انكفأت الصدامات السياسية في لبنان، التي كانت أشبه باللعب خلال الوقت الضائع في عطلة العيد، وتقدمت المعالجات على مستوى القوى المعنية، ولا سيما "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، على أن تتوج بلقاءات رفيعة المستوى مرتقبة في الأيام المقبلة. هذا الجنوح نحو التهدئة، من شأنه التأسيس لإعادة ترميم المشهد السياسي، عشية عودة العجلة الحكومية إلى العمل اعتبارا من اليوم.
وانسجاما مع هذا الواقع، رُصِد حرص بين "المستقبل" و"التيار الوطني" على استمرار التسوية السياسية، وعدم السماح باهتزازها. أما على خط الحزب "التقدمي" ـــ "المستقبل"، فيبدو أن اتصالات تمت في الساعات الأخيرة ونجحت في لجم السجال.وفي سياق منفصل، هنأت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، في كلمة خلال الاحتفال بالذكرى الـ 158 لتأسيس قوى الامن الداخلي، أمس، مؤسسة قوى الأمن بعيدها، "ولو كان طعمه مراً هذه السنة، بسبب العمل الارهابي الاخير في طرابلس"، مضيفة أن "الجريمة البشعة التي ضربت طرابلس هي من صنع فلول الارهاب الذي نجح لبنان في محاربته، وقوى الأمن متطرفة في القضاء على الإرهاب الأسود، وهي صمام أمان تتعاون مع المؤسسات الأمنية الأخرى لصون استقرار البلد".كما أكد المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان في الاحتفال "اننا عنينا عندما قلنا ان الارهابي غير مستقر نفسيا، أن كل من يفكر في القيام بأي عمل ارهابي هو كائن مريض عقليا ونفسيا، وقصدنا انه لا يمكن لأي عاقل ان يقوم بقتل الناس". وأضاف: "مهما حاول العابثون في سعيهم الى محاربة مؤسستكم فسنبقى فخورين بما انجزناه، لاننا اول من اطلق شرارة مكافحة الفساد، سنبقى فخورين بكل ما نقوم به وضميرنا مرتاح، بمواقفنا المنطقية والصلبة التي اتخذناها في اصعب الظروف".إلى ذلك، كشف مصدر رفيع في كتلة "المستقبل" النيابية أن الكتلة تعقد اليوم اجتماعا استثنائيا لها في عاصمة الشمال طرابلس تضامناً مع المدينة ومع القوى الأمنية والعسكرية في أعقاب العملية الإرهابية التي استهدفت الجيش وقوى الأمن الداخلي وأمن واستقرار طرابلس، وأسفرت عن مقتل أربعة عسكريين. وذكر المصدر أن "اجتماع الكتلة سيعقد بحضور وزراء تيار المستقبل والوزراء الطرابلسيين ويلي الاجتماع لقاء مع اعضاء المكتب التنفيذي ومع اعضاء المكتب السياسي للتيار في الشمال، ومن ثم يعقد اجتماع قطاعي ـــ نقابي ـــ عمالي"، مبيناً أنه "يسبق اجتماع الكتلة زيارة لرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ولمفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار ولعضو كتلة المستقبل النائب محمد كبارة".في موازاة ذلك، تنتهي اليوم المهلة التي حددها الجيش اللبناني لهدم البيوت الاسمنتية التي اقامها نازحون سوريون والموزعة على 26 مخيماً. ويفترض إزالة الأسقف والجدران الأسمنتية التي بنيت بشكل مخالف للقانون.ولم يتضح اذا كان الجيش سيبدأ حملة تفقدية على المخيمات اليوم ام سيمدد هذه المهلة، بينما نظم قطاع الشباب والرياضة في "التيار الوطني الحر"، أمس، تحركاً انطلق من مقرّه في منطقة سن الفيل في بيروت، إلى مناطق مكتظة بالعمالة السورية احتجاجا على "جهات داخلية ودولية تستعمل النازحين كورقة ضغط على لبنان". وأثار زعيم "التيار الوطني" وزير الخارجية جبران باسيل جدلاً بعد كلمته في مؤتمر الطاقة الاغترابية أمس الأول التي قال فيها :"إننا كرّسنا مفهوما لانتمائنا اللبناني فوق أي انتماء آخر، وقلنا إنه جيني وهو التفسير الوحيد لتشابهنا وتمايزنا معا لتحمُّلنا وتأقلمنا معا لمرونتنا وصلابتنا معا ولقدرتنا على الدمج والاندماج معا وعلى رفض النزوح واللجوء معاً".
دوليات
لبنان: مساعٍ لتهدئة ثلاثية و«المستقبل» يجتمع بطرابلس
10-06-2019