لاغارد: الخلافات التجارية «الخطر الرئيسي» على الاقتصاد العالمي

مجموعة العشرين تشير إلى «تفاقم» النزاع التجاري لكن لا تدعو لحل

نشر في 10-06-2019
آخر تحديث 10-06-2019 | 00:04
 المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد
المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد
حذّرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد من أن الخلافات التجارية تشكل «الخطر الرئيسي» على الاقتصاد العالمي، مشددة على أن حرب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين قد تضر بأي انتعاش اقتصادي.

وقالت لاغارد، في بيان أصدرته في ختام اجتماع وزراء المالية وحكام المصارف المركزية لدول مجموعة العشرين، إن «الخطر الرئيسي ناجم عن الخلافات التجارية المتواصلة».

وفي السياق ذاته، قال كبار المسؤولين الماليين لمجموعة العشرين، إن التوترات التجارية والجيوسياسية «تفاقمت» بما يزيد المخاطر المحدقة بتحسن النمو العالمي، لكنهم لم يصلوا إلى حد الدعوة إلى حل النزاع التجاري المحتدم بين الولايات المتحدة والصين.

وبعد مفاوضات شاقة كادت تُجهض إصدار بيان، أكد وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية المجتمعون في فوكوكا بجنوب اليابان، اللهجة ذاتها الصادرة عن اجتماع بوينس أيرس في ديسمبر الماضي، والتي قدمت دعما فاترا لنظام تجاري متعدد الأطراف يقوم على قواعد متفق عليها.

وقال المسؤولون، في البيان الختامي لاجتماعات فوكوكا: «النمو العالمي يستقر فيما يبدو، ومن المتوقع بشكل عام أن ينتعش بصورة طفيفة في وقت لاحق هذا العام وفي 2020».

وأضاف البيان «بيد أن النمو مازال منخفضا والمخاطر مازالت تميل إلى الاتجاه النزولي. والأهم هو أن التوترات التجارية والجيوسياسية اشتدت. سنواصل التصدي لتلك المخاطر ونقف على أهبة الاستعداد لاتخاذ مزيد من الإجراءات».

وأشار البيان إلى أن كبار مسؤولي المالية بمجموعة العشرين اتفقوا على وضع قواعد مشتركة بحلول 2020 لسد الثغرات التي استغلتها شركات التكنولوجيا العملاقة مثل فيسبوك وغوغل لخفض مدفوعات ضرائب الشركات.

وتضمن البيان تعهدات بزيادة شفافية الدين من جانب المقترضين والمقرضين، وجعل تطوير البنية التحتية أكثر استدامة، وهي مبادرة أطلقت في ضوء الشكاوى من أن مبادرة الحزام والطريق الصينية العملاقة تثقل كاهل الدول الفقيرة بديون تعجز عن سدادها.

لكن الصيغة النهائية للبيان حذفت فقرة مقترحة عن «الاعتراف بالحاجة الملحة لحل التوترات التجارية» كانت مدرجة في مسودة سابقة جرت مناقشتها أمس الأول.

يُظهر حذف الفقرة، الذي قالت المصادر، إنه جاء بإصرار من الولايات المتحدة، ورغبة واشنطن في تجنب أي عوائق بينما تزيد الرسوم الجمركية على السلع الصينية. وخلا البيان أيضا من أي إقرار بأن النزاع التجاري الآخذ في الاشتداد بين الولايات المتحدة والصين يضر بالنمو الاقتصادي العالمي.

وقالت كريتسين لاغارد مديرة صندوق النقد الدولي إنها «شددت على ضرورة منح الأولية القصوى لحل التوترات التجارية الحالية»، في حين يجري العمل على تحديث قواعد التجارة العالمية.

وكان صندوق النقد حذر الأسبوع الماضي من أن الخلاف التجاري سيقلص النمو العالمي في العام المقبل، وشهدت الأسواق المالية موجة بيع كبيرة مع توتر العلاقات الأميركية الصينية.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين أمس الأول، إن النزاع التجاري لن يؤثر على النمو الأميركي، وإن الحكومة ستتخذ إجراءات لحماية المستهلكين من زيادة الرسوم الجمركية.

واجتمع منوتشين مع محافظ بنك الشعب الصيني يي قانغ امس، وهو أول اجتماع مع مسؤول أميركي رفيع المستوى خلال شهر. وقال منوتشين في تغريدة، إنه عقد اجتماعا «بناء»، إذ أجرى «مناقشات صريحة» بشأن قضايا التجارة، لكن دون التطرق إلى التفاصيل.

وكان اجتماع مجموعة العشرين في بوينس أيرس في ديسمبر 2018 أطلق هدنة تجارية مدتها خمسة أشهر بين الولايات المتحدة والصين، لإتاحة الفرصة لمفاوضات بين البلدين لإنهاء الحرب التجارية الآخذة في التصاعد.

لكن تلك المحادثات واجهت مأزقا الشهر الماضي، مما دفع الجانبين إلى تبادل فرض مزيد من الرسوم الجمركية على السلع مع اقتراب النزاع من نهاية عامه الأول.

back to top