«التعاون»... أوقفوا بعثات أميركا فوراً!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
لا يعتقد البعض منا أن المتطرفين سيأخذون في الاعتبار أهمية الطلبة الخليجيين ومساهمتهم في اقتصاد التعليم الأميركي، ففي كل ولاية سلطة مطلقة في تنفيذ القانون، ولو تمت ملاحقة طلبة وتفتيش ذاكرات أجهزتهم الإلكترونية والعثور على بيانات قديمة لم يذكرها أو نسيها في بيانات الفيزا، أو قاموا بالتحري الإلكتروني عن نشاطاته حتى من خلال وصلة الإنترنت بعنوان سكنه في بلده الأصلي، فستعرضه للسجن وإجراءات قاسية، كما ذكرت "الخارجية" الأميركية. المسؤولون الخليجيون في وزارات الخارجية والتعليم العالي سيكونون أمام مسؤولية وطنية وإنسانية عما سيتعرض له أبناؤنا وبناتنا في الولايات المتحدة الأميركية، خاصة أن المتطرفين باتوا يحملون قوانين عنصرية تمكّنهم من جعل أبنائنا طرائد للانتقام منهم في بيئة عدائية تزداد حقداً وتطرفاً، وربما لن تكون انعكاسات هذه الإجراءات سريعة في الأشهر الستة الأولى أو السنة التي ستليها، لكنها ستظهر لاحقاً، وستكون السفارات الخليجية في واشنطن مطالبة بعشرات مكاتب المحاماة لمتابعة قضايا الطلاب الخليجيين التي ستنشأ نتيجة لتلك الاشتراطات.لذا، فإن وزارات الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي مطالبة بأن تخاطب بشكل جماعي السلطات الأميركية عن ماهية هذه الإجراءات الأخيرة للحصول على تأشيرة الدخول؟... وهل سيتم استخدام وسائل استخباراتية للتحقق من بيانات النشاط الإلكتروني في كل طلب تأشيرة؟... خاصة أن وسائل الإعلام الخليجية لم تتابع أخبار إجراءات التأشيرة الأميركية الأخيرة، ولم توضحها للعامة وللسياح والطلبة والمسافرين للعلاج ومرافقيهم، وفي حال عدم وصول إيضاحات من الجانب الأميركي فيجب وقف الابتعاث فوراً، وعدم العبث بسلامة أبنائنا ومستقبلهم، والبحث عن دول أخرى للابتعاث والعلاج.***أنا شخصياً فتحت حساباً في تطبيق "سناب شات" منذ بضع سنوات، لكن لم يعجبني التطبيق، فأزلته من جهازي، لكنني اليوم لا أذكر اسم المستخدم ولا أي بيانات عنه، وكان لديّ عدة عناوين بريد إلكترونية أستخدمها للعمل ومراسلة بعض الصحف، وبعضها لم أستخدمه ونسيت جميع بياناته... إلخ.كذلك استخدمت عشرات من شرائح الاتصالات الهاتفية عند زياراتي السياحية وللعمل في عدة بلدان حول العالم، ولا أتذكرها الآن، لذا ربما أعتذر لابني العزيز عبداللطيف، الذي سيتخرج في الولايات المتحدة الأميركية، بمشيئة الله خلال عشرة شهور، عن عدم حضور حفل تخرّجه، وهي مناسبة اجتماعية مهمة، وذلك حتى لا أكون ضحية لنظام متطرف وموظف في أحد المطارات يحمل كمية من القوانين العنصرية يريد تطبيقها عليّ ويجرّدني من إنسانيتي، ويجعلني مخلوقاً عارياً أمامه، وبلا خصوصية حتى إن كنت غير مشتبه فيه بأي جرم أو جناية.