خلال العقدين اللذين شغلت خلالهما هيلاري كلينتون منصب عضو في مجلس الشيوخ ووزير الخارجية، تبرع رعاتها بانتظام لمؤسسة عائلتها الخيرية عندما كانت لديهم مسائل رسمية عالقة مع المرأة الأوسع نفوذاً سياسياً في الولايات المتحدة.لكن هذا النمط من تسديد الديون السياسية لمؤسسة كلينتون بدا مسيئا جداً، حتى إن وزارة الخارجية حاولت أن تعقد اتفاقاً خاصاً مع هذه المؤسسة كي تتفادى انكشافه للعلن مما بدا أشبه بسياسة "ادفع لتلعب".
رغم ذلك، استمرت الأموال بالتدفق بملايين الدولارات من أجانب وأميركيين على حد سواء، وقد اعتُبر هؤلاء مدينين لماكينة كلينتون أو بحاجة إلى مساعدتها، ولكن آن الأوان ليطالب الشعب الأميركي كلينتون بما تدين له به من شفافية سياسية.لكن حملة كلينتون، بالتوافق مع الحزب الديمقراطي ومن خلال شركتهما المشتركة للمحاماة، موّلت ملف كريستوفر ستيل غير المثبت، الذي تبين أنه صوّر زوراً الجمهوري ترامب كسياسي خائن يتآمر مع بوتين لخطف الانتخابات الأميركية.قصد ستيل مكتب التحقيقات الفدرالي لفتح تحقيق في هذا الشأن، ومن ثم سرّب أخبار هذا التحقيق الذي أمل أن يقوّض طموحات ترامب بالوصول إلى سدة الرئاسة، ولجأت كلينتون واللجة الوطنية الديمقراطية إلى شركة المحاماة "بيركنز كوي" لتستخدم شركة أبحاث غلين سيمبسون Fusion GPS التي استخدمت بدورها ستيل. وأبقى عدد من المحامين، الذين عرقلوا الشفافية، هذه العملية بعيداً عن تقارير لجنة الانتخابات الفدرالية العامة وأعطوا كلينتون مبرراً للإنكار.باختصار، مارست ماكينة كلينتون ضغطاً كبيراً على مكتب التحقيقات الفدرالي ونشرت فيضاً من المعلومات الكاذبة إلى أن فتح تحقيقاً بشأن ترامب، حيث رضخ لها المكتب ورئيسه البائس آنذاك، جيمس كومي، بمساعدة عدد من معجبي كلينتون الذين كانوا آنذاك موظفين في مكتب التحقيقات الفدرالي أمثال بيتر سترزوك وليزا بايج.بدت حيلة فريق كلينتون الخبيثة شيطانية بقدر ما كانت متقنة، فاستغلت فعلياً أموال مجلس النواب وجزءاً كبيراً من جهاز الاستخبارات الأميركي لتنفذ مهمة استهدافها ترامب سياسياً، ولكن بعد سنتين من الاستياء الأميركي وإنفاق عشرات الملايين من أموال دافعي الضرائب الأميركيين، آن الأوان ليطالب مجلس النواب بما له من ديون.تدين لنا كلينتون بالأجوبة. نجحت حتى اليوم في تفاديها حتى خلال مشاركتها في الكثير من المقابلات الإعلامية الرفيعة المستوى.لست الوحيد الذي يفكّر على هذا النحو، فقد ذكر مستشار كلينتون القديم دوغلاس شوين يوم الجمعة على محطة "فوكس نيوز" أن الوقت قد حان لتجيب كلينتون عن أسئلة عما كانت تعرفه ومتى علمت به.إليك عشرة أسئلة أساسية:1- في شهر يناير عام 2018، بعثت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ بطلب استقصائي رسمي بشأن وثائق وأجوبة خطية من حملتك. هل تنوين الرضوخ؟2- حددي من فضلك كل شخص في حملتك شارك في استخدام Fusion GPS، غلين سيمبسون، وكريستوفر ستيل أو كان على علم بذلك؟3- عددي من فضلك كل الأشخاص في حملتك (بمن فيهم محامو "بيركنز كوي") الذين كانوا على علم بأن ستيل قدّم معلومات لمكتب التحقيقات الفدرالي أو وزارة الخارجية، فضلاً عن تحديد متى علموا بذلك.4- أوضحي أي معلومات تلقيتها أنت أو موظفو حلمتك أو اطلعتم عليها قبل يوم الانتخابات، استُمدت من أعمال سيمبسون، أو ستيل، أو Fusion GPS، أو نيلي أوهر، أو "بيركنز كوي"، وحاولَت ربط ترامب، أو حملته، أو إمبراطوريته التجارية بروسيا.5- أوضحي من فضلك كل الاتصالات التي أجرتها حملتك قبل يوم الانتخابات مع الأشخاص التالين أو بشأنهم: بروس أوهر، نيلي أوهر، غلين سيمبسون، كريستوفر ستيل، الدبلوماسي الأسترالي السابق ألكسندر داونر، الباحث السابق في مجال السياسة الخارجية ستيفان هالبر، الأكاديمي المالطي جوزيف ميفسود.6- هل اتصلتِ أنت أو أي من الأعضاء البارزين في حملتك، بمن فيهم محامون مثل مايكل سوسمان، بوكالة الاستخبارات المركزية، أو مديرها السابق جون برينان، او مديرتها الحالية جينا هاسبل، أو جيمس بيكر، أو بيار سترزوك، أو ليزا بايج، أو النائب السابق لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي أندرو ماكيب؟7- أوضحي كل الاتصالات التي أجرتها حملتك مع كودي شيرر وسيدني بلومنتال بشأن ترامب، وروسيا، وأوكرانيا.8- أوضحي كل الاتصالات التي أجريتها أنت أو حملتك مع المتعاقدة مع اللجنة الوطنية الديمقراطية ألكسندرا تشالوبا، أو الحكومة الأوكرانية، أو السفارة الأوكرانية في الولايات المتحدة، أو السفارة الأميركية في كييف بشأن ترامب، أو روسيا، أو مدير حملة ترامب السابق بول مانافورت.9- لمَ بذلت حملتك والحزب الديمقراطي جهداً منسقاً بغية تصوير ترامب بأنه على صلة بروسيا؟10- بما أن التحقيقات التي أجرتها لجنة تابعة لمجلس النواب، ولجنة أخرى تابعة لمجلس الشيوخ، والمحقق الخاص استخلصت كلها أن ما من دليل على التآمر بين ترامب وروسيا، هل أنت نادمة على أعمال حملتك، وستيل، وسيمبسون، وسوسمان التي هدفت إلى نشر هذه المزاعم العارية عن الصحة في مكتب التحقيقات الفدرالي، والمجتمع الاستخباراتي الأميركي، ووسائل الإعلام؟* جون سولومون* «ذي هيل»
مقالات
هيلاري كلينتون تدين للولايات المتحدة بأجوبة عن مسألة التآمر مع روسيا
09-06-2019