قهرمان لـ الجريدة.: الكويت تحت قيادة الأمير لها تأثير كبير وفاعل في السياسة الإقليمية والدولية

● احتفلتم الشهر الماضي بالعيد الوطني لبلادكم فكيف تصفون العلاقات بين الكويت وأذربيجان؟

- بداية، أود تأكيد أن العام الجاري يشهد الاحتفال بالذكرى الـ25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الكويت وأذربيجان، فمنذ عام 1994 والتعاون الثنائي بين البلدين يسير على الوجه الأكمل بين حكومتي البلدين.

وفي هذا المقام أود أن أشيد بمزيد من الفخر والارتياح للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات الأذربيجانية الكويتية على مختلف الصعد، بفضل جهود قيادتي البلدين التي ساهمت بدور فاعل في جعل هذه العلاقات تشهد تحولا نوعيا كبيرا وتأخذ طابعا أخويا مميزا على مختلف الصعد والمجالات.

وتسعى أذربيجان إلى تطوير وتفعيل العلاقات الثنائية مع الكويت على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، ووصلت العلاقات بين أذربيجان والكويت إلى مرحلة الصداقة، فقد حصلت أذربيجان على استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، وكانت الكويت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أذربيجان.

وبعد ذلك تم تأسيس علاقات دبلوماسية بين البلدين وافتتاح سفارة أذربيجان في الكويت عام 2004، وفي عام 2006 تم افتتاح سفارة الكويت في أذربيجان، ومنذ تأسيس العلاقات كان هناك تبادل للزيارات الرسمية بين البلدين.

والحقيقة ان الكويت لعبت دورا هاما جدا في دعم الشعب الأذربيجاني في قضية «قارباخ»، التي تم احتلالها من قبل أرمينيا، وما نجم عنها من تشريد ما يزيد على مليون شخص، حيث أصبحوا لاجئين مشردين من موطنهم الأصلي.

كما قدمت الكويت دعما غير محدود من المساعدات الإنسانية والإغاثية لملايين المشردين، إضافة إلى ذلك ساندت حكومة الكويت كل القرارات الصادرة عن الهيئات والمنظمات الدولية التي تدين الاعتداء الأرميني على جمهورية أذربيجان.

دور الوساطة

● كيف ترون دور «الوساطة» الذي تلعبه الكويت في القضايا الإقليمية والدولية؟

- الكويت دولة فاعلة في منطقة الشرق الأوسط، وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد له دور تاريخي في العالم العربي والإسلامي، فالكويت تلعب دورا كبيرا في مختلف القضايا العربية والأحداث في المنطقة.

كما أن الكويت وتحت قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لها تأثير كبير على السياسة الإقليمية والدولية، فالكويت تأثيرها كبير وفاعل في السياسة الإقليمية والدولية، وهي دائما تلعب دور الوسيط لحل النزاعات بين الدول ومن بينها دور الوساطة الذي تقوم به لحل الأزمة الخليجية، كما تحتضن المؤتمرات الإقليمية والدولية لمساعدة اللاجئين والنازحين.

والكويت تلعب دورا إنسانيا وإغاثيا يشهد له القاصي والداني في جميع بقاع العالم، وأنتهز هذه الفرصة ومن خلال «الجريدة» لأقدم شكري العميق للكويت على جهودها الحثيثة في دعم ومساندة بلادنا في مختلف القضايا، وأود أن أعرب عن خالص الشكر والامتنان للكويت على دعمها لموقف أذربيجان العادل فيما يتعلق بالصراع الأرميني الأذربيجاني في إقليم «ناغورنو كاراباخ».

● تتمتع بلادكم بجمال طبيعي ومناخ فريد يسهم في جذب السائحين إليها، فكم عدد السياح الكويتيين إلى بلادكم العام الماضي؟

- استقبلت بلادنا نحو 29 ألف سائح كويتي خلال عام 2018، بخلاف آلاف السياح من المقيمين في الكويت من جنسيات أخرى.

وفي الواقع تمتاز أذربيجان بطبيعتها الرائعة وتنوع مناطقها الإقليمية المناخية، حيث يوجد بها 9 مناطق مناخية إقليمية من بين 13 منطقة بالعالم.

