عشية زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الألماني هايكو ماس لطهران، شن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف هجوماً لاذعاً على دول أوروبا أمس، وانتقد "السياسات الغربية في المنطقة".

ولوح الوزير الإيراني بإجراءات نووية جديدة رداً على العقوبات الاقتصادية الخانقة التي فرضتها الولايات المتحدة على بلاده، بعد انسحاب واشنطن من اتفاق طهران مع الدول الكبرى بشأن برنامجها النووي.

Ad

وحث ظريف في تصريحات، أمس، الدول الأوروبية التي تسعى إلى الحفاظ على الاتفاق النووي على تطبيع العلاقات الاقتصادية مع بلاده، وقال إن "مهلة الـ 60 يوما للأوروبيين تقترب من الانتهاء دون نتائج، وهو ما يعني إجراءات نووية جديدة في إطار الاتفاق النووي".

وأضاف تعليقا على موقف الدول الأوروبية: "القضية ليست تحديد موعد نهائي، وبإمكانهم اتخاذ أي إجراء على أساس مسؤولياتهم، ونحن إما أن نوقف إجراءاتنا أو نقرر ما يتناسب مع إجراءاتهم".

ورفع ظريف حدة التوتر بين بلاده التي رفضت الجمعة الماضية مقترحا فرنسيا لإعادة إطلاق محادثات أشمل مع طهران المتهمة بزعزعة الاستقرار في المنطقة، وقال: "من المؤكد أن الأوروبيين ليسوا في وضع يسمح لهم بانتقاد إيران، حتى في القضايا التي لا علاقة لها" بالاتفاق النووي الذي أبرم في فيينا عام 2015.

وأشار إلى أن سياسات أوروبا والغرب "لم تكن لها أي نتيجة أخرى في منطقتنا سوى إحداث أضرار"، متهماً أغلب الدول الغربية بـ "السماح للأنظمة الاستبدادية في منطقتنا بارتكاب الجرائم".

وانتقد الوزير الإيراني، الولايات المتحدة، معتبراً أنها "لم تحقق أهدافها في سورية، لأن الشعوب والأمم ترفض السياسات الأميركية"، لافتاً إلى أن "الرئيس دونالد ترامب يفرض قانون وسياسة الغاب على العالم".

«الفوتوشوب»

وسخر ظريف من مبعوث الولايات المتحدة الخاص براين هوك الذي أكد أن الصور التي نشرتها طهران لصواريخ ومقاتلات جديدة مفبركة بـبرنامج "الفوتوشوب"، قائلا: "سنرى ذلك في المستقبل".

واعتبر أن زيارة رئيس الوزراء الياباني شنزو آبي ووزراء غربيين لطهران قريباً تمثل "فرصة للجمهورية الإسلامية لشرح سياساتها حول المستقبل، وإيجاد حلول للتعامل مع السياسات التي تستهدف العالم بأسره".

إشعال المنطقة

وجاء ذلك، غداة تأكيد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، أن المجلس الأعلى للأمن القومي لن يمدد مهلة الشهرين لأطراف الاتفاق النووي يوما واحدا لتنفيذ تعهداتها بمنح طهران امتيازات اقتصادية مقابل تقييد برنامجها النووي، وخضوعه لعملية تفتيش دولية دورية تضمن عدم تطوير سلاح ذري.

ورأى أنه ليس من المقبول أن تحتفظ أوروبا بتعاملات تقدر بعدة آلاف من الدولارت حالياً مع استمرار بلاده في الالتزام بالاتفاق النووي، لكنه شدد على عدم استباق نتائج التعهدات الأوروبية بتفعيل آلية خاصة للتجارة "اينستكس" قبل انتهاء المهلة.

وأبلغت إيران، في الثامن من مايو الماضي، سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا، بقرار المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بـ "التوقف عن تنفيذ بعض التزاماتها المعينة"، ضمن إطار الاتفاق حول البرنامج النووي في حال لم تنفذ الأطراف الأخرى تعهداتها بتجاوز العقوبات والاقتصادية المفروضة على طهران خلال مهلة الـ 60 يوما.

من جانب آخر، أكد رضائي أن "أصغر عمل عسكري من الولايات المتحدة ضد بلاده سيشعل النار في المنطقة".

وأضاف: "لقد أمرت واشنطن قواتها بالخليج بالاشتباك مع القوات الإیرانیة في حال اقترابها". وتابع: "لا یقترب أسطول أبراهام لينكولن من قواتنا، لأنه لا يريد أن يخلق صراعاً غير مرغوب فيه، واستقر في مكان لا نحتاج معه إلى الاقتراب منه. نحن لا ننوي الانخراط في صراعات عسكرية الآن".

لاريجاني

ولاحقاً، انتقد رئيس البرلمان علي لاريجاني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب تصريحاته "المخزية وغير الملائمة" التي أدلى بها الأسبوع الماضي خلال اجتماع مع ترامب عندما قال إن أهدافه هي نفس أهداف واشنطن فيما يتعلق بإيران.

إغراق بالمخدرات

على صعيد منفصل، نقلت مصادر إيرانية، أمس، عن مدير شرطة مكافحة تهريب المخدرات محمد مسعود زاهديان، تهديده للأوروبیین بإغراق بلدانهم بالمخدرات إذا "لم یدفعوا حصتهم من تكاليف مكافحة تهريب المخدرات من أفغانستان إلى أوروبا عبر الحدود الإيرانية".

وفي أبوظبي، أكد وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، خلال مؤتمر مشترك مع نظيره الألماني، الذي يقوم بجولة في المنطقة شملت الأردن والعراق، ترحيب بلاده بالجهود الألمانية للتهدئة.

وقال بن زايد، إنه يجب أن يشمل أي اتفاق جديد مع إيران، إضافة إلى الملف النووي، وقف دعمها للإرهاب، وبرامج الصواريخ البالستية، مشدداً على ضرورة أن تكون دول المنطقة طرفاً في الاتفاق مع طهران.

وأشار إلى الهجوم الذي استهدف ناقلات نفط قبالة الفجيرة أخيراً، معرباً عن ترحيب الإمارات بانضمام دول للتحقيق الذي تجريه بشأنه.

من جهته، شدد ماس على أهمية استقرار منطقة الخليج العربي، وأنه سيبلغ طهران رفض الدول الأوروبية لبرنامجها الصاروخي البالستي، لافتاً إلى أن تدخل إيران في سورية والعراق واضح.

«15 خرداد»

في السياق، أفادت عدة تقارير إيرانية، أمس، بأن الجيش أزاح الستار عن منظمة "15 خرداد" للدفاع الجوي المطورة والمصنعة محلياً.