ترامب يغري بريطانيا بـ «اتفاق تجاري مهم»
حرّضها على كسر قيود أوروبا... وعشرات الآلاف في «مهرجان المقاومة»
بعدما نظمت بريطانيا استقبالاً رسمياً وبسطت السجادة الحمراء للرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته، وبعد يوم من اللقاءات مع أعضاء العائلة الملكية، اتجهت، أمس، دفة زيارة الدولة التي يقوم بها ترامب نحو الشأن السياسي، إذ عقد مع رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي محادثات ثنائية في مكتب «10 داونينغ ستريت».وأعرب ترامب، أمس، عن أمله إبرام «اتفاق تجاري مهم جدا» مع بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي (بريكست).وقال قبل استضافته مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اجتماعاً لكبار الشخصيات في قطاع المال والأعمال في اليوم الثاني من زيارة الدولة، التي يجريها الرئيس لبريطانيا: «سننجزه».
وكان الرئيس الأميركي كشف في تغريدة، أمس الأول، أن واشنطن قد تعرض على لندن «اتفاقًا تجارياً كبيراً فور تخلّصها من قيود التكتل التجاري الأوروبي»، الذي كانت عضواً فيه على مدى 46 عاماً.وتأتي دعوة ترامب هذه في وقت تستعد فيه بريطانيا لاختيار رئيس وزراء جديد خلفا لماي، بعد إخفاقها في إقناع البرلمان البريطاني بالموافقة على صفقة «بريكست»، التي تفاوضت عليها مع الاتحاد الأوروبي.وبالتزامن مع محادثات ترامب ـــ ماي، وضع متظاهرون مناهضون للرئيس الأميركي تمثالا ضخما له يصوره يطلق تغريدات على «تويتر» وهو يجلس على مرحاض ذهبي في وسط لندن.كما حلق بالون عملاق يبلغ ارتفاعه 6 أمتار ويصور ترامب في شكل رضيع غاضب يرتدي حفاضا في السماء خارج البرلمان البريطاني. وشارك عشرات الآلاف من المحتجين في احتجاج «مهرجان المقاومة»، الذي أقيم في وسط لندن تعبيراً عن معارضتهم للرئيس. ومن بين المشاركين نشطاء بيئة ومنظمو حملات ومحتجون مؤيدون لحقوق المرأة. وسافر محتجون من جميع أنحاء بريطانيا إلى لندن للانضمام الى التظاهرات، وأقيمت احتجاجات على زيارة ترامب في 14 مدينة وبلدة أخرى. وكانت الملكة إليزابيث الثانية استقبلت الرئيس الأميركي وزوجته ميلانيا باستعراض لحرس الشرف، لدى وصولهما أمس الأول، ومن ثم أقامت مأدبة غداء لهما، وعرضت لهما مجموعة الفنون الملكية.وبدا أن ترامب كان مستمتعا بالزيارة، وعبّر عن ذلك على «تويتر»، إذ كتب أن «القسم اللندني من الزيارة يجري بصورة جيدة جداً. الملكة وجميع أفراد العائلة المالكة رائعون. العلاقات مع المملكة المتحدة قوية جداً»، مضيفا: «لم أشاهد أي احتجاجات بعد، لكنني واثق من أن وسائل الإعلام المضلّلة ستسعى بشكل حثيث للعثور عليها».ولم تخل زيارة الدولة من الخروج عما يتطلبه البروتوكول خلال لقاء ترامب الملكة إليزابيث الثانية، رغم سعيه للامتثال للبروتوكولات.فقد خرج الرئيس الأميركي أثناء مأدبة العشاء عن البروتوكول، حيث ربّت على كتف الملكة وهو ما يعد أمرا غير مقبول.وفي كلمته خلال حفل العشاء، وأثناء رفعه نخب الملكة، أعرب ترامب عن شكره للملكة إليزابيث الثانية، ليس فقط على كرم الضيافة، بل وأيضا على «الطقس الجميل»، مما أثار ضحك الملكة.إلى ذلك، قال رئيس بلدية لندن صادق خان، أمس، إن ترامب رمز لنشطاء اليمين المتطرف على مستوى العالم.وقال خان في مقابلة مع "سكاي نيوز": "علينا بالتأكيد أن نقول له: أنت تدرك أنك رمز لحركة اليمين المتطرف حول العالم"، مشيرا إلى سياسات ترامب إزاء المسلمين والهجرة.