وتعد السياحة أحد الموارد الأساسية في الدخل القومي لبلادنا التي تتمتع بجمال وسحر خاص، كما أن أذربيجان قريبة من الكويت، فالمسافة بالطيران لا تتعدى الساعتين، ونرحب بالسياح من كل مكان وخصوصا من الكويت.

● وما أبرز التسهيلات التي تقدمونها للسائح الكويتي؟

- يحصل الكويتيون على تأشيرة الدخول إلى أذربيجان فور وصولهم إلى المطار، إضافة إلى إمكانية حصولهم على التأشيرة الإلكترونية، كما أن «البدون» ممن يحملون جوازات مادة 17 يعاملون معاملة الكويتيين في الحصول على الفيزا من المطار.

اتفاقيات

● ما أبرز الاتفاقيات الموقعة بين البلدين؟

- تم توقيع العديد من اتفاقيات التعاون بين البلدين في عدة مجالات، فحتى الآن تم توقيع 19 اتفاقية، بينها اتفاقية تجارية بين حكومة البلدين واتفاقية التعاون في مجال السياحة واتفاقية التعاون في مجال الشباب والرياضة واتفاقية حول التعاون الاقتصادي والتقني واتفاقية بين الحكومتين حول الاتصال الجوي وغيرها الكثير من الاتفاقيات التي شملت العديد من المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية.

وتم توقيع 8 اتفاقيات أثناء زيارة الرئيس الأذربيجاني للكويت قبل سنوات، وهناك 12 اتفاقية مرتقبة ومزمع توقيعها قريبا بين البلدين، في الكثير من المجالات، وأود تأكيد أن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين من شأنها أن توسع التعاون المثمر في المجالات التجارية والاستثمارية والسياحية.

● رغم مرور ربع قرن على العلاقات بين الكويت وأذربيجان فإن حجم التبادل التجاري بين البلدين ضعيف جدا فما الأسباب؟ وهل هناك من إجراءات للعمل على زيادة التبادل التجاري بين البلدين؟

- أود أن أشير إلى أن الحوار السياسي النشيط بين أذربيجان والكويت في مستوى جيد جدا، ونرغب في الارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي الى الأعلى أيضا، وحجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة والنشاط المشترك في المجالات الأخرى لها أهمية كبيرة لمنافع شعوبنا.

ورغم بعض التقدم الذي أحرز على صعيد توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الكويت وأذربيجان فإن الجانبين غير راضيين عن مستوى تلك العلاقات ويطمحان للمزيد.

والجانب الأذربيجاني يرغب في مضاعفة أرقام التبادل التجاري والاستثماري مع الكويت، والتي هي الآن ليست بمستوى الطموح إطلاقا، وهناك فرص محتملة لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية لأذربيجان مع الكويت.

كما أنه من الضروري جدا توسيع التعاون الاقتصادي مع الكويت التي لديها امكانات استثمارية ضخمة، وجمهورية أذربيجان التي تشهد فترة من النمو الاقتصادي السريع، وتصدير السلع الاستهلاكية المنتجة في أذربيجان إلى الكويت، ومن الضروري أيضا وضع مقترحات وتوصيات ذات صلة حول آفاق تنمية التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

● تتمتع أذربيجان بقطاع طبي متطور، ومثال على ذلك معهد التأهيل الرياضي، فهل نرى في المستقبل تعاونا طبيا بين الكويت وأذربيجان؟

- نعم، وكما ذكرت هناك العديد من المراكز الطبية عالية الجودة في بلدنا، مثل المعهد الوطني الأذربيجاني للطب الرياضي وإعادة التأهيل، وأود أن أشير إلى أن إقامة تعاون بين الكويت وأذربيجان في مجال الطب يمكن أن يؤثر إيجابيا على سرعة تطور العلاقات بين البلدين الصديقين.

ونعتبر أنه من المهم توقيع اتفاقية في مجال التعليم بين البلدين، لجذب الطلاب الكويتيين والأذربيجانيين، وفي الوقت الحالي يمنع عدم الاعتراف المتبادل بالدبلومات تدفق الطلاب إلى بلدنا، وأرى أن الظروف جيدة جدا لأطبائنا والعاملين الطبيين الآخرين للعمل في الكويت.