بين مَن أكد ثبوت رؤية هلال شوال ومَن جزم بعدم رؤيته احتدم الخلاف فلكياً، ووصل إلى قمته بعد إعلان خمس دول خليجية، هي السعودية والكويت والبحرين والإمارات وقطر، أن الثلاثاء (أمس) هو أول أيام العيد، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل دخلت السياسة طرفاً فيه مع توجيه النائب خالد الشطي سؤالاً برلمانياً إلى وزير العدل وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة فهد العفاسي حول صحة رؤية الهلال.

الشطي سأل العفاسي كذلك عن عدد وأسماء الشهود الذين شاهدوا الهلال في الكويت وأدلوا بشهاداتهم خلال خمس سنوات ماضية، وعلام تبني هيئة الرؤية الشرعية رأيها بثبوته، وما إذا كان هناك من تقدم للإدلاء بشهادته، وهل تتم الاستعانة بآراء الخبراء الفلكيين لتحديد موقع الهلال ومدى إمكانية الرؤية الشرعية لتحديد بداية الشهر ونهايته؟

Ad

خلاف الفلكيين، وأبرزهم صالح العجيري وعادل السعدون، حول هلال شوال أو رمضان ليس بجديد، بل الجديد هو تمسك السعدون بحجته، وتأكيده استحالة رؤية هلال شوال حتى بعد الإعلان الرسمي من الدولة، وأن عيد الفطر كان من المفترض أن يكون الأربعاء (اليوم)، بل إنه تحدى كل من ادعى مشاهدة الهلال ووصفه بأنه واهم، معتبراً ما حدث أنه انتصار للجهل على العلم.

السعدون قال في بيان عبر حسابه بـ «تويتر»: «أُعلن ثبوت رؤية الهلال الشرعية، وفرح من فرح، لكن الحقيقة مَن انتصر في النهاية هو الجهل وعدم المعرفة بأمر مهم يهم حياتنا، ومن فرح سيدرك يوماً أن الحقيقة غائبة عنه، فأنا لا ألوم أحداً، فهذه طبيعة الإنسان».

وأوضح أن المسألة ليست بأن يظهر شهود ويشهدون برؤية شيء من المستحيل رؤيته، فكل الفلكيين العرب أصدروا بياناً ينفون فيه رؤية الهلال، مشيراً إلى أن هناك خللاً كبيراً في الأمر، فهل كل هؤلاء الفلكيين لا دراية لهم ولا علم؟

وتساءل: أليس جديراً بنا احترام رأي هؤلاء الفلكيين الذين أعتقد أنهم خارج الحسبان في هذا الأمر؟ وهل يعقل أن تسير المسألة بهذا الشكل الذي لا يمت إلى المنطق والفكر السليم بصلة؟

وتابع: «من يريد أن يشمت فليشمت، ومن يضحك فليضحك، فالمجال مفتوح، ولكن الحقيقة قُتلت وتمزقت وضاع أثرها، وأصبح العلم لا قيمة له ولا وزن، والخاسر في النهاية لا الفلكيون ودراساتهم وبحوثهم فقط، بل القيمة الفعلية للإنسان وتطوره ومدى قدرته على الإيمان بالعلم لتنهض الأمة وترتقي وتقف في مصاف الدول التي سبقتنا... مبروك لانتصار الجهل، وعزائي لخسارة قيمة الإنسان».

أما العجيري فاكتفى بقوله: «لا تروحون يمين ولا يسار، ولا تدورون أي مكان... هلال شوال سيُشاهد الاثنين، والعيد الثلاثاء الرابع من الشهر الجاري».

وعلى خط الخلاف، دخل النائب صالح عاشور، مؤكداً أن «الردود المختلفة على الفلكي السعدون تبين بوضوح أننا نعيش جاهلية وعنصرية وطائفية وجهلاً مركباً، ولا نعي شيئاً اسمه التعددية الفكرية والمذهبية واحترام الرأي الآخر، وهذا سبب رئيسي في تخلفنا يا أمة ضحكت من جهلها الأمم».