ملك من ساحل العاج يتبرع لكاتدرائية نوتردام

نشر في 10-06-2019 | 16:13
آخر تحديث 10-06-2019 | 16:13
 كاتدرائية نوتردام في باريس
كاتدرائية نوتردام في باريس
تبرع أمون ندوفو الخامس ملك سانوي في جنوب شرق ساحل العاج للمساهمة في إعادة بناء كاتدرائية نوتردام في باريس... حيث تلقى أحد أسلافه العماد في القرن السابع عشر.

وأعلن الملك الذي واكبه وجهاء المنطقة وقد ارتدى رداء متعدد الألوان ووضع سلسلة طويلة وتاجا ذهبيا، "النبأ السار" إلى "شعبه" خلال مراسم أقيمت في كريندجابو عاصمة مملكة سانوي.

وسبق صعوده إلى المنصة في الباحة الملكية، عزف على آلة كور ورقصة "ابودان" التقليدية لشعب أغني الذي هو من أهم الشعوب التي تسكن شرق البلاد.

وقد استوى الملك على عرشه المصنوع من خشب الابنوس وانتعل "الابودجي" وهي أحذية ملكية مزينة بحلى ذهبية على سجادة من جلد الفهد وراح يعطي معلومات عن رحلته الأخيرة إلى فرنسا.

وروى أوليفييه كاتيا الناطق باسم الملك الذي لا يمكن أن يتكلم علنا، "الملك ذهب إلى فرنسا وانحنى باسم كل شعب سانوي أمام الكاتدرائية التي اندلعت فيها النيران وصلى".

وأضاف "قام الملك ببادرة لها مدلولات قوية لأن فرنسا بإمكانها بمفردها إعادة بناء الكاتدرائية. فمع الكاتدرائية التي احترقت، احترق جزء من سانوي أيضا. لا يمكن للملك أن يقف من دون أن يتعاطف مع ما حدث" لكنه لم يذكر طبيعة التبرع وقيمته.

وأوضح الناطق "عندما يغلق الملك قبضته لا نعرف ما في داخلها".

في الرابع من تموز/يوليو 1843 وقع الضابط الفرنسي فلوريو دو لانغل معاهدة حماية مع الملك أمون ندوفو الثاني ملك سانوي الذي سلمه السيادة الخارجية لحماية المملكة من الإنكليز. في المقابل، حافظ الملك على السيادة الداخلية على ثمانية آلاف كيلومتر مربع من الأراضي وعلى شعبه.

وتمت المصادقة على هذا الاتفاق بموجب مرسوم فرنسي صدر في العاشر من يونيو 1887 ووقع في باريس ولم يلغ منذ ذلك الحين.

إلا أن العلاقات بين فرنسا وسانوي قديمة بعد أكثر.

ففي العام 1687 أرسل الأمير أنيابا أحد النبلاء المحليين في سن الخامسة عشرة إلى فرنسا من قبل فارس أمون عربون وفاء للملك لويس الرابع عشر.

وقد تلقى العماد في نوتردام واتخذ اسم لويس. وأصبح يعرف باسم لويس أنيابا وعين ضابطا في الفوج الملكي برتبة كابتن فأصبح أول كابتن أسود في الجيش الفرنسي.

وقد منحه لويس الرابع عشر وسام نجمة نوتردام وفي 12 شباط/فبراير 1701 قلد الوسام في الكاتدرائية قبل أن يعود إلى ساحل العاج.

وبلدة كريندجابو الصغيرة في قلب الغابة تضم شخصا شهيرا آخر بين "أبنائها". ففي العام 1992 منح المغني مايكل جاكسون لقبي "الأمير" و"الابن".

وغداة وفاة المغني في 2009، طالب وجهاء المملكة بجثمانه حتى يوارى "أميرهم" "مايكل جاكسون امالامان انوه" الثرى في العاصمة كريندجابو حيث نظمت "مراسم تشييع".

وقرر الملك إقامة شاهدة قبر لمايكل جاكسون "حتى يأتي محبوه كل سنة في ذكرى وفاته لاكتشاف +بلدته+ ومملكة سانوي".

وأصبحت البلدة محجا للأميركيين السود الباحثين عن جذورهم بعد فحوصات دي أن إيه.

وعلى هامش لقاء مع وكالة فرانس برس تلقى الملك زيارة نحو ثلاثين من الأميركيين السود الذين أتوا إلى كريندجابو "لإلقاء التحية على الملك حارس تقاليدنا".

وأوضحت رئيسة الوفد أما مازاما وأصلها من غوادلوب والأستاذة الجامعية في الولايات المتحدة لوكالة فرانس برس "عندما نعود إلى هنا لا نأتي كسياح بل نعود إلى ديارنا لنستمد منها القوة. لقد انتزعونا من إفريقيا ربما إلا أنهم لم ينتزعوا إفريقيا منا".

وأتت هذه الزيارة بعد عشر سنوات على زيارة للقس الأميركي جيسي جاكسون الذي أصبح "أحد وجهاء مملكة سانوي" ومنح لقب "أمير" بسبب العلاقة التي تربطه بعائلة مايكل جاكسون.

back to top