيون»؟

- تجربة مثمرة جدا، ويكفي القول إن المواقع الاستثمارية التي تم افتتاح جزء منها، ويتبقى أربع مزايدات سيتم طرحها تباعا، حققت إيرادات تبلغ نحو 45 مليون دينار، ومن المتوقع تغطية تكلفة بناء مبنى T4. وكذلك بدأنا ببرنامج تدريب ونقل الخبرات للشباب الكويتيين من خلال عقد المشغل، وأيضا تشغيل المبنى بمستوى عال من الخدمات.

حافلات داخل مواقف السيارات

أعلن الفداغي أنه سيتم خلال الفترة المقبلة توفير حافلات داخل مواقف السيارات لنقل المسافرين، إلى جانب سيارات الغولف الموجودة حاليا.

تدريب الشباب

قال الفداغي خلال اللقاء إن العقد الموقع مع المشغل الكوري لمبنى T4، مؤسسة إنشيون الكورية، كان يتضمن شرطاً هو تدريب الشباب الكويتيين ونقل الخبرات إليهم في إدارة المطار، كما يتضمن تعيين نسبة 10 في المئة من الكويتيين داخل المبنى لتشغيل المطار، كما خصصنا مبلغا ماليا لتدريب شبابنا، وهو ما سيكون له مردود بعد سنوات قليلة سيتمثل في قدرة هؤلاء الشباب الوطنيين على إدارة المطار بمستوى عال من الخدمة.

وتم الانتهاء من أسبوع من الدورة الأولى لتدريب موظفي الطيران المدني والموظفين الكويتيين بشركة إنشيون المشغل التي عقدت في كوريا، وهي دورة إدارة المطارات – صيانة وتسهيلات-، وحصل المتدربون على شهادات رسمية باجتياز تلك الدورة، وسيتم استكمال تلك الدورات تباعا.

«إيكاو» تقيّم المطار بـنسبة عالية

بسؤال الفداغي عن نتائج زيارة منظمة الإيكاو التي تمت في مارس الماضي، قال إنها تتم بشكل دوري عبر التنسيق بين المنظمة وإدارة الطيران المدني، وتهدف إلى التشييك على المطار من جميع النواحي؛ سواء الأمن أو السلامة أو الإجراءات، بهدف إعطاء تقييم سنوي يتم من خلاله تجديد أو منح المطار رخصة دولية.

وأضاف: حصلنا على درجة تقييم عالية أكثر من المتوقع، وهي من النسب الأعلى في مطارات المنطقة، موجها شكره لجميع الجهات العاملة بمطار الكويت كوزارة الداخلية والصحة و»الكويتية» والجمارك وشركات الأمن الخاصة و»الإطفاء» على التعاون في الوصول إلى هذه النسبة